فى أعقاب هزيمة 1967 ظهرت أغنية لأم كلثوم تقول:
سقط النقاب عن الوجوه الغادرة
وحقيقة الشيطان بادت سافرة
إنا فدائيون.. نفنى ولا نهون
إنا لمنتصرون!!
…..
لا أدرى لماذا تذكرت تلك الأغنية وأنا أتابع أحداث لبنان الحزينة الأخيرة، ولما تذكرت أيضا أحداث “غزوة” غزة وفيها إنتصرت حماس “المقاومة” على فتح “الإستسلام”، وتم إلقاء أحد الفتحاويين “الإستسلامين”من الدور الثالث عشر بعد قتله جزاء له على إستسلامه، ولأنه لم يصمد و”يقاوم” “أبطال” حماس. وتكرر الأمر فى بغداد. فقد تناوب “المقاومون” المغاوير من كل أطياف الأديان والأجناس على المقاومة ضد بعضهم البعض، وكان عدد من مات من الأمريكان نتيجة المقاومة أقل من %5 ممن ماتوا من العراقيين الذين راحوا ضحية “المقاومة” المزعومة. والحقيقة أن كل ما نراه ويحدث تباعا من الميليشيات فى أكثر من بلد يثبت بيت الشعر العربى القائل:
أسد على .. وفى الحروب نعامة
أو المثل المصرى القائل:
ماقدرش ع الحمار .. يتشطر ع البردعة
…
وتعالوا نسأل أنفسنا لماذا لا توجد ميليشيات مسلحة سوى فى البلاد التى لا يوجد بها قوة عسكرية قوية أو بعبارة أخرى جيش قوى؟ ما دامت المقاومة جميلة وحلوة وآخر جمال، لماذا لاتتكون ميليشات مسلحة فى سوريا أو مصر أو الأردن وهى البلاد التى كانت فى حرب حقيقية مع إسرائيل طوال ما يقرب من 30 عاما؟ لماذا لا نشاهد ميليشيات مسلحة ترفع شعار المقاومة فى السعودية أو ليبيا أو الإمارات، ولماذا لا نرى ميليشيات فى الكويت أو قطرلمقاومة القواعد الأمريكية الموجودة بها والتى تنطلق منها الطائرات لمساندة القوات الأمريكية فى العراق؟ السبب واضح وبسيط: أن البلاد المذكورة عاليه يوجد لديها جيوش محترمة وبها حكومات مركزية محترمة ولا تسمح بأن يكون لجيشها “ضرة” فى شكل ميليشيات أو جيش قطاع خاص، لأنه كما ذكرنا تكرارا ومرارا لا توجد أى دولة أو حكومة محترمة فى العالم تسمح بوجود جيش آخر بجوار الجيش النظامى، لأنه جيشين فى مركب “تغرق”.
….
ما علينا ، لم أرد أن أعلق على ماحدث فى لبنان فى حينه، لأن ما كتب فى حينه كان فيه الكفاية. وفى الحقيقة لقد تشاءمت كثيرا وظننت أننا على وشك حرب أهلية لبنانية قد تمتد إلى أن تكون حرب إقليمية، ولكن ربنا ستر. ومارأيناه فى أرض الواقع فى لبنان هو حرب مصغرة لما يمكن أن يحدث فى لبنان وغيرها. فما حدث فى بيروت هو حرب أمريكية – إيرانية على ملعب لبنان، أو على حيطة العرب المايلة، والكل يعرف أن الحزب “الإلهى” يعمل بتفويض “إلهى” من الإمام الأكبر فى إيران، وصنع لنفسه شركة إتصالات خاصة به بعيدا عن رقابة الدولة وبعيدا عن ضرائب الدولة اللبنانية، وكنت أعتقد أن أسمها :”شركة الإتصالات الإلهية”، وذلك تيمنا بإسم الخالق سبحانه وتعالى، فإسم الحزب هو إسم الله، و”نصر” الحزب هو نصر إلهى، فلماذا لا تكون شركة الإتصالات هى شركة “إلهية” أيضا. وربما عما قريب سنسمع عن قسم الشرطة الإلهى، ووكيل النيابة الإلهى، ومحكمة الإستئناف الإلهية، وربما يمتد الأمر إلى القطاع الإقتصادى فنسمع عن الشركة الإلهية للمقاولات، والكوافير الإلهى، ومكوجى العائلات الإلهى، وفريق الأسد المرعب الإلهى.
….
