أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن المصالحة الوطنية خياره الجيد لتسوية الخلافات السياسية والأمنية. وقال في حديث الى «الحياة»، في نيويورك، حيث يحضر اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة ان «الميليشات ظاهرة غريبة» وسيحاربها وكل خارج عن القانون، شيعياً كان أم سنياً. ورفض أن تكون حكومته فشلت لأن حجم الخراب الذي ورثته من العهد السابق والذي أحدثته الميليشيات والارهاب كبير جداً وقال: «أنا أنقذت العراق من الحرب الطائفية».
وتابع أن لديه تحفظ عن الدور الايراني والسوري، لكنه لمس تغيراً لدى الدولتين في الاتجاه الايجابي. وتعهد بأن لا تسمح حكومته لأي كان بالتدخل في شؤونها. كما أنها لن تسمح بأن يتحول العراق الى قاعدة لهجوم أميركي على أي دولة في المنطقة. وهنا نص الحديث:
> هل من جديد على مستوى المصالحة الوطنية وعلاقة الحكومة مع الميليشيات؟
– طرحت برنامجي منذ البداية وهو محدد. وما زلت أعتقد بأنه ليس لي خيار غـــــــيره وهــــو يقوم على مبدأ المصالحة الوطنية، وأنا مطمئن وأعتقد بأن لا حل للمشكلة الأمنية إلا بالمصالحة الوطنية والعمل السياسي.
> ماذا عن الميليشيات؟
– المصالحة الوطنية تفتح ملف الأمن، والأمن لا يضبط بالقوة. الميليشيات ظاهرة غريبة شاذة تتعارض مع فكرة الدولة. ولا يمكن أن تبقى. والآن ليس لها أي غطاء قانوني، ولذلك أضربها في كل مكان. لقد رفعت شعاراً منذ البداية لمواجهة الخارجين عن القانون، ولا أميّز بين شيعي وسني عربي أو كردي.
> نعرف أن عليك ضغوط وعليك مآخذ واعتراضات وأنت تعرف أن هناك من يقول انك، الى حد ما، لم تلب ما تعهدته، أو فشلت، هل ستقدم جديداً يبعد عنك تلك الانتقادات؟
– أوجه كلامي الى الذين يقولون فشلت أو لم تكن كذا… الى غير ذلك. أقول لهم إن من يطلع على حجم الخراب الموجود في العراق، سواء الموروث أو ما حصل بعد سقوط النظام، أو ما تسببت به «القاعدة» والميليشيات والعصابات، يعرف أن ما تحقق حتى الآن نجاح، وتنفيذاً لوعود قطعتها. أنا أنقذت العراق من الحرب الطائفية. ولولا ثقة المواطنين بأنني لا أميل باتجاه مكوّن من المكونات، لما انحاز الناس الى جانب الحكومة. ان المصالحة الوطنية والحيادية التي اعتمدناها هي التي جاءت بالعشائر وجاءت بالمسلحين ليقفوا مع الحكومة لمواجهة «القاعدة». سأستمر في منهجي. وأقول: نعم لم يتحقق الذي أردته. وما زلت في حاجة، وما زال الوضع يحتاج الى مزيد من الجهد والوقت ومعالجات داخلية وخارجية. لدينا أزمة داخلية متعددة الوجوه. لدينا أزمة خارجية متعددة الوجوه. لذا نعمل على تحسين العلاقات السياسية مع دول الجوار التي أثّرت ايضاً في العملية الأمنية بقدر كبير.
> تعرف أن الولايات المتحدة غير مرتاحة الى الدور الايراني في العراق. تقول إن ايران تكرس جهودها لضرب قواتها…
– الحكومة العراقية لم تسمح، ولن تسمح، لإيران أو لغير إيران بأن تتخذ العراق قاعدة لضرب الأميركيين. وقلنا لهم صراحة ما نحرمه عليكم بالنسبة الى العراقيين محرم عليكم بالنسبة الى الأميركيين، هم موجودون على الأرض العراقية بعقد وتفاهم، وبموجب قرار من الحكومة العراقية وهم محكومون بهذا القرار. عندما نستغني عنهم، نقول لهم شكراً جزيلاً.
> أليس لديك تحفظ عن الدور الايراني أو الدور السوري في العراق، والولايات المتحدة تتهم الطرفين بلعب دور سلبي.
– كيف استنتجت انه ليس لي تحفظ؟ عندي تحفظ عن اي شبر يتجاوزه الايرانيون أو السوريون، نعم عندي تحفظ بكل معنى الكلمة. ولن اسمح ولن تكون لي صلة مع أي دولة تتجاوز الحدود العراقية أو تخترق الوضع العراقي.
