قرأت كما قرأ معظم الناس فى عالمنا العربى الجميل فى مجلة فوربس العربية عن ثروة الدعاة الجدد، وجاء فى المقدمة الداعية المصرى المودرن عمرو خالد المقيم فى لندن!! بدخل صافى يبلغ 2.5 مليون دولار عن عام 2007، وهو مبلغ يزيد كثيرا عن دخل آل البحيرى (على بعض) منذ أيام الفرعون مينا موحد القطرين وحتى يومنا هذا، وتلاه في المرتبة الثانية الداعية الكويتي طارق سويدان بدخل صافٍ بلغ 1 مليون دولار، ثم الداعية السعودي عائض القرني مؤلف الكتاب الشهير “لا تحزن” بدخل وصل إلى 533 ألف دولار. وحلّ في المرتبة الرابعة الداعية المصري عمر عبد الكافي المقيم في الإمارات بدخل صافٍ بلغ 373 ألف دولار، ثم الداعية السعودي سلمان العودة بـ267 ألف
دولار.
وفى الحقيقة سعدت أنه فى عالمنا العربى هناك من يتكسبون مثل هذه المبالغ من مؤلفاتهم ومن برامجهم الفضائية، وفى نفس الوقت قلت لنفسى :”جتنا نيلة فى حظنا الهباب” فقد طبعت كتابا ( فقط 500 نسخة) ووزعت معظمه مجانا، ومع ذلك فما زالت معظم نسخ الكتاب فى مخزن الناشر وسوف يؤول فى النهاية إلى مكانه الطبيعى وسط أقرانه لدى بائعى اللب والسودانى المقشر وبقشره أيضا، بينما كتاب الداعية عائض القرنى (أسعد أمرأة فى العالم) وزع 70 ألف نسخة.
…
وفى الليلة التى قرأت فيها هذا التحقيق حلمت بوالدى (رحمه الله) خريج الأزهر الشيخ البحيرى، جاءنى فى المنام وهو يرتدى زيه الأزهرى التقليدى (الجبة والقفطان وحزام القفطان والعمة الأزهرية الحمراء بشالها الأبيض الأنيق ذو الشراشيب عند حرف العمة) ورأيته بذقنه القصيرة المهذبة( كما كانت دائما)، ولكن فى المنام كانت ناصعة البياض، وأتذكر هذا الحوار دار بيننا:
– السلام عليكم يا سامى
– وعليكم السلام يا حاج (هكذا كنت أناديه)
– صليت العصر؟
– الحمد لله.
– بارك الله فيك، إيه مالك قلقان
– والله قريت موضوع عن ثروات بعض الدعاة الجدد وزعلت أنك قضيت عمرك فى الدعوة دون أن تتكسب مليما واحدا، بل بالعكس بنيت المساجد، حتى مكافأة نهاية الخدمة وضعتها فى بناء المسجد بجوار بيتنا فى البلد.
– ما تزعلش نفسك، إنت زعلان علشان أنا مت وتركت لكم الستر!!
– ما فيش أحسن من الستر ياحاج، لكن الستر لو ييجى جنبه عمارتين فى القاهرة الجديدة وفيلا فى مارينا وشاليه فى شرم الشيخ ما يضرش، ويبقى ستر ونص، ستر جدا
– ياسامى الدنيا فانية إسألنى أنا، وأنت بتعمل إيه وإزى بناتك.
– أنا بأشتغل زى ما أنا مهندس زى ما سبتنى من 20 سنة، والبنات كويسين بيكبروا وبقوا عرايس، والظاهر إنى ناوى إن شاء الله أسيب لهم الستر برضه، ما هو تقليد عندنا فى العيلة، نحن لا نؤمن بتراكم الثروات.
– يا سامى الله هو الغنى فوق عباده، وما الدنيا إلا متاع الغرور، أنت مش عايش مبسوط، إنت عمرك نمت من غير عشا؟
– من غير عشا إيه بس ياحاج هو أنا معزة ولا خروف.
– الله يجازى شيطانك، وإنت بتعمل إيه غير الهندسة؟
– أنا بأكتب ساعات، علشان أهوى عن نفسى شوية وعشان أستمتع بالستر إللى إنت تركته لنا؟
– وبتكسب إيه من الكتابة دى.
– برضه الستر!
– وغير موضوع الدعاة الجدد ده إللى مضايقك؟
– هو الموضوع مش مضايقنى، بس إنت لو كنت لحقت عصر الفضائيات وعملت لك برنامج فى قناة لهلوبة الفضائية، وطبعت لك كام كتاب عن الثعبان الأقرع؟ وأهمية النقاب؟ كان بقى حالنا غير الحال.
