**
ماذا يجري في العراق؟
في لقاء قبل يومين، قال لناالباحث الإيراني مهدي خلجي أن السلطة الإيرانية تُدرِج “حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي ومقتدى الصدر” ضمن إعتبارات “الأمن القومي الإيراني”. وأضاف أن هذه الجماعات الأربع يُمنَع تناولها بالتحليل أو النقد في الصحافة الإيرانية، وأن الصحفي الإيراني الذي يتعرّض لهذه الجماعات “يعرّض نفسه للقتل”!
وقال مصدر عاد من العراق قبل يومين لـ”الشفّاف” أن الشيخ فاضل المالكي الذي تناقلت المواقع تصريحاً له بالفيديو ضد نوري المالكي والمرجعيات غير العربية في النجف ليس “مرجعاً، ولا هو يحمل رتبة “آية الله”، بل إنه ينتمي إلى “جيش المهدي”! وخطابه ضد “الشعوبية” وتدخّل “رجال الدين من غير العرب في شؤون العراق” يستهدف آية الله السيستاني الذي وقف مراراً ضد مقتدى الصدر، مع أنه (أي السيستاني) إيراني الأصل!
وأضاف المصدر أن جيش المهدي وفاضل المالكي يكنّون كرهاً لحزب “الدعوة” ونوري المالكي. وقال أن هنالك “حملة واسعة يرعاها السوريون والبعثيون لإقناع الرأي العام بأن حزب الدعوة وآل الحكيم والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق هم “إيرانيون”، في حين أن مقاتلي مقتدى الصدر يعملون لتحرير العراق من الإحتلال! والسبب في حملة التضليل هذه هو أن من يشرف على بناء الدولة العراقية الجديدة هو تحالف “الحكيم” مع “الدعوة”.
وأضاف المصدر: “إن الكويتيين والسعودييين والسوريين والإيرانيين يساعدون مليشيات البصرة لأنهم، كل لأسبابه، لا يريدون أن تخضع البصرة لسلطة بغداد المركزية. ويدخل في هذه الأسباب الطابع “الشيعي” للحكومة العراقية الحالية (بالنسبة للكويتيين والسعوديين) ورفض قيام حكومة مركزية قوية بالنسبة للإيرانيين والسوريين.
وقال المصدر أن الإيرانيين تفاوضوا لوقف إطلاق النار وليس مقتدى الصدر الذي يعيش في “قم” إستعداداً لإعلان نفسه “آية الله” بعد وفاة آية الله السيستاني!
وحول “البصرة”، قال المصدر أنها تخضع لمقتدى الصدر منذ سنتين وأنها “البيضة التي تبيض ذهباً” للجماعات المنشقة عن الصدر مثل حزب الفضيلة والشيخ اليعقوبي، وهذا عدا مسؤولية الجماعات الصدرية عن مقتل 20 أو 30 من الأطباء والمحامين في البصرة يومياً، وعن مقتل 30 أو 40 سنّياً كل يوم في بغداد!
“لوموند”: قائد “قوة القدس” الجنرال سليماني أشرف على مفاوضات وقف إطلاق النار
في هذه الأثناء، نشرت “لوموند” الفرنسية اليوم المعلومات التالية حول الوضع العراقي:
“إذا كان هنالك أدنى شك في النفوذ الإساسي الذي باتت إيران تمارسه في شؤون جارها العراقي، فإن هذا الشكّ ينبغي أن يكون قد تبدّد بعد إتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه يوم الأحد في 30 مارس بين الزعيم الشيعي المتطرّف مقتدى الصدر وثلاثة من مبعوثي رئيس الحكومة نوري المالكي. فقد جرت المفاوضات في “قم”، أي في مركز قيادة السلطة الدينية في إيران. وحسب مصدر موثوق، فقد جرت المفاوضات برعاية مسؤول عسكري إيراني هو وتحديداً قائد “قوة القدس” في “الباسداران”، الجنرال قاسم سليماني”.