> هل تغير الموقف السوري بعد زيارتكم لدمشق؟
– في زيارتي الأخيرة لإيران وسورية، تكوّن عندي شعور بتغير جيد في الاتجاه الايجابي. وسأعمل على تنميته وتطويره وتعميقه لأنه مهم بالنسبة الى أمن المنطقة واستقرارها.
> هل طلبت من الرئيس الأسد تسليم بعض القيادات البعثية؟
– لا، لا، في الحقيقة لم أطلب لأنني لا أهتم كثيراً بعملية التسليم. والقضية ليست انتقاماً.
> هناك اغتيالات كثيرة تستهدف وكلاء السيد السيستاني في الجنوب، ما تفسير ذلك؟
– تفسيرها هو محاولة إثارة إرباك أمني في الجنوب، ومع الأسف الشديد لهذه المحاولة امتدادات مع مؤسسات متعصبة متطرفة، ليس مع دول، تريد ان توقع فتنة، أصابع النظام السابق ايضاً موجودة في العملية.
> أين عزت الدوري؟
– لا أعرف!
> أليس عندكم تقارير استخباراتية؟
– عندنا تقارير ونعلم أحياناً انه في هذه الدولة وأحياناً في تلك الدولة، لكنني بالتأكيد لست مهتماً به كثيراً.
> قيل سابقاً ان الاستخبارات العسكرية حددت موقعه في اليمن، هل هذا صحيح؟
– نعم. كان في فترة في اليمن. وكان في فترة في سورية. وكان في فترة في السعودية. يعني هو يتحرك، بحسب المعلومات التي ترد. أنا لا استطيع أن أؤكد مئة في المئة، أنا في الحقيقة غير مهتم به ولا أتابع موضوعه.
> أتعتقد أن الإدارة الأميركية قررت أن تعطي حكومتك فترة معينة لامتحانها؟
– أتمنى عليكم أنتم الصحافيون أن تخرجوا من هذه المشكلة، وحكومة المالكي لا أحد يعطيها ترخيصاً أو يحدد لها سقفاً. حكومة المالكي منتخبة. شعب بكامله كان خلف عملية الانتخابات، وهو الذي يضع لها المحددات.
> هل تشعر بأن الأميركيين يريدون الخروج بسرعة من العراق؟
– نعم. والمشكلة في تحديد التواريخ، لأن الخروج مرتبط بايجاد من يملأ الفراغ الأمني. وهناك حديث عن ملء فراغات أمنية. مَـــــن يملأ الفراع إنها القوات العراقية. عــــندنا مشــــكلة ولكنها تتضــــــاءل بشكل مستمر، قضية تسليح وتجهيز القــــوات. هذه ستكتمل. وهناك حــــديث عن اتفاق لنقل المسؤوليــــات ونـــقل المسؤولية الأمنية في المحافظات كافة. اعتقد بأن المسألة لن تطول، لكن من حيث المبدأ، الأميركيون يبحثون عن الفرصة المناسبة للخروج ولكنهم لا يريدون خروجاً يؤدي إلى فراغ أمني.
> كيف تقوّم وضع «القاعدة» حالياً في العراق؟
– وضع «القاعدة» مرتبك إلى درجة كبيرة جداً، لأنها كانت تمتلك قواعد محصنة وسجوناً ومحاكم وأنظمة أقامتها في مناطق، منها الأنبار وديالى والموصل وشمال بابل، لكنها الآن لا تمتلك أي قاعدة تؤوي إليها. حالياً بدأوا يتحركون نحو الموصل. وبدأت ملاحقتهم.
> هل بدأوا بالخروج أو بالهرب إلى خارج العراق؟ وإلى أين؟
– بدأوا بالخروج. لدينا معلومات قدمتها إلى دول. توفرت لدينا معلومات من «القاعدة» بأنها تريد أن تنتقل أو تنقل جزءاً من نشاطها لتثبت وجودها.
> الى أين؟
– هربوا باتجاه إيران، باتجاه سورية، باتجاه لبنان، باتجاه السعودية. قسم منهم عاد إلى المغرب العربي، إلى الجزائر. وقد أوصلنا هذه المعلومات إلى كل هذه الدول ليتخذوا حيطة وحذر.
> هل ضبطتم معلومات أنهم ينوون أن يتحركوا في سورية مثلاً أو لبنان؟
– نعم. نعم، وأبلغنا الأطراف الأخرى، حرصاً منا على أن محاربة الإرهاب مسؤولية دولية، وينبغي على من تتوفر لديه معلومة عن منظمة إرهابية أو خلية إرهابية أن يُبلغ عنها. وقبل أيام أوصيت وأمرت بإيصال ملف كامل عن «القاعدة» إلى الجزائر، لأنها تنوي القيام بأعمال خطيرة هناك.
راغدة درغام الحياة
المالكي: عندي تحفظ عن اي شبر يتجاوزه الايرانيون أو السوريون
لا أحب هذا الرئيس
ولكن كلامه هنا كلام العقل