**
(الصورة: إيف بونيه أيام الدفاع عن “مجاهدين خلق”: رجوي ديغول إيران)
**
بيار عقل- باريس
قبل أقل من أسبوع من الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، سجّلت مجلة “الإنتقاد” التي يموّلها “حزب الله” سبقاً صحفياً مثيراً يغني اللبنانيين عن مطالبتهم المزعجة بـ”الحقيقة” منذ ذلك التاريخ المشؤوم. “الحقيقة، كل الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة”.
لكن، مجرّد سؤال بسيط، قبل قراءة المقابلة، التي نقلناها عن “الإنتقاد” كاملة:
أي “إيف بونّيه” هو الذي نقلت عنه مجلة “الإنتقاد” الإلهية معلومات مثيرة تكشف، ولأول مرة، “الحقيقة” في موضوع إغتيال الرئيس رفيق الحريري إبتداءً، والرائد وسام عيد قبل 3 أسابيع؟
المقصود، طبعاً، المدير الأسبق لجهاز “دي إس تي” الفرنسي.
لكننا، في “الشفّاف”، كنا نشرنا مقالاً في 20 يناير 2005، تحت عنوان: “مدير الإليزيه في عهد ميتران يتّهم مديراً أسبق لـ”جهاز مكافحة التجسّس” ومدير جريدة “لوموند” السابق بالعمالة لـ”السي آي أي”!
لا بد أنه “إيف بونية” آخر. فلا يعقل طبعاً أن يتحدّث “عميل للسي آي أي” إلى جريدة “الإنتقاد” الإلهية!
وحسب مقال “الشفاف” القديم، الذي يمكن للقارئ مطالعته كاملاً “:
“فجّر مدير قصر في عهد فرنسوا ميتران قنبلة سياسية يوم أمس حينما اتّهم المدير الأسبق لجهاز مكافحة التجسّس الفرنسي، أي جهاز “دي إس تي” الشهير، والمدير السابق لجريدة “لوموند” (المقصود “إدفي بلينيل”) بأنهما كانا “مسيّرين” من جهاز “السي آي أي” الأميركي، وتحديداً من “وليام كايسي” الذي وضع خطّة إسقاط الإتحاد السوفياتي إنطلاقاً من أفغانستان.
“المناسبة كانت جلسة إستماع أمام المحكمة في ما يعرف بـ”قضية التنصّت”، التي تطال “خلّية” تابعة لقصر الرئاسة في عهد ميتران..
“فقد أعلن “جيل ميناج” أن الرئيس ميتران شخصياً هو الذي اتخذ قرار التنصّت على الصحفي “إدفي بلينيل” Edwy Plenel بعد أن نشرت جريدة “لوموند” مقالين في 31 مارس و2 مايو 1985 حول قضية “فيرويل”، وهي أهم عملية تجسّس ضد الإتحاد السوفياتي حقّقها جهاز مكافحة التجسّس الفرنسي في تاريخه كله
“ويضيف “جيل ميناج”: ” تساءل الرئيس ميتران عن مصدر هذا التسريب. وراودته الشكوك بأنه كان وراء نشر الموضوع عملية أميركية تستهدف زعزعة إستقرار رئاسته. خصوصاً أن الصحفي “إدفي بلينيل” كان يردّد أنه لم يهتمّ يوماً بمتابعة قضايا التجسّس، ومع ذلك فقد عثر على أكبر قضية تجسّس في القرن العشرين دفعة واحدة..”.
“وحسب معلومات “جيل ميناج”، فإن مدير السي آي أي في عهد ريغان، أي وليام كايسي، “طلب من جيل بونّيه أن يقوم بواجبه. وأنا لا أقول أن كايسي قام بتجنيده ولكن إيف بونيه كان خاضعاً لتأثير واشنطن! وكان بونيه يملك عدداً من الوسائط لتنفيذ هذا الطلب”!
“وحيث أن الأميركيين قدّروا أن صحفي التلفزيون الفرنسي لم يكن يتمتع بـ”مصداقية كافية”، فقد “قام مدير السي آي أي في باريس، وكان حينها تشارلز كوغان Charles Cogan ، الذي كان يعرف الصحفي أدفي بلينيل جيّداً، بتنظيم لقاء بين بلينيل وبونيه. وقام تشارلز كوغان بإرسال الوثيقة إلى بلينيل، الذي كانت الوثيقة بحوزته حينما اجتمع مع بونّيه.”