– إيه الثعبان الأقرع والنقاب ولهلوبة، إنت إتعلمت الحاجات دى فين؟
– ما تاخدش فى بالك ياحاج، واحد من الدعاة الجدد كسب 2.5 مليون دولار، وكمان لابس أفندى وغير أزهرى وحليق الدقن.
– أولا مش مهم لابس أفندى أو حليق الدقن أو مش أزهرى، أى إنسان يجد فى نفسه المقدرة على الدعوة، الله سوف يجازيه على حد علمه وإجتهاده.
– باأقولك إتنين مليون دولار ونص فى سنة واحدة، تقوللى إجتهاده، ما أنت طول عمرك كنت بتجتهد وما فيش خطبة جمعة ما خطبتهاش فى الناس ببلاش، ودروس ما بين صلاة المغرب والعشاء ببلاش، والدروس المجانية للتلاميذ الغلابة!!
– بس هدى أعصابك، إتنين مليون ونص دول يطلعوا قد كام جنيه؟
– يطلعوا كتير قوى، ما تخدش فى بالك، المهم إنت عامل إيه فى الآخرة، زمانك ياحاج مهيص فى الجنة ونعيمها.
– إحنا مش مسموح لينا نتكلم عن الآخرة وما فيها لنترك لكم التشوق للقاء الله سبحانه وتعالى.
– يا حاج الكتب على الأرصفة زى الرز بتتكلم عن الآخرة وعذابها وعذاب القبر والثعبان الأقرع.
– إيه حكاية الثعبان الأقرع إللى ماسكهولى ده؟
– طيب ما تدينى نبذة بس كده عن نعيم الآخرة، ده أنا مهما كان إبنك وآخر العنقود.
– معلهش ياسامى ما كانش يتعز… طيب بدل ما تضايق نفسك، ما تشتغل إنت كمان فى موضوع الدعوة، أهو أنت حليق الدقن ولابس أفندى، وخريج هندسة زى الشيخ أسامة بن لادن، وعلاوة على كدة أبوك كان شيخ أزهرى وعلمك أصول الدين، وإنت قريت فى بيتنا كتب التراث بأنواعها.
– يا حاج إنت ما عندكش فكرة، الدعاة الجدد دول بيخترعوا حاجات جديدة أنا مش قدها.
– يا سامى يا إبنى ربنا أمرنا بالإجتهاد، ولكل مجتهد نصيب، وبدل ما أنت عمال تنتقد الدعاة الجدد، إطلب لهم التوفيق فى إعمالهم وربنا يزيدهم، المهم إن زاد الآخرة خير وأبقى صدقنى.
– دول ياحاج بقى… جمعوا ما بين زاد الدنيا والآخرة، يعنى طلعوا أنصح منك.
– الله يسامحك يا سامى با إبنى.
– معلهش يا حاج حقك علىّ.
– وإنت ياسيدى بتكتب عن إيه، لأن موضوع الكتابة ده جالك على كبر أنا ما حصلتوش.
– فاكر لما كنت تعقد تقوللى: مواضيع الإنشاء بتاعتك وحشة وخطك وحش، إهو كل ده حتلاقيه فى كتاباتى عن الليبرالية وأهمية الحرية.
– بتكتب فى السياسة يعنى؟!
– آه معظم الأوقات
– خللى بالك يابنى الكتابة فى السياسة دى ما بيجيش من وراها إلا الهم.
– عندك حق، بس هى تسليتى الوحيدة.
– فكر تانى فى موضوع الدعوة وسيبك من الكتابة فى السياسة والليبرالية.
– والله عندك حق وبكده نكون كسبنا الدارين.
– ربنا يوفقك يابنى.
moc.loa@samybehiri
* كاتب مصري – الولايات المتحدة
المصدر ايلاف
يسقط الليبراليون ويعيش الدعاة الجدد!!
يا شيخ بحيري يا شمْهَروش ،،، أبوضحكه حلوه ووشْ بشوش ،،، الرغي بتاعك ما نأبلوش ،،، عايز صباغه وعايز رتوش ،،، أهو كلـُّو فاضي وكلام فشوش ،،، لو كنت آدر زيهم تحوش ،،، حتعمل إللي مَبْ تعملوش .
يسقط الليبراليون ويعيش الدعاة الجدد!!
الي شمس هل تعلق علي المقال أم تعلق علي التعليقات 0
يسقط الليبراليون ويعيش الدعاة الجدد!!
إلى المصري00 :
هل تفرأ مقالات الموقع أم تتفرج على الصور فقط؟
يسقط الليبراليون ويعيش الدعاة الجدد!!
ليت الموقع يطلب من السيد سامي صوره أخري له ليتم وضعها علي المقال بدلا من هذه الصوره التي تصلح للتعليق علي حائط في غرفه المعيشه الخاصه بالسيد سامي و شكرا0