عنوان المقال تعبير غربي فائق الاهمية لصيق بحقوق الانسان، ويقصد به حق كل طرف، ولو كان شيطانا، في ان يحظى بدفاع مناسب.
لا يختلف اثنان على ان ما يحصل على الساحة من تداعيات تتعلق بحادثة اغتيال عماد مغنية خطرة للغاية، ولن يستفيد منها غير اعداء الكويت. سنحاول في مقالنا هذا ان نكون منصفين، بقدر الامكان، بحق الطرفين، ونقصد هنا غالبية الشعب الكويتي من جهة، والنائب عدنان عبدالصمد وصحبه من جهة اخرى، في ابداء آرائهم بالطريقة التي تناسبهم، طالما كانت ضمن الاطر الدستورية. وبالتالي يمكن القول ان للنائب، كما لأي مواطن، الحق في ان يحب او يكره من يشاء، فلا احد بإمكانه منعه من ذلك. ومن هذا المنطلق سنتفق، بتردد شديد، مع كل من شارك، من نواب واعضاء مجالس اخرى ومواطنين، في حضور مجلس عزاء عماد مغنية، سنتفق معهم في ان ليس هناك من دليل واحد غير قابل للدحض يثبت ان مغنية كان بالفعل طرفا في اي من الحوادث التي مست الكويت ورموزها الوطنية وامنها، او انه كان سببا مباشرا او غير ذلك، في وفاة اثنين من مواطنينا بطريقة وحشية! نقول ذلك حتى ولو كان هناك من شاهد عماد مغنية بالفعل وبصورة مباشرة وهو يقوم بعمل اجرامي محدد! فهذا ايضا ليس بكاف، فالعدالة، او الادانة النهائية عادة ما تتطلب اكثر من ذلك.
وعليه فإننا سنشارك المعزين رأيهم بعدم ثبوت ما يدين عماد مغنية بصورة قاطعة، ويمنع بالتالي من اقامة مجلس عزاء له.
ولكن من جانب آخر، يجب ان يمتلك هؤلاء قدرا هائلا من الثقة بالنفس، لكي لا نقول شيئا آخر، لكي يصروا على القيام بهذا الفعل من دون تردد على الرغم من يقينهم بأن تداعياته ستكون عديدة وخطرة جدا على الوحدة الوطنية!
فليس سهلا الادعاء بأن عماد مغنية كان بطلا وشهيدا باسلا ومدافعا صلبا عن الامة الاسلامية، او عن جزء منها على الاقل!
ففي غياب كامل لاي معلومات موثقة ومتوافرة للاطلاع عليها تثبت الافعال البطولية التي قام بها عماد مغنية والتي استحق عليها كل ما اسبغ عليه من ألقاب، وامام كل هذا الاصرار على اقامة مجلس العزاء على الرغم من خ.طر آثاره، فإن من الممكن القول، ومن دون تردد، إن تصرف النائب عدنان عبدالصمد وصحبه افتقد الكثير من الذوق والحصافة والحياء! فلو كان لدى هؤلاء ما يثبت براءة مغنية فلماذا سكتوا طوال اكثر من 20 عاما عما كان يكال له اثناءها من تهم خطرة، وما كان ينسب إليه من اجرام وما كان يلصق به من ارهاب؟
وان كان بالفعل يستحق التكريم والتفضيل، واقامة مجلس عزاء له، على الرغم من كل شيء، فإن هؤلاء مطالبون بالكشف عن افعاله واعماله التي نفعت الكويت وشعبها، او حتى جزءا منه، او حتى نفعت لبنان وشعبه!
وعليه يمكننا القول إن وراء الاصرار على اقامة مجلس العزاء امورا تتجاوز حجم حادثة الاغتيال او شخص المغتال وان لأطراف اخرى علاقة بالامر، كما ان هناك حسابات داخلية دينية مذهبية محددة تصبح امامها قضايا الاستقرار السياسي والمعيشي شيئا لا يذكر. ومن المهم ان نقول اخيرا بأنهم ليسوا الطرفالوحيد الملام، فالكثير من التصرفات الشاذة عادة ما تكون ردات فعل لتصرفات اكثر شذوذا وحمقا!
tasamou7@yahoo.com
* كاتب كويتي
محامي الشيطان
we as arabs in general still missing the logic language , still thinking with our emotions instead of brain so we are very quick in anger . lets hope we will be very quick in forgivness as well.