وانتهى مدير الإليزيه السابق إلى القول: “إنني أدرك خطورة أقوالي، وأنا أصرّ عليها بل ومستعدّ للتوقيع عليها”.
مع ذلك، لم يجد “إيف بونّيه” أن كلام مدير الإليزيه (ومسؤول المخابرات في الإليزيه، وهو مركز أعلى من مركز مدير “دي إس تي”) في عهد ميتران يوجب ردّاً يزيد على أن هذا الكلام “مدهش نوعاً ما” ( « un peu étrange » ). “المسامح كريم”، كما لا يُقال بالفرنسية.
وحتى لا نصدّق “جيل ميناج”، فإن وزير خارجية فرنسا الأسبق رولان دوما (وهو صديق لإيران ولسوريا منذ سنوات..) أكّد، في يناير 2005 (جريدة “ليبراسيون”) أن “إيف بونيه رتّب “عمليّته الصغيرة” مع إدفي بلينيل لإضعاف الموقف الديبلوماسي الفرنسي.. وحينما سأله القاضي: “هل فعل بونيه ذلك إنطلاقاً من قناعاته السياسية الشخصية أم لأسباب تتجاوز هذه القناعات؟”، أجاب رولان دوما: “الرئيس ميتران قال لي: “أملك الإثبات على أن الإثنين عملاء”!! (مصادر أخرى اتّهمت “إدفي بلينيل”، اليساري إبن اليساري، بأنه كان عميلاً لوزير الداخلية الأسبق “اليميني إبن اليميني” شارل باسكوا.. وهذا الإتهام موثّق في كتب منشورة، كما وجّهه الصحفي الفرنسي المحترم (أي ذو السمعة المالية الممتازة) فيليب ألكسندر على التلفزيون…)!
إيف بونّيه صديق “الجنرال عون”
مجلة “الإنتقاد” لا تقصد حتماً “إيف بونّيه” العميل الأميركي!!
لا بأس، فهنالك “إيف بونّيه” ثانْ (الواقع أنه “رابع”) تعرّف اللبنانيون عليه لاحقاً ضمن أخبارهم “المحلية”. فنشرت مجموعة “المنار” الإلهية الخبر التالي:
“استقبل النائب العماد ميشال عون الامين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان الوزير المصري السابق محمد فائق ورئيس اتحاد المحامين العرب نقيب محامي مصر سامح عاشور… الزوار العرب أشادوا بمواقف النائب عون باعتبارها قوة هامة في تحقيق الوحدة الوطنية في لبنان. وفي تعزيز النصر الاستراتيجي الذي تحقق خلال الحرب الاخيرة. ونقلوا للنائب عون تحيات الشارع العربي في هذا الاطار. ثم استقبل النائب عون الرئيس السابق لشعبة مكافحة الارهاب في فرنسا ايف بونيه الذي اعتبر عون صديقا كبيرا لفرنسا..”.
الوزير المصري السابق محمد فائق، حسب وكالة “سانا” السورية، صرّح بأن “الاتهامات التي يتم توجيهها الى سورية بخصوص ما يجرى فى لبنان تحركها اطراف خارجية تعمل ضد مصلحة لبنان مؤكدا ان اسرائيل هى صاحب الدور الاكبر لضرب استقرار لبنان واستقلاله خاصة بعد عدوان تموز. واشار الى أنه ليس لسورية مصلحة بما يجرى من احداث فى لبنان.”
وحسب “سانا”، فإن نقيب المحامين العرب، سامح عاشور، صرّح في دمشق بأن “سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الاسد قلعة حصينة فى مواجهة كل الضغوط والتهديدات التى تهدف الى النيل من مواقفها القومية والوطنية.. كما اكد رئيس حق ايران فى الحصول على التقنية النووية للاغراض السلمية”.
وفي نفس الخبر، فإن إيف بونيه “اعتبر عون صديقا كبيرا لفرنسا”.
ربما كان هذا الـ”إيف بونّيه” هو الذي التقاه مراسل “الإنتقاد” في باريس. لكن هذا الـ”إيف بونّيه” ليس الثاني كما قد نتوهّم. وهو بالأحرى “إيف بونّيه الرابع”!
إيف بونّيه الثاني: “مجاهدين خلق” ليسوا إرهابيين و”مسعود رجوي” مثل “ديغول”!
حتى الآن، اكتشفنا أن السيّد بونّيه “متّهم” بأنه “عميل للسي آي أي” وعدو للسوفيات وصديق للجنرال عون.
