عشية انعقاد اجتماع فرقاء المحنة اللبنانية في الدوحة خرج «السيد» يحيى الحوثي عن صمته لأول مرة، وأعلن عن شهادة وفاة اتفاق الدوحة الذي كان قد أبرمه نيابة عن جماعته (الحوثيين) مع وفد رفيع المستوى من السلطة في صنعاء.
كان لافتاً أنه قصد ما يقول في اختياره لتوقيت إصدار البيان، وإن كان لا يعلم بأن الصوت المتناهي من اليمن يكون، في الغالب، خارج نطاق التغطية!
وهو حذّر السلطة من عواقب عدم مسارعتها لتنفيذ اتفاق الدوحة، وإغلاق ملف “صعدة”، وتوعدها بعدم مشاركته «في أي حوار مستقبلي معها، أو أية مصالحة، وبعدم التدخل لدى إخواني المقاتلين في البلاد أينما كانوا لإيقافهم، ابدا، وسترى هذه السلطة المتفلتة من كل القيم والمواثيق، كم كانت فرص السلام سانحة لها! وكم كان الاولى بها أن تقبل بالسلام!”
وقال: «إنني على يقين أنها -يقصد السلطة- ستندم حين لا ينفع الندم حين يحول الشباب الأشداء، والرجال المتمرسون على فنون القتال والمتشوقون إلى مواجهة أعداء الله، وأعداء الشعب، نهارها إلى ليل أليل، وحين يصبح الطاقم الحاكم وأعوانه، أهداف المنايا ومرمى الشهب الثاقبة والأعاصير النارية الحارقة الماحقة»… الخ.”
في هذه الأثناء كان تنظيم «القاعدة» في جنوب جزيرة العرب (جناح اليمن) هدد بشن هجمات ضد الأجانب «الكفار» من سفراء وخبراء وسياح وصحفيين و…الخ.
وحذر (القاعدة) «كل من أدخل كافراً أو رافقه في سفر أو أدخله بيته، وكان في جماعته، فإن مصيره مصير الكافر المحارب تبعاً لا قصداً»، حسب البيان. وكما كفَّر البيان القاعدي الأجانب الكفار والمجتمع الذي يتصل بهم ويتواصل ويتعامل معهم، فقد توعد الحاكم بالشطب من الحياة.
وفي السياق ذاته تداولت الصحافة خبر إنشاء هيئة وطنية لحماية الفضيلة والتصدي للمنكرات.
وتردد أن رئيس الجمهورية وافق على إنشاء الهيئة المذكورة لتكون معنية بحراسة الاخلاق والآداب والفضيلة ومراقبة الأماكن المشبوهة ومحاربة المفاسد الاخلاقية… وإلخ.
وعلى صعيد متصل تدهورت العلاقة بين «الحاكم» وأحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد ووصلت إلى درجة القطيعة.
هكذا تطالعنا جمع الشواهد والعناوين السالفة بأن اليمن أحوج من لبنان إلى دوحة وإن لم تكن دوحة قطر التي تجرعت خبرة غير سارة في التعاطي مع الشأن اليمني تصل مرارتها إلى حد لا يحتمله بشر.
كما تطالعنا الشواهد السالفة بأن علاقات كافة الفرقاء في اليمن محكومة بالاحتراب والقطيعة والانفصال، وأن اليمن بحاجة إلى أن تُخترع كوطن ودولة لجميع مواطنيها على خلفية من الإقرار بأنها محكومة، أيضاً، بتجاذب الجهات والاتجاهات من شمال إلى جنوب وصعدة وتضاريس سياسية وتاريخية وثقافية أكثر قسوة ووعورة من التضاريس اللبنانية.
mansoorhael@yahoo.com
* كاتب يمني- صنعاء
خارج نطاق التغطية هل ستعود الارستقراطية العربية إلى مأواها قريبا ؟ لا أبالغ ادا قلت إن في الوطن العربي كانت توجد ارستقراطية , الارستقراطية العربية كانت ولازالت تحت ضغط شديد من كل الجهات الإسلاميين والقوميين والعسكر , إما في السابق فكانت هي سيدة الموقف الاجتماعي في المدن العربية التاريخية , بيروت , القاهرة, دمشق , بغداد , …,…, …ولكن تحت مظلة الزحف الثوري الذي أيضا تغدي من الخارج بنظريات مشبوه تم إبعادهم من المشاركة ليس فقط في السلطة إنما في الحياة العامة , مشكلة الارستقراطية العربية أنها كانت رقيقة جدا , وحساسة, وشاعرية , في الوقت الذي الإطراف الأخرى كانت… قراءة المزيد ..