إن الإستخفاف بلفظ الجلالة سبحانه وتعالى وإطلاقه على كل شئ، إبتداء من إسم حزب وعلى نتيجة حرب، وعلى شركة إتصالات، هو محاولة خداع البسطاء، ومحاولة إفهام العامة بأن سلاح حزب الله هو سلاح المقاومة من عند الله سبحانه وتعالى! مقاومة ماذا؟ لقد إنسحبت إسرائيل من لبنان من فترة طويلة، وإن كان ولا بد من المقاومة فعلى حزب الله أن يشد الرحال إلى سوريا، ويأخذ إذنا من أصدقائه السوريين والإيرانيين، لكى يقاوم بحق وحقيق ويقوم بتحرير الجولان ويفرجنا شطارته، أو يشد الرحال ويرينا نصرا إلهيا على إسرائيل إنطلاقا من غزة أم من الإردن، أو يشد رحالا أخرى إلى العراق لكى يقاوم الإحتلال الأمريكى، وأنا على واثق بأن حزب الله سوف ينتصر فى كل تلك المعارك. لم لا، فنصره يجئ من عند الله، بدليل أن آخر نصر “إلهي” حدث بإستيلاء قوات حزب الله وميليشياته الإلهية على بيروت فى خلال بضعة أيام. ولا يضيرها أن بعض عناصرها قد أحرقت إذاعة القرآن الكريم فى بيروت، فتلك مجرد تفاصيل وتهور من بعض عناصر “المقاومة الإلهية” مثلها مثل الفتحاوى الذى ألقت به “مقاومة” حماس بجثه من الدور الثالث عشر، كلها مجرد تجاوزات يجب ألا تنسينا هدف المقاومة الأساسى.
…
وعندما أعلنها حسن نصر الله “حربا مفتوحة” على إسرائيل فى أعقاب إغتيال عماد مغنية سعدت جدا وقلت “خلاص” قربت عودة اللاجئين وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس قد أصبح قاب قوسين أو أدنى، لم لا ؟ ألم يعلنها “سيدى” حسن نصر الله حربا مفتوحة؟ ولكن يبدو أن حسن نصر الله وميليشياته قد أخطأوا قراءة البوصلة فبدلا من الإتجاه جنوبا فى إتجاه شمال إسرائيل توجهوا شمالا فى إتجاه بيروت، ولما لم يجدوا إسرائليين يحاربوهم هناك، فقالوا ما يصحش نرجع جنوب لبنان “خاوى الوفاض” لا بد أن نحارب حتى إن لم نجد سوى إخواننا اللبنانيين ولا مانع من أن نغلق مطار بيروت كما أغلقته إسرائيل من قبل (وما فيش حد أحسن من حد)، ووالله ياخوان كل هذا من أجل المقاومة. وأعجبنى تراجع فؤاد السنيورة بذكاء عن قرارته بحل شركة الإتصالات الإلهية، وعن فصل موظف مطار بيروت الذى وضع كاميرات تجسس (قطاع خاص) لحساب حزب الله. وما لم يعلمه فؤاد السنيورة قبل إتخاذه تلك القرارات الطائشة، أن قرارته تلك قرارت بشرية ولا يصح أن تعلو فوق القرارات “الإلهية” لحزب الله.
…
وأرجو لمؤتمر (قطر) أن ينجح، ولكى ينجح هذا المؤتمر فإن لا بد من إتخاذ قرار واضح وصريح بنقل أسلحة كل الميليشيات إلى الجيش اللبنانى، وأى مواطن لبنانى يرغب فى المقاومة، أو حيقاوم على روحه فعليه الإنضمام للجيش اللبنانى، حتى يتم تشكل جيش لبنانى قوى يقطع أرجل وأيدى وألسنة كل من يتجرأ على قطع الطرقات وإغلاق مطار بيروت فى المستقبل. وبدون إنضمام كل الميليشيات وأولها ميليشيا حزب الله إلى الجيش اللبنانى فلا أمل فى سلام وإستقرار لبنان، قولوا ما تقولوا على ما أكتب، قولوا أننى أردد ما تطالب به إسرائيل وأمريكا، قولوا أننى عميل أمريكى، لا يهم تلك الإتهامات فلقد أصبحت لا تخيف بعوضة. ولكن الحقيقة لا بد أن تقال ومايقوله غالبية الشعب اللبنانى فى مجالسه الخاصة لا بد أن يخرج إلى العامة، وذلك حتى يتوقف نزيف الدماء العربية-العربية!!
samybehiri@aol.com
* كاتب مصري- الولايات المتحدة
شركة الإتصالات الإلهية ومكوجى العائلات الإلهي!!http://www.youtube.com/watch?v=bDe65-nF3FQ Norman Finkelstein, please check this you tube clip for this Professor, and he says that he is a Jew, it is the truth in nutshell, everyone entitled to his opinion Mr. Behiri, but what about if we respect people defend their land and dignity, at least could we stop talking about them in this sarcastic way, it seems to me that you want to be royal more than the king, we could disagree with Hezbullah or any one but we want to evaluate the disagreement with others too, I’m not that person which enjoy… قراءة المزيد ..