ولكن السيّد بونّيه يشبه “البوجوليه الجديد” فطعمه يتغيّر في كل موسم. (يبدو أن خبرة مراسل “الإنتقاد” بالخمور الفرنسية محدودة. وإلا لكان تحاشى مقابلة أصدقاء “مسعود ومريم رجوي”!).
ففي موسم 2004، نكتشف السيّد بونّيه الخائف من الإرهاب الإيراني وصديق “مجاهدين خلق” الذي تتّهمهم إيران (ومنظمات دولية كثيرة) بالإرهاب. وفي نظره، فمنصور رجوي يمكن أن يؤول إلى ما آل إليه شارل ديغول، لا أكثر ولا أقل (لم يلاحظ مراسل “الإنتقاد” أية سخرية في أن منصب زعيم المجاهدين “مسعود رجوي” في العام 2004 (“ديغول”) آل إلى السيّد حسن نصرالله في العام 2008 (“ديغول” أيضاً، كأن “ديغول” أصبح ماركة فرنسية مثل “بيجو” و”رينو”)!
ترقية زعيم “مجاهدين خلق” إلى منصب “ديغول” الإيراني وردت في الخبر التالي:
في خبر نشره “صوت العراق”، نطالع ما يلي: مؤتمر صحفي: Feb 20, 2004 – باريس: خاص- من هشام القروي (نشرت بالاتفاق مع جريدة “العرب” بلندن):
“في مؤتمر صحفي بحضور رئيس المخابرات الفرنسية السابق، محمد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية يكشف معلومات عن التجسس الايراني في العراق، ويعلن: “ايران أرسلت الى العراق آلاف العملاء، وهي تتهيأ لبسط سيطرتها على البلاد”.
“.. وأخذ الكلمة على اثر ذلك المحافظ إيف بونيه، رئيس المخابرات الفرنسية – د س ت – السابق، فقال أن “المنتصر الحقيقي في الحرب الأخيرة، كما يبدو له، ليس الولايات المتحدة، وإنما بالأحرى ايران”، مشيرا الى أن نظامين كانا معاديين له وقع التخلص منهما، في أفغانستان والعراق. وفي هذا السياق، يهم طهران أن يقع أيضا القضاء على المعارضة الرئيسية لنظامها، في الداخل والخارج، أي مجاهدي خلق. وأشار الى أن وضع هذه المنظمة في العراق يكتسي أهمية خاصة من حيث أنه يتوفر لها جيش. وقال السيد بونيه، اتخذ مجلس الحكم الانتقالي العراقي إجراءات طرد تعسفي للمجاهدين. ولحسن الحظ أن الولايات المتحدة لم تشترك في ذلك الاجراء، المنافي للقوانين والأعراف الدولية”!
“وتحدث رئيس المخابرات السابق عن تهمة الانتماء الى منظمة إرهابية العالقة بمنظمة مجاهدي خلق، قائلا انه في تجربته الخاصة ، تمثل هذه التهمة مسألة صعبة جدا، اضافة الى أنها في الغالب مؤقتة. فكم من “إرهابي” نجده بعد عشر سنوات مثلا رئيس جمهورية، محترم من الأسرة الدولية. وأعطى مثالا عن ذلك.. الجنرال ديغول كان يعتبر طبعا إرهابيا..”.
ألم ننصح مراسل “الإنتقاد” الإلهية على الطريقة الإيرانية بأن يتعاطى النبيذ الفرنسي الذي قد يتغيّر طعمه من موسم لموسم؟
“إيف بونيه الثالث” يدخل السجن بتهمة “الإحتيال”
ورواية مدير “دي إس تي” الأسبق لا تنتهي عند هذه التفاصيل المملّة. فإسم “جيمس بوند” الفرنسي يرد في باب “المخافر والأحكام القضائية”:
أي أن السيد “بونّيه” دخل السجن بتهمة “إحتيال”، وهذه سابقة (لا توجد “لاحقة” لها) في تاريخ جهاز مكافحة التجسّس الفرنسي.
وحسب المعلومات، شركة Consever XXI كانت تزعم أنها ابتكرت طريقة لحفظ الخضار والفواكة لمدة أشهر. وقد استدرجت رساميل كبيرة لبناء مصنع، وتبّين أن الإبتكار وهمي. دور المدير السابق للـ”دي إس تي” (وكان نائباً في البرلمان) كان استخدام نفوذه وعلاقاته في خدمة الشركة.