وتضيف “لوموند”:
“إن إثنين من مبعوثي السيّد المالكي، وهما “هادي العماري” و”علي أديب” يحملات الجنسيتين العراقية والإيرانية، وقد عاش كلاهما سنوات طويلة في طهران. والسيد أديب عضو في حزب “الدعوة”، في حين أن السيد العماري هو رئيس إحدى الميليشيات القوية الحليفة، وهي “منظمة بدر”، التي تهيمن على تأطير الجيش العراقي الجديد، والتي كانت تأسّست وتموّلت في إيران إبتداءً من العام 1980.
“وطوال الأسبوع الذي استغرقته المواجهات التي شاركوا فيها، والتي أسفرت عن سقوط 470 قتيلاً وألوف القتلى، فإن الأميركيين كانوا يحثّون طهران على “ممارسة نفوذها لصالح إستقرار الوضع” في العراق.
“وهذا ما حدث. تستطيع كل من واشنطن وطهران أن تتّهمها الأخرى بكل الشرور في العراق، ولكن كثيرين من المحللين في العراق باتوا يعتبرون أن الدولتين متفقتين على الأقل على ضرورة الحؤول دون الفوضى الشاملة.
“ويبدو أن الأميركيين، الذين يخوضون قتالاً في الشمال ضد “القاعدة” السنّية، والذين لا يملكون قوات دائمة في البصرة، قد صدّقوا السيد المالكي حينما أكد لهم أن حملته العسكرية ستكون مجرّد نزهة. ويقول جنرالات عراقيون أنهم “فوجئوا” بالروح القتالية لـ”جيش المهدي”، وبقدرته على تعبئة أنصاره في كل مدن الجنوب الشيعي الكبرى وحتى بغداد.
” لقد عجز السيد المالكي عن تحقيق أي من الأهداف التي حدّدها لنفسه. إن الـ”18 ميليشيا” التي أحصاها الباحث العراقي الفرنسي هشام داوود ما تزال في البصرة وما تزال تمارس تجاراتها المربحة غير المشروعة.
“ولم تتمكن القوات الحكومية من الإستيلاء على أي من الأحياء التي يسيطر عليها جيش المهدي. ورفض مئات من الجنود ومن رجال الشرطة، في أنحاء العراق، إطلاق النار على الميليشيا، بل وانضمّوا لصفوفها أحياناً. وهكذا اضطر الجيش والشرطة الوطنيين، رغم نشر 30 ألف جندي عراقي، للإستعانة بالحلفاء الأميركيين والبريطانيين في أول مواجهة يخوضونها بأنفسهم.
“ويبدو أن عرض المالكي بشراء الأسلحة الثقيلة بأسعار مغرية لم يُعطِ أية نتيجة.
“وكان المالكي قد أقسم على البقاء في البصرة “حتى النصر”. ولكنه عاد إلى بغداد بعد أن تضاءلت مصداقيته السياسية… ومن المؤكد أنه ستتجدد المواجهات الشعية قبل إنتخابات 1 أكتوبر المحلية. في هذه الإثناء، يقول السياسي الكردي “محمود عثمان”، المقرّب من رئاسة الجمهورية، بلهجة الأسف، أن ما حدث كان “إنتصاراً كبيراً لإيران”. ويضيف أن “طهران أثبتت أنها هي، وليس واشنطن، التي تملك الكلمة الفصل في شؤوننا. إن هدف إيران هو إضعاف المالكي إلى أقصى درجة ممكنة لإرغامه على قبول مخططاتها. وبالفعل، فقد اضطر لإرسال مبعوثين إلى “قم” للتفاوض”.
بيار عقل
طهران تريد إضعاف المالكي ليرضخ لمخطّطاتها
سقوط بغداد ينذر بالشؤم للمنطقة وللعالم ونعلم ان بغداد كان يحكمها حزب البعث الديكتاتوري المخابراتي المافباوي والذي كان سابقا صديق لامريكا ولكن امريكا استغلت في احتلالها للعراق المليشيات الطائفية والعرقية المدعومة من النظام الايرني وغيره والان وكما فعلت بحزب البعث الديكتاتوري فانها تريد الخلاص من المليشيات الارهابية بعد ان ادت دورها وبحماس في تدمير بلدها وقتل وتشريد الملايين العراقيين ولكي لا يكون هناك دولة ايران المليشية منافس ومنازع لها في المنطقة وتقسيم الغنائم واي غنائم؟