حسب الصنداي تايمز، الصادرة اليوم الأحد، كان عماد مغنية في حفل إستقبال في المركز الثقافي الإيراني قبل قليل من مقتله. “في الساعة 10،35 مساءً تبادل مغنية القبلات مع مضيفه، سفير إيران الجديد في دمشق، “حجّة الإٍسلام أحمد موسوي”، وخرج من المركز. بعد دقائق، كان يجلس في سيارته وهي من نوع “ميتسوبيشي باجيرو” المتوقفة في شارع قريب ثم دوّى إنفجار يصم الآذان مزّق سيارته وقتله على الفور.
“وحسب مصادر إستخبارات إسرائيلية، قامت جهة ما باستبدال مسند رأس مقعد السائق بمسند آخر يحتوي على شحنة متفجّرة صغيرة…
وقد اتهم حزب الله إسرائيل بقتله “ولكنه اعتقد أن مغنية قتبل بتفجير سيارة قريبة من سيّارته بواسطة قمر صناعي.”
“وحسب شاهد: أمسكت رأسه بيدي، وقبّلته قبلة الوداع. كان وجهه محروقاُ ولكن سليماً. وقد أصيب بجروح قاتلة في البطن”.
تضيف “الصنداي تايمز”:
“قالت مصادر إسرائيلية مطلعة أن مغنية كان، عند مقتله، يعمل لصالح السوريين لتحضير هجوم إرهابي ضد أهداف إسرائيلية ردّاً على الضربة الجوية الإسرائيلية، في العام الماضي، لما يُعتقد أنه موقع نووي سرّي في سوريا”.
” في بيروت، قال أحد أصدقائه المقرّبين، “أنيس النقّاش“، أنه “يرجّح أن العملية الثأرية، حينما ستقع، ستكون واحدة من العمليات التي خطّط لها عماد مغنية نفسه. وأضاف أن مغنية كان قد أعد مجموعة من الهجمات “الكبرى” التي كان مقرّراً تنفيذها في حال إغتيال أي من قادة حزب الله الكبار. ويتم الآن تحديث هذه المخططات”.
نصرالله مضطرّ للردّ
لا يشك الجيش الإسرائيلي في أن حزب الله سينفّذ رداً ثأرياً “قاسياً ومؤلماً”، ولكنه لا يعرف أين يمكن أن يحدث مثل هذا الردّ الثاري.
وحسب “أموس هاريل” في جريدة “هأرتز”، وتعتبر إسرائيل أن أسوأ سيناريو سيكون ردّاً غير متوقع كليا، على غرار تفجير المركز اليهودي في بيونس إيرس في 1984 أو إطلاق صاروح إيراني ضد طراد إسرائيلي في حرب لبنان في 2006. ولكن، حتى لو اكتفى نصرالله بخياراته المعروفة، فمن الصعب توقّع خياره النهائي، لأن جميع الخيارات تشتمل على سلبيات بالنسبة له.
إن عدم الردّ لا يشكّل خياراً لنصرالله: فعدم الرد سيسيء إلى مصداقيته ويكشف ضعفه أمام العالم العربي كلّه. ولكن مهاجمة إسرائيل أو أهداف يهودية سيسبّب لحزب الله مشاكل مع دول عدة وسيعيده إلى وضعية منظمة إرهابية مناوئة للغرب، مثله مثل “القاعدة”. مع ذلك، إذا اختار نصرالله هذا السبيل، فالأرجح أن يبحث عن أهداف في أميركا الجنوبية أو جنوب شرق آسيا وليس في أوروبا.
إن ردّاً متواضعاً نسبياً مثل إطلاق صواريخ كاتيوشا من جنوب لبنان ضد شمال إسرائيل لن يكون في مستوى التوقّعات التي أطلقتها تهديدات نصرالله. مع ذلك، فإن هجوماً من هذا النوع يوقع إصابات كثيرة في صفوف الإسرائيليين سيؤدّي إلى ردّ عسكري إسرائيلي شامل بل ويمكن أن يورّط لبنان وإسرائيل في حرب شاملة جديدة، وهذا ما لا يبدو أن نصرالله يرغب به الآن.
التمديد لمئير داغان مكافأة على اغتيال مغنية؟
ويلمّح “يوسي ميلمان” في “هأرتز” إلى أن تمديد ولاية “مئير داغان” لسنة سابعة على رأس “الموساد” يمكن أن يكون مكافأةً له على إغتيال عماد مغنيّة.
