ستظل معظم المعارضة اليمنية غير ديمقراطية إلى أن تبرهن، بالأفعال وليس بالأقوال فقط، على إنها ديمقراطية خطاباً وممارسة، ومن غير ما تقسيط أو تجزئة.
وينطبق المأثور القائل بأن «الظل لا يستقيم والعود أعوج» على حالة معظم هذه المعارضة التي كانت، ومازالت أشبه بمن يطلق الرصاص على قدميه.
ذلك بالضبط ما حدث حينما كانت ترفع شعارات مكافحة الاستبداد والديكتاتورية في صنعاء وخرجت إلى الشوارع في ذات الوقت ، واليوم تهتف بأمجاد ديكتاتور بغداد عشية غزوه لدولة الكويت، ولغيره من الديكتاتوريين الجاثمين على أنفاس «الجملكيات» المشرقة.
والمحنة أنها لم تتزحزح عن مواقفها، ولم تتقدم خطوة واحدة جادة في منحى نقد الهزل الاسود الذي أمعنت فيه وأدمنت تعاطيه، حيث تبدو كمن يخشى أن ينكسر عنقه اذا ما التفت إلى الخلف وتفحص في مخلفاته وخيباته.
فهي بواقة بشكل لا نظير له في مستوى ما ترفع من شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة وحرية التعبير بخاصة وتتعامى عن ارتكابات الديكتاتوريات الشقيقة والفاشيات الطليقة.
وهي تطالب بسيادة دولة النظام والقانون وترفض المظاهر المسلحة والميلشيات الخارجة على سيادة القانون والدولة في اليمن، وتؤيد تلك المظاهر الميليشية في البلدان الأخرى مثل لبنان وغيرها.
وفي حين تناهض شتى مظاهر استهداف وسائل الإعلام في الداخل فإنها تسكت، إن لم تؤيد، استهداف الكتاب والمثقفين والناشطين المعارضين في العواصم الشقيقة والرفيقة المصنفة في إطار «الخط القومي».
وكما تبدو هذا المعارضة عصية على التعريف والتوصيف فإن قياس المسافة التي تفصل بينها والديمقراطية سيغدو ضرباً من تربيع الدائرة.
ذلك أن الذي يرفض أن يلجم أو يكتم في الداخل ويقف مع كتم وإلغاء «الآخر» وكسر الأقلام ومع سيادة اللون الواحد في الأقطار والأمصار العربية الأخرى يدخل في قوام «كتائب الإعدام» والضالعين في الانتهاكات الصارخة بحق الحريات والأحرار، ولا خطر على الديمقراطية أكبر من ممارستها بالتجزئة أو الادعاء بها وفعل ما ينقضها ويقوضها ويجعل منها أكذوبة هزلية ومسخرة.
mansoorhael@yahoo.com
اليمن
ديمقراطية بالتجزئةإن اقتسام رغيف الوحدة “ الني- غير ناضج” لم يتم بعد رغم مرور 18 عام !!! لقد كانت الوحدة اليمنية رغيف كبير لم ينضج بعد, ولكن تم اقتسامه ليلية 22 مايو 1990 بين الإسلاميين والعسكر بدون مشاركة الإطراف الأخرى كمنظمات أو كشعب وهو بحد ذاته فعل غير ديمقراطي, وليس أنساني. فطالما اعترفنا إن ” ظلنا اعوج يجب إن نستعيده إلى ألاستقامته كبشر “عن وعي وليس بالفطرة, والغريزة والانفعال الثوري , وهدى الاعتراف بحد ذات انجاز كبير في اعتقادي. قبل فترة قصيرة من يسموا أنفسهم المعارضة في لندن عادوا إلى خدمة السلطة في صنعاء , هدى احد نموذج من نماذج… قراءة المزيد ..