في العام الماضي، وجّه أسامة بن لادن خطاباً كفّر فيه عدداً من المثقّفين السعوديين، مما يعني، في القاموس اللادني، “إستحلال دمهم”، وهذا مع أنه معروف أن “لا تكفير في الإسلام” (من السيرة النبوية: عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات -مكان من جهينة- فأدركت رجلا فقال: لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي، فقال: “أقال لا إله إلا الله، وقتلته”؟. فقلت يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أفلا شققت عن قلبه لتعلم أقالها أم لا؟ رواه مسلم.)
وقبل أسبوع حكمت محكمة مصرية لصالح الشيخ يوسف البدري تعويضا له عن وصفه بأنه “راسبوتين الجهلة والظلمة، والجاهل المتعصب الذي يلاحق أصحاب الفكر والرأي”.
وجاء في حيثيات الحكم (الذي لا يشرّف أية محكمة) “أن ثمة فارقا كبيرا بين حق التعبير والنقد المباح وبين القذف والسب والتشهير بالمخالفين، وأنه بان لها من استقراء عبارات الحوار الصحفى موضوع الدعوى ومن سياقها انها خرجت عن حق النشر والنقد المباحين، وانطوت على أسلوب التهكم والسخرية من المدعى(الشيخ يوسف البدرى) بوصفه أنه يلعب دور المحتسب كممثل بارع يؤدى دوراً فى مسرحية، وبوصفه براسبوتين
الجهل والظلمة”.
ببساطة، من حقّ “الإخوان” وغير “الإخوان” أن يتّهموا خصومهم بأنهم “راسبوتين” أو “محتسبين”، ومن حقّ الجميع إستخدام أسلوب “التهكّم والسخرية”. ألا يكفي الناس في بلاد العرب ما تعانيه من إستبداد وبؤس وأمّية و”وقَرَف”.. بكل أنواعه حتى نحرمها من حق “التهكّم والسخرية”؟ هل يستطيع أحد أن يحرم المصريين، مثلاً، من موهبة “التهكّم والسخرية”التي يتمتع بها هذا الشعب العظيم؟
“الشفّاف” يدعو قرّاءه لإبداء تضامنهم مع ليبراليي البحرين ضد محاولات تكميم الأفواه التي يسعى بعض المشايخ المتعصّبين لممارستها في البحرين كما فعلوا في مصر. نحن مع حرية التعبير لـ”الإخوان
المسلمين” ولخصوم “الإخوان”.
وردنا ما يلي من البحرين:
قررت النيابة العامة استدعاء الكاتب الصحفي بصحيفة “الأيام” سعيد الحمد للتحقيق يوم الاثنين القادم في القضية المرفوعة ضد رئيس تحرير صحيفة “الأيام” رئيس جمعية الصحفيين البحرينية عيسى الشايجي و الحمد، من قبل وجدي غنيم أحد قيادات الإخوان المسلمين بتهمة القذف.
وكانت النيابة العامة قد استدعت سابقاً رئيس تحرير صحيفة “الأيام” عيسى الشايجي واستمعت إلى أقواله في القضية المذكورة بحضور محاميته فاطمة الحواج.
ووجهت النيابة العامة للشايجي أسئلة تتعلق بنشره عدداً من المواضيع المتعلقة بأفكار وجدي غنيم، إلا أن الشايجي أنكر التهمة، مؤكدًا أن صحيفة “الأيام” نشرت المواضيع على أساس كونها نقداً بنّاءً لصالح البحرين، وكل ما تم طرحه لا يعدو كونه حقائق سمعها الجميع وقرأها.
وقال رئيس تحرير «الأيام» إن هناك مستندات وشهوداً على أفكار غنيم وممارساته المتطرفة والمخالفة للتوجه العام في البحرين، مع وجود تسجيلات لدى هيئة الإذاعة والتلفزيون على شكل لقاءات بثت مع غنيم وكانت تدعو إلى التطرف.
يذكر أن المدعو وجدي غنيم جاء إلى البحرين بعد أن رحّلته أمريكا وعدد من الدول الأخرى وأخذ يتدخل في شؤون البحرين الداخلية بكل صلافة وينشر أفكاره في المجالس والندوات والمنابر الدينية والمدارس مما شكل خطراً على الشباب وعلى استقرار البحرين والإساءة إلى علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة.
وأكد الشايجي أن ما نشرته «الأيام» يأتي انطلاقاً من حرصها على مصلحة البحرين وشبابها، وهي البلد الذي عُرف بالتسامح والاعتدال.
الجدير بالذكر أن البحرين رحلّت مؤخراً وجدي غنيم على خلفية إساءته إلى الأشقاء في الكويت ورموزها.
وقال الحمد معلقاً على الاستدعاء “في البداية ومن حيث المبدأ نحن في جريدة «الأيام»، صحفيين وكتاباَ، نحترم ونفتخر بالقضاء البحريني العادل ونتجاوب معه بشكل إيجابي دائماً”.
واضاف “إانطلاقاً من حرصنا في «الأيام» على استقرار مملكتنا ووحدة شعبنا فنحن ضد كل جماعة وضد كل تنظيم أو فكر متطرف وإرهابي.. وليس خافياً على أحد أن “جماعة الاخوان المسلمين” تنظيم إرهابي متطرف، والدلائل والقرائن على ذلك كثيرة والشواهد عديدة، فمنذ نشأتهم الأولى إلى اليوم وهم يعملون في هذا الاتجاه الخطير جداً.. ونحن في «الأيام» إذ نتصدى لهم ولأفكارهم المذكورة فإنما ندافع عن استقرار مجتمعنا ووحدتنا الوطنية ونسيجنا الواحد الذي يعمل الاخوان المسلمون على تمزيقه خدمة لأغراض وأهداف معروفة تخدمهم وتخدم التنظيم الدولي للاخوان المسلمين”.
واكد ان وجدي غنيم الذي يغرّد في سربهم والذي جاء إلى بلادنا مطروداً من أمريكا ومن عدد من البلاد الأخرى وهو ممنوع من دخول عدد آخر من البلاد العربية ومطلوب للتحقيق الأمني في بلاده التي لم يعد اليها منذ ان خرج منها، وكان يطرح في دعواته اطروحات متطرفة وطائفية وهو أمر خطير لا يحتمله الواقع البحريني، ناهيك عن اطروحاته المضادة للمشروع الإصلاحي من حيث موقفه المعلن من المرأة ومشاركتها في بناء وعطاء البلاد.
وذكر الحمد: وقد استمر غنيم في نهج التطرف والغلو المتشدد ما قاده في نهاية مطافه المتطرف إلى تلك القضية “الفضيحة” التي كشف عنها الأشقاء في الكويت عبر تسجيلات للمذكور نال فيها من الكويت..، وهو ما أثبت مصداقية كتاباتنا عن تطرفه وعن خدمته لأجندة خاصة لا تراعي إطلاقاً المصلحة الخليجية بل تعمل ضدها.