من الطبيعي أن نظرة من يعايش بصورة مستمرة شخصية فذة وعبقرية وعالمية لفترة طويلة، من الطبيعي أن لا تكون نظرته لهذه الشخصية بمثل نظرة عامة الناس لها. فهذا الشخص، سواء كان أبا أو أما أو أخا أو رفيقا والذي سبق أن عايش هذه الشخصية العظيمة أو الجليلة والمهابة سنوات عمرها الأولى لاشك أن الفرصة أتيحت لها لرؤية نقاط ضعف تلك الشخصية ونواقصها وقلة حيلتها وحالات فشلها وبكاءها ومرضها وعجزها وهوانها وقلة حيلتها، وبالتالي فإن نظرتها لتلك الشخصية تكون أقرب للواقع من نظرة الآخرين لها، وبالتالي ليس بإمكانه مشاهدة نقاط الروعة والعظمة والخلود فيها دون أخذ نقاط ضعفها ومهانتها في الاعتبار.
أما الآخرون فإن نظرتهم لتلك الشخصية تبقى في إطارها المعلن والمعروف من حيث العظمة والجلال لأنها لم تعايش نقائصها ونقاط ضعفها السابقة!!
ولو نظرنا للتطور التاريخي الذي مرت به فكرة تعرف الإنسان على الله ، رب السماوات والأرض، ولا أدري لماذا وضعت السماوات كلها في كفة والأرض منفردة في كفة أخرى، إلا أن هذه مسألة أخرى، لوجدنا أن الفكرة كانت منعدمة في البداية، ولكن مع تعقد الحياة وتطور المجتمعات وتزايد أعداد البشر أصبحت هناك حاجة لإيجاد تفسير للكثير الظواهر الخارقة والمخيفة التي كانت تواجه الإنسان والتي لم يكن يجد لها جوابا. وهكذا بدأت الأشكال الأولى للإله بالظهور فكان القمر أو الشمس إلهاً وكانت الريح إلهاً تارة أخرى. كما عبد الإنسان الحيوان والحجر، وعندما يأس منها جميعا خلق آلهة متعددة في الوقت الواحد فكان هناك إله للحرب وآخر للخمر وثالث للحب قبل أن يلغيها جميعها ويتطور الأمر معه لفكرة الإله الواحد في عصور الفراعنة وبعدهم اليهود لتأتي المسيحية بعد ستة قرون تقريبا من ذلك وتشرك به طرفين آخرين ثم يأتي الإسلام بعد ستة قرون أخرى ليعود الاعتبار للوحدانية!!
وهكذا نرى أن فكرة الإله كانت شديدة البساطة في بداياتها الأولى وتطورت مع تطور العقل البشري، وبذلك شاهدت البشرية الإله في أضعف حالته وأسوء مظاهرة قبل أن تصل صورته لوضعها الحالي المعترف به من أقل من نصف سكان الأرض!!!
وعليه من الصعب على المطلع الانجرار لفكرة القدسية وهو الذي عرف أصل ومنشأ الفكرة منذ سنواتها البدائية الأولى، وأنها لم تكن، خلال الجزء الأكبر من التاريخ البشري، بكل تلك المهابة والإجلال الحاليين!!!
ومن جانب خر لو رجعنا للكثير من نصوص الكتب الدينية “المقدسة” لوجدنا بأنها تكاد تجمع على أن وجود الإنسان على الأرض بدأ مع “حادثة” عصيان آدم لأوامر الله ومعاقبته على ذلك بإنزاله من جنات الخلد وإلى فراغ الأرض! وهي القصة التي لا تستطيع الديانات المسماة ب “السماوية” الفكاك منها.
ولو علمنا، من واقع النصوص الدينية أيضا، أن آدم كان أكثر البشر علاقة بالله وارتباطا به، فهو الوحيد الذي قام بصنعه والآخرون انحدروا من صلبه، عدا حواء التي خلقها من ضلعه. ولو علمنا أنه شاهد الإله وتحدث معه وكانت له علاقة وثيقة به ومعرفة بشديد عقابه الذي تمثل بحرمانه من نعيم السماء وما بها من خيرات، فإن من الطبيعي الافتراض، حسب النصوص الدينية المختلفة، بأن صورة الإله كانت في أكمل وأقوى صورها عند بداية التاريخ البشري على الأرض مع آدم وحواء وذريتهم، ويصبح بالتالي من الصعوبة، أو الاستحالة، الاعتقاد بأن الإله كان على صورة ريح أو شمس أو تمثال من حجر أو تمر في بدايات التاريخ وتطور لصورته المهابة الحالية فهذا يخالف تماما كافة النظريات والآراء، حتى الدينية منها، المتعلقة بتطور فكرة الإله عند الإنسان. وبالتالي فإن فكرة الله الواحد القهار كان من المفترض أن تبدأ شديدة القوية والعظمة مع آدم وآله من بعده، ومن ثم تتلاشى قوتها مع مرور الوقت إلى أن تصل للوضع البدائي الطبيعي، وهذا ما لم تقله أي من المصادر الدينية المعروفة، وهنا نعود ونقول بأن من الصعب أن تحوز فكرة الله على القدسية التي يتوخاها، أو يتمناها البعض!!!
tasamou7@yahoo.com
* الكويت
قدسية الربملاحظة : لن اعلق على المقالة فوجهة نظري هذه المره سوف اكتبها عن مجموعة التعليقات اسفل هذا المقال الذي لم يعجبني اسلوبه ولا محتواه ولكن كان لا بد لي ان اعلق على الردود …… بصفتي صاحب التعليق رقم عشرة أي هناك تسعة أشخاص دونوا تعليقاتهم على مقال السيد الصراف ، اود ان اذكر بانه جميع المعلقين كانوا مسلمين بحكم صيغة و مصطلحات الردود إلا شخص واحد ويحمل اسم (غيورة القبطية) ويبدو أنها سيدة ، يلاحظ انها الوحيدة التي ردت على المقال بمنطق العقل و شرحت وجهة نظرها بشكل سهل و بسيط وهاديء ويصل للعقل مع اني شخصيا اخالفه ولكن… قراءة المزيد ..
قدسية الرب
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
سبحان ذي الجبروت
سبحان الحي الذي لا يموت
سبحان الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد
قدسية الربيبدو أنك تمر بحالة من الشك و ده راجع لكونك سمعت أراء خاطئة و بها جهل من أشخاص يدعون المعرفة . فأنت تكلمت عن الشرك بالديانة المسيحية و لك أقول أننا نعبد اله واحد هو الروح القدس المتجسد فى [ المسيح ] و يطلق عليه أيضاً المخلص و ذلك أتى من الخلاص الناتج عن الايمان به أى بالرب . فالرب و الروح القدس و المسيح هم فى الحقيقة واحد وليس ثلاثة و سإعطيك مثلاً بسيطاً_ الشمس _ فنحن نرى نورها و نشعر بحرارتها و فى نفس الوقت نراها فهل نور الشمس منفصل عنها ؟ بالطبع لا فذلك النور هو… قراءة المزيد ..
قدسية الرب
جرب السجود لله ودعاءه
ستعرف أنك ذرة في هذا الوجود // وأن الذي أوجدك ومنحك القدرات (ومنها العقل) يستحق أن تعبده وتجله //
من أنت أيها الإنسان ؟؟؟؟؟؟
كيف وجدت على الأرض ؟؟؟
ولماذا ؟؟؟؟
قدسية الرب
نحن بحاجة الى المقدس لتنتظم منظومتنا القيمية فلما استبعاده.(بصرف النظر عن ثبوت أو تداعي حضوره)
قدسية الرب فى الاله الكامل و الانسان الكامللان ادم هو اول كائن يرى الله وجه لوجه بسبب تواجده فى حضره الله و بعد سقوطه فى غوايه الشيطان صار ادم ساقطا و نسله كله ايضا ساقطا . فالحروب و القتل و الاغتصاب و الطمع ما هى الا صور لسقوط نسل ادم لكن من محبه الله و من قداسته اراد لنسل ادم التمتع بما كان لابوهم ادم فاخذ الله عز و جل صوره انسان بل عبد مهان ليكون انسان كامل و اله كامل فى نفس الوقت ومن خلال تعاليمه نتعلم و نحيا و بموته على الصليب ماتتفينا الطبيعه الساقطه و بقيامته من… قراءة المزيد ..
قدسية الرب
هذا الكون العظيم الذي لم نعرف منه إلا :
ألف مليون مجرة
واحدة منهاتسمى درب التبانة فيها ألف مليون نجم
واحدة منها تسمى الشمس / حولها كوكب حقير اسمه الأرض فيه عشرات المليارات من المخلوقات
منها ستة مليارات إنسان
واحد من الإنس اسمه الصراف
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ويحدثنا عن خالق هذه المنظومة العظمى دون احترام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(إن الإنسان ليطغى )
قدسية الرب
عدم قدسية الرب لاتلغي احترامه!!
قدسية الرب
آنه أقوول إنته الله عطاك هالموهبه ( الكتابه) والحمدالله قاعد توصل كتابتك للناس فالمفروض إنه القراء يستفيدون من اللي تكتبه بس للأسف إنها غير مفيده ولا فيها أي نوع من الصحه او حتى دليل واحد وبالنسبه للمقال فالرد عليه سهل وبسيط وكل ما أستطيع قوله لك : ثقف نفسك أكثر وخصوصا إذا أردت أن تكتب شيء مثل هذا القبيل (ديانات- عن الباري عزوجل_ التاريخ .. الخ) .. مع تمنياتي لك بالتوفيق …
قدسية الرب
أعوذ بوجهك الكريم ياربي يا خالقي
اللهم رغم معاصي وذنوبي إلا أني أحبك وأجلك يا رحمن يا رحيم
ما أجرأ العبيد على الله
وما أحلمه / يمهل ولا يهمل