ويقول ميلمان أن داغان، لدى تعيينه قبل أكثر من 5 سنوات، كان مكلّفاً بإعادة تنظيم “الموساد” التي كان يُعتقد أن قدراته العملياتية قد تراجعت “مع أن مثل هذا الإنطباع قد لا يكون مبرّراً على الدوام”! وكان داغان مكلّفاً بإستئناف “العمليات الخاصة”، والإغتيالات بصورة خاصة، بعد تجميد هذه العمليات إثر فشل محاولة إغتيال خالد مشعل في 1997. وبسبب هذا الفشل، اضطرّت “الموساد” لعدم القيام بمثل هذه العمليات لعدة سنوات.
“وحسب تقارير صحفية، جرت عدة محاولات فاشلة لاغتيال مسؤولين من حزب الله وحماس في جنوب لبنان وفي سوريا منذ تعيين داغان. ولكن، كانت هنالك نجاحات مثل إغتيال مهرّب المخدرات العميل لحزب الله “رمزي نهرا” في العام 2002، واغتيال “عز الدين شيخ خليل”، الذي كان قائداً عسكرياً كبيراً في حماس مسؤولاً عن قطاع غزّة، في دمشق في 2004. وقد أثبتت هذه العملية الأخيرة أنه كان ممكناً لـ”الموساد” أن تنشط في العاصمة السورية وأن تنفّذ عمليات إغتيال مهمّة فيها.
في أي حال، واستناداً إلى السوابق، وعلى افتراض أن إسرائيل هي المسؤولة فعلاً عن إغتيال مغنية، فسيكون من الخطأ أن ننسب الفضل كله إلى “الموساد” وأن نتجاهل الدور التقليدي لأجهزة الإستخبارات الأخرى، مثل “الإستخبارات العسكرية”.
من جهة أخرى، يزعم ميلمان أنه “كانت هنالك مؤشرات، في السنوات الأخيرة، على حدوث توزيع لصلاحيات مغنية، بموازاة محاولاته لتعزيز وضعه والخروج من عالم الظل. فقد انضمّ إلى “مجلس شورى” الحزب، الذي يعتبر أعلى هيئة في حزب الله. وبدأ يربّي ذقنه لكي يظهر كرجل دين. وكانت غايته أن يبدو مؤهلاً في يوم من الأيام للحلول محلّ حسن نصرالله.
“ولم يُخفَ هذا التغيير على نصرالله. فبدأ يشعر بالغيرة والخوف من مغنية، وأعطى بعض صلاحيات مغنية لآخرين. وهذا سبب البروز المفاجئ لبعض مساعدي مغنية. ومع أن هذا البروز لم يكن علنياً، فإنه لم يكن خافياً عن أجهزة الإستخبارات في الغرب. وبين هؤلاء “فواد شكر” (سكر) الذي يرأس “قسم العمليات”، و”ابراهيم عقيل”، الذي يرأس “قيادة الجنوب”، و”طلال حميّه”.
“إن حميّه في الأربعينات وهو شخصية مثيرة للإهتمام. فكان مقرّباً من مغنية ونائباً له في شبكات “الجهاد”، وهي وحدة مهمات خاصة تتخصص بالهجمات خارج لبنان. كما تولّى حميّه مسؤولية تنسيق نشاطات التجنيد، وتوجيه متطوعي “القاعدة” إلى العراق عبر سوريا. وتفيد تقارير من مصادر لبنانية أنه سافر مراراً إلى العراق وأنه كان على صلة بقادة الميليشيات الشيعية التي كانت تقاتل الأميركيين في العراق.
“في أي حال، ليس مؤكداً أن يتم إستبدال مغنية برجل واحد. ويمكن لنصرالله، بالتنسيق مع إيران، أن يقرّر عدم إعطاء صلاحيات كبيرة لرجل واحد، بل توزيع الصلاحيات بين عدد من القادة.
“في هذه الأثناء، أفادت تقارير وردت من لبنان خلال عطلة نهاية الأسبوع أن أياً من الأسماء التي تداولتها الصحافة الإسرائيلية ليس مطروحاً كبديل لمغنية. وأفادت الصحافة اللبنانية أن حزب الله اختار خلف نصرالله، ولكنه لم يكشف إسمه.”
بالنسبة للرد الثأري من جانب حزب الله، يتوقّع ميلمان أن حزب الله “يمكن أن يقوم بتفجير سفارة إسرائيلية، وخصوصاً في دول إفريقيا أو آسيا، أو بعملية ضد طائرة “العال”، أو باغتيال شخصية عسكرية إسرائيلية مهمة. إو إرسال إرهابيين للقيام بعملية كبرى داخل إسرائيل نفسها.
بيار عقل
مسند الرأس في سيارته استبدل بحشوة متفجّرة
لنتذكر انه كان مبرر اسرائيل لغزو لبنان عام 1982 هو العملية التي قادها الارهابي ابو نضال ضد السفير الاسرائيلي في لندن