في 4 ديسمبر التقى الرئيس بوش في البيت الأبيض مع بعض أعضاء المعارضة السورية, من ضمنهم السيد عمار عبد الحميد المقيم في واشنطن و النائب البرلماني السابق مأمون الحمصي الذي يقيم حالياً خارج سوريا. الحمصي الذي كان قد وقع على إعلان دمشق و تعرض للاعتقال عام 2002 وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بسبب انتقاده للمخابرات السورية و قوانين الطوارئ التي تحكم الحياة في سوريا.
ولكن القليل مما دار في ذلك الاجتماع تم معرفته. وقيل أن الحمصي و عبد الحميد دعيا في الاجتماع الى زيادة الضغط على سوريا فيما يخص حقوق الإنسان.
ان الاجتماع الذي استمر لمدة ساعة في البيت الأبيض يظهر أن الرئيس بوش لا زال ملتزماً بدعم الديمقراطية في المنطقة. و الأمر الأكثر أهمية من ذلك هو التوقيت الذي جرى فيه الاجتماع, ذلك أنه عقد بعد أسبوع واحد فقط على مؤتمر انابوليس الذي حضرته سوريا بدعوة من الإدارة الأمريكية.
ان مشاركة السوريين في انابوليس أخذت في المنطقة على أنها إشارة بأن الولايات المتحدة مستعدة لبدء التعامل مع دمشق مرة أخرى. بالنسبة لحلفاء واشنطن في لبنان والتي تمثلها قوى 14 آذار التي تقود الحكومة فان دعوة سوريا الى المؤتمر كانت علامة على التخلي الوشيك عنها من قبل واشنطن, و قد وافقت قوى 14 آذار على التوافق مع حزب الله فيما يخص اختيار مرشح الرئاسة.
ليس هناك أدلة كبيرة تشير بأن الرئيس بوش متعاطف مع هذه القوى الداعمة للديمقراطية والمعارضة لسوريا. و لكن توقيت هذا الاجتماع يوحي بأن البيت الأبيض يعمل على السيطرة على الضرر في مواجهة سوريا. لقد شكل انابوليس ضربة كبيرة لحلفاء الولايات المتحدة في بيروت و في المعارضة السورية. ومن المثير للأسى هو ان هذه اللفتة الرمزية القادمة من الإدارة جاءت في وقت متأخر نوعا ما.
وفي الأسبوع الماضي قامت مجموعة إعلان دمشق في سوريا بانتخاب قيادة جديدة لها. و نأمل أن تقوم الإدارة في الشهور القادمة بعمل ما هو أكثر من مجرد إصدار البيانات الروتينية التي تدعم مثل هذه المعارضة الديمقراطية. ان رسالة الحمصي و عبد الحميد فيما يتعلق بحقوق الإنسان في سوريا سوف تشكل بداية جيدة.
http://counterterrorismblog.org/
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي