أفادت آخر الأنباء أن قتلى محاولة إغتيال بنازير بوتو التي يعتقد أن إنتحاريين قاما بها قد تجاوز 125 قتيلاً وعشرات الجرحى. وكانت بنازير في الشاحنة في لحظة الإنفجار، ونجت بمعجزة.
وأعلن وزير الداخلية الباكستاني افتاب شيرباو أن بوتو نجت من اعتداء “إرهابي” استهدف موكبها. وقال “وقع انفجاران، الأول الى يمين الموكب والثاني الى يساره”، مضيفاً “يبدو أنهما ناتجان عن عمليتين انتحاريتين، لكن الأمر ليس مؤكداً”.
وأظهرت الصور أمس بوتو سالمة وهي تنتشل من الباص المصفح الذي كان يقلها ضمن الموكب في كراتشي.
وأكد السفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة محمود علي دوراني “أنها سالمة وفي منزلها. إنها بخير”. وأوضح “حسب علمي كانت في الطبقة السفلى من الباص عندما حصل الامر، وهي بخير وعافية”.
وقالت مصادر خاصة في كراتشي لوكالة “أنباء الشرق الأوسط” أن بوتو سالمة وآمنة وتم نقلها الى موقع آمن بعيداً عن موقع الانفجار. أضافت أن التفجيرين وقعا عند مرور الموكب أمام قاعدة مهران البحرية العسكرية الباكستانية، وأن الانفجار الأول كان ضعيفاً فيما كان الثاني عنيفاً ووقع في سيارة لقوات الأمن.
وأكد مسؤولون في المستشفيات لوكالة “رويترز” أن عدد قتلى الاعتداء بلغ 115 شخصاً، فيما لم يحدد عدد الجرحى الذي تخطى الـ150، بشكل نهائي.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية جواد شيما إن من بين الضحايا “عناصر في الشرطة وأعضاء” في حزب “الشعب” الذي تتزعمه بوتو.
وندد الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف ورئيس وزرائه شوكت عزيز بالاعتداء على مقربة من مزار القائد الأعظم محمد علي جناح في كراتشي.
ووصف مشرف وعزيز التفجيرين بأنهما عمل إرهابي غير مبرر، وطالبا قوى الأمن بضرورة تعقب الجناة وتقديمهم الى العدالة في أسرع وقت ممكن.
في واشنطن، دانت الولايات المتحدة الاعتداء. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض غوردون جوندرو “تدين الولايات المتحدة الهجوم العنيف الذي وقع في باكستان وتعرب عن أسفها لسقوط أبرياء هناك.. لن يسمح للمتطرفين بمنع الباكستانيين من اختيار ممثليهم عبر عملية حرة وديموقراطية” في إشارة الى الانتخابات البرلمانية المقررة بداية العام المقبل.
وكانت بوتو وصلت كراتشي قادمة من دبي أمس، بعد 8 سنوات من منفاها، وكان في استقبالها 250 ألفاً من أنصارها.
*
مصادر حزب الشعب الباكستاني نفسها أصيبت بالذهول من الإستقبال الذي حظيت به بنازير بوتو اليوم. فقد أفادت التقارير أن مليونين ونصف مليون إنسان زحفوا إلى مطار كراتشي وشوارعها لاستقبال رئيسة الحكومة السابقة العائدة من المنفى. (السعوديون ما يزالون يناقشون “حق المرأة في قيادة السيارة”!!).
وكما في بيروت، كذلك في كراتشي: ردّت القوى الظلامية على الموجة الديمقراطية القادمة بسلاح الإرهاب: 45 قتيلاً سقطوا في تفجيرين استهدفا موكب بنازير بوتو. من قام بالتفجيرين؟ الأرجح أن المفجّرين كانوا من الجماعات الجهادية، التي تقيم خطوطاً مع أجهزة الأمن الباكستانية التي ستفقد ما تتمتع به الآن من سطوة مطلقة إذا ما عادت بنازير إلى السلطة.
*
تناثرت أشلاء أكثر من 20 باكستانياً (45 قتيلاً حسب أنباء لاحقة)، بعد تفجيرين استهدفا موكب رئيسة وزراء باكستان السابقة بنازير بوتو في كراتشي، بعد ساعات من وصولها إلى بلادها، بعد 7 سنوات من المنفى الإختياري الخميس 18-10-2007.
ولم تحدد التقارير الاولية العدد النهائي للضحايا، فيما قالت قنوات التلفزيون ان بوتو سالمة وانها ترجلت من شاحنة كانت تقلها عبر شوارع كراتشي التي اكتظت بمئات الالاف فيما كانت في طريقها لتجمع ترحيبا بعودتها قرب ضريح محمد علي جناح مؤسس دولة باكستان.
وكان متشددون لهم صلة بالقاعدة غاضبون، بسبب تأييد بوتو لحرب الولايات المتحدة عل الارهاب، هددوا باغتيالها.
“يجب أن تكون ديمقراطية بباكستان”
وقالت بوتو، التي تنوي أن تقود حزبها في انتخابات تهدف الى اعادة البلاد الى الحكم المدني، عندما كانت طائرتها على وشك الهبوط قادمة من دبي “انني أشعر بسعادة بالغة وفخر بالغ”، واضافت: “يجب ان تكون هناك ديمقراطية في باكستان”.
واحتشد الالاف من العمال وقادة حزب الشعب الباكستاني بالمطار للترحيب ببوتو، فيما شددت السلطات الباكستانية الاجراءات الامنية في مدينة كراتشي اثر تلقي تهديدات من حركة طالبان وتنظيم القاعدة بالقيام بهجمات انتحارية بهذه المناسبة.
وقال وكيل وزارة الداخلية في اقليم السند غلام محمد محترم للصحافيين نظرا لتوقعات بوجود حشود ضخمة للترحيب بعودة بوتو الامر الذي قد يتسبب في وقوع تدافع اضافة الى وجود تهديدات محتملة بشن هجمات انتحارية “فقد استنفرنا الاجهزة الامنية التي وضعت بحالة الطوارئ القصوى وتم نشر 20 الف من رجال الامن لتوفير الحماية لبوتو”.
وكانت تقارير ذكرت ان انصار بوتو تعرضوا لهجوم في قرية قريبة من مدينة كراتشي ما اسفر عن اصابة ثلاثة بجروح بالغة.
من جانبه قال رئيس حزب الشعب الباكستاني مخدوم امين فهيم للصحافيين ان حوالى 40 الفا من العمال وقادة الحزب وصلوا الى كراتشي للترحيب برئيسة الوزراء السابقة كما ان مزيدا من المناصرين لبوتو من جميع انحاء البلاد ما زالوا يتوافدون على المدينة.
يذكر ان بينازير بوتو ابنة رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو غادرت باكستان بهدوء في شهر ابريل 1999 بعد ان تم حل حكومتها بتهمة الفساد وهذه هي المرة الثانية التي تنهي بوتو فترة النفي الاختياري على الرغم من الطلبات المتكررة من جانب الحكومة الباكستانية تأجيل عودتها الى ان تبت المحكمة العليا بالقضايا المرفوعة للطعن بمشروعية اعادة انتخاب الرئيس برويز مشرف.
وكانت اول عودة لها بعد انتهاء النفي الذاتي في عام 1986 الذي اعتبر انذاك تحديا لحكم الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق الا انها تعود الان بعد توقيع اتفاق لتقاسم السلطة مع الرئيس مشرف.