وحسب معلومات “لم تتأكّد صحّتها” (نكرّر “لم تتأكّد صحّتها”، وقد تكون “مزوّرة” والقصد منها الإساءة لسمعة رجل يشهد له قلّة من الناس بنظافة اليد)، تفيد المعلومات أن “إيف بونيه” استفاد من هذه الشركة مالياً، ولكنه اشترط عليها كذلك أن تقبل بـ”تغطية” عمليات بيع سلاح للخارج..”! وليس واضحاً حتى الآن ما هي الدول المقصودة، ولكن “يُقال” أن إيف بونيه عضو نشيط في كل من “اللوبي” الجزائري، والعراقي، والصربي، في فرنسا.” وتردّدت في باريس معلومات، قد تكون كاذبة، أنه، عدا الجانب المالي الإحتيالي، فعملية “كونسيرفير 21” كانت “تغطية” للنشاطات العراقية في فرنسا، خصوصاً أن “نظام صدّام” وظّف في الشركة 8 ملايين فرنك“!
و”الشفّاف” لا يتبنّى هذه الإتهامات التي قد يكون مصدرها “الحسّاد”، خصوصاً أن السيّد بونّيه كان معروفاً بعلاقاته الوثيقة بسفارة دولة الكويت! فلا يعقل أن يكون “العميل المزدوج” عميلاً “مثلثّاً” و”مربّعاً” و”مخمّساً”!! نحن لا نصدّق أن تصل الأمور بالسيّد بونّيه “الرابع” إلى هذه الدرجة من الإبتذال!
كما أننا لا نملك إثباتاً على صحة إتّهام مغرّض من ضابط إستخبارات جزائري فرّ إلى لندن واتهم “إيف بونيه” بأنه تسلّم من يده شخصياً مبلغ 500 ألف فرنك مرسلة من الأمن الجزائري! (هل يتكرّم الضابط الجزائري الشهم بالإتصال بـ”الشفّاف” وموافاتنا بما يملك من معلومات وإثباتات على صحّة هذا الإتهام “الكاذب حتماً”؟).
بالمقابل، قمنا بمطالعة مقابلات السيد “بونّيه” مع الصحافة (بما فيها صحافة الجزائر)، ووجدناها “متّفقة” مع وجهة نظر الإستخبارات العسكرية الجزائرية حول ما يجري في الجزائر، ومدى خطورته. ولكن ذلك قد يكون توارد خواطر أو تقارب في التحاليل.
“إيف بونيه الرابع” موسم 2008
ماذا يقول السيّد “إيف بونّيه، موسم 2008″، ويحق لنا أن نسمّيه “إيف بونيه الإلهي” في جريدة “الإنتقاد الإلهية”؟
ما يلي هذه “العيّنة”:
* ” الرباعي جعجع جنبلاط الحريري والسنيورة.. يخضعون كليا لما يمليه عليهم دافيد ولش”. (“السنيورة” دائماً السنيورة: أما كان أفضل له لو هرب من السراي “بدون أن يجمع أوراقه”( حسب قول مأثور..)، وترك هذه “المهنة” لعبد الرحيم مراد مثلاً؟ “بيستاهل”.)
* ” الكل يريد أن يفرض إرادته على اللبنانيين، بدءا من وزير خارجيتنا (برنار كوشنير) الذي صرح أن على الجيش اللبناني تدمير نهر البارد”.
* ردّاً على سؤال: ” لماذا خاض الجيش اللبناني معركة نهر البارد؟” يجيب: “هناك إرادة أميركية بالعودة إلى لبنان عسكريا، وبما أن الجنوب اللبناني منطقة نفوذ لحزب الله، فإن الحل الأفضل هو الدخول من بوابة الشمال اللبناني عبر إحياء المشروع القديم ببناء قاعدة عسكرية هناك.. وهنا يجب معرفة أن هذه المجموعات من فتح الإسلام كانت ممولة من آل الحريري، حيث بلغ معاش الفرد سبعمئة دولار أميركي، وهذه معلومات لا جدال حول صحتها”.
(لاحظ أن “إيف بونيه” لم يستخدم تعبير “نهر البارد خط أحمر”)!
* من يقوم بالإغتيالات في لبنان؟”: ” سوريا بعيدة كل البعد عن هذه الاغتيالات“.
* ” من قتل الرائد وسام عيد حسب رأيك؟هذا الاغتيال من فعل مقربين من الضحية ويعملون في محيطه.”
* “بيار الجميل، ما هو قدر الإزعاج الذي كان يمثله، والحقيقة لا شيء، هذا اغتيال الهدف منه استمرار الاشتعال في فتيل الأزمة”!
(هذه “الكرادهية” للشهيد بيار الجميل تبدو متعمّدة ومبالغة.. لماذا يكره “إيف بونيه، هو أو غيره، الوزير الشهيد بيار الجميل إلى هذه الدرجة؟
* ” لماذا يشعر جعجع بكل هذه القوة والطمأنينة؟هناك تفسير واحد وهو انه يقف في الجهة التي تنفذ الاغتيالات.”
* “جنبلاط يتهم حزب الله؟ “فليقدم قرائنه، هو ينسى أن له باعاً طويلاً في هذه المسائل، من المؤكد للجميع أن حزب الله ليس له أية علاقة في كل هذه الاغتيالات، وهي تصب في مصلحة خصومه.”
* “هل كل ما تقوله مبني على معلومات أم تحليلات؟ الاثنين معا”
* “كشف من قتل الحريري أصبح من المستحيلات”.
* “هم يتهمون الضباط الأربعة؟” “ليس لديهم أية أدلة، كلها اتهامات وتكهنات”.
* ” خلاف الحريري مع لحود المقرب من سوريا أدى إلى اغتياله؟ “لحود رجل صادق.. اصطدم مع حيتان الأعمال والمال وحاول منع سيطرتهم على لبنان..”
* ” كيف تقوّم تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر؟ ” لا بد من الإشارة إلى الاعتدال والهدوء الكبير الذي يميز شخصية حسن نصر الله، هذا شخص ذكي جدا، والجنرال ميشال عون عمل من خلال هذا التفاهم على درء أية مخاطر لحرب أهلية جديدة، فضلا عن سعيه الجاد للحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان عبر هذا التحالف، حزب الله سند قوي يطمئن المسيحيين على دورهم المهم في لبنان والشرق الأوسط.”
* ” لو كنت مسيحيا لبنانيا، لتحالفت مع ميشال عون وأيدته في سياسته، هل تعتقد أن المسيحيين في لبنان وهم أقلية في العالم العربي، يمكن لهم العيش في ظل السلفية، جماعة حزب الله معتدلون“!!
* ” السياسة الفرنسية في لبنان؟ “هذه السياسة تدعو للشفقة، منذ أواخر عهد الرئيس شيراك الذي خلط بين جيبه وبين مصالح فرنسا، بالنسبة للرئيس ساركوزي، لم تعد الأمور الشخصية كما كانت على عهد شيراك، ولكن الرجل مقرب من الأميركيين، أما وزير الخارجية برنار كوشنير فهو.. في الحالة اللبنانية وفي المسألة الإيرانية يتصرف في كثير من الأحيان انطلاقا من مشاعره اليهودية“!
(لفت نظر: التحريض ضد “اليهود” مألوف في صحافة حزب الله ولكنه يضع السيد “بونيه” تحت طائلة الملاحقة القانونية في فرنسا. ننصح السيّد بونيه بتكذيب ما “نُسِبَ إليه” حول “كوشنير اليهودي”)
* ” حزب الله عام 2008 ليس هو عام 1985، إنه حركة مقاومة ضد الاحتلال، وحسن نصر الله يقوم في لبنان بما قام به شارل ديغول في فرنسا.”
* “أزور لبنان دائما، ولي رغبة كبيرة بلقاء حسن نصر الله، فهذا رجل لاهوتي يستحق كبير الاحترام.”
أي “إيف بونيه” قابلت “الإنتقاد” الإلهية؟جميل أن نرى هناك من يحلل ويتابع، شكراً لك بيار على هذا التوضيح الضروري. اتصل بي صديق متحمس لنظرية المؤامرة ليخبرني أن الحق قد ظهر أخيراً على لسان مدير المخابرات الفرنسية (ولم يقل السابق) الذي أوضح أن الحريري لم يقتل على أيدي النظام السوري وأن المسألة كلها مؤامرة ضد سورية. بحثت عن الخبر وضحكت لما قرأته، فمن الواضح أن الرجل بحاجة إلى تسديد أقساط وديون، ومن يدفع أكثر يحصل على تصريحات أقوى. كان هذا رأيي قبل أن أقرأ مقالك، بالتأكيد أننا نعيش منغلقين، وإلا لما جرأت الصحف (الإلهية) على الاستخفاف بعقولنا لهذا الحد. شكراً لك… قراءة المزيد ..