أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة التي كان دعا اليها اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية، الى 23 تشرين الاول المقبل. وهذا، مع أن عدد النوّاب الحاضرين كان كافياً لتأمين النصاب القانوني لانتخاب رئيس.
وكان وصل الى المجلس عدد كبير من النواب من مختلف الكتل، مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، وحضر الى القاعة العامة أكثر من 75 نائبا، فدخل بدءا من العاشرة صباحا، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري و68 نائبا من الموالاة.
فؤاد السعد: يريدون اغتيالنا لاستعادة مقاعدنا
وكان معظم نوّاب الأكثرية قد انطلقوا من جناح في فندق “فينيسيا” تم استئجاره خصيصاً لتأمين حماية للنوّاب الذي يعتبرون أنفسهم عرضة لمحاولات إغتيال جديدة الهدف منها إنقاص فارق الـ10 أصوات المتبقي بين الأكثرية والأقلية.
وكان النائب فؤاد السعد، المقيم في فندق “فينيسيا”، قد صرّح لجريدة “الفيغارو” الصادرة صباح اليوم أنه يشعر بأنه معرّض للإغتيال، حيث أنه كان من نفس دائرة عاليه-بعبدات مثل النائب الشهيد أنطوان غانم. وقال: “لقد انتخبنا في العام 2005 بأصوات حزب الله. إن القتلة الذين ينفذون أوامر السوريين مقتنعون بأنهم سيستعيدون مقاعدنا إذا ما أقدموا على اغتيالنا”!!
ولم يخفِ فؤاد السعد شعوره بأن “أي مكان ليس آمناً. إذا ما ظللنا في هذا الفندق لعدة أسابيع، فسيجدون طريقة لاغتيال واحد منا”!
كما حضر الى المجلس جميع أعضاء كتلة “التحرير والتنمية” وهم بالإضافة الى الرئيس بري، النواب: علي عسيران، سمير عازار، أنطوان خوري، ميشال موسى، أنور الخليل، علي خريس، عبد المجيد صالح، أيوب حميد، علي بزي، علي حسن خليل، ياسين جابر، عبد اللطيف الزين، غازي زعيتر وناصر نصر الله، في حين دخل النواب خليل وبزي وحميد والزين الى القاعة. كذلك دخل النائب المستقل بيار دكاش ونائبا “الكتلة الشعبية” عاصم عراجي وكميل معلوف الى داخل القاعة.
وحضر أيضا نواب من كتلة “الوفاء للمقاومة” هم: حسين الحاج حسن، علي عمار، حسن فضل الله واسماعيل سكرية، والنواب أسامة سعد (التنظيم الشعبي الناصري)، مروان فارس (الحزب السوري القومي الاجتماعي) وقاسم هاشم (حزب البعث العربي الاشتراكي)، والنائب العلوي المنسحب من قوى 14 آذار مصطفى علي حسين.
صور النواب الشهداء
ووضعت صور كبيرة للنواب الشهداء، كل منهم على المقعد حيث كان يجلس، والى جانبها العلم اللبناني.
كما حمل عدد كبير من النواب صور زملائهم الشهداء، فحمل النائبان محمد الحجار وجمال الجراح لافتة تحمل صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان، النائب الشهيد جبران تويني، الوزير الشهيد بيار الجميل، النائب الشهيد وليد عيدو والنائب الشهيد أنطوان غانم، وتحمل هذه اللوحة عبارة: “غيبنا قسرا، لا تغيبوا طوعا. إنتخبوا للجمهورية، إنتخبوا لإنقاذ الوطن”.
وصول نواب بعد تأجيل الجلسة
وبعد إعلان تأجيل الجلسة، وصل الى المجلس النائب ميشال المر على رأس وفد نيابي ضم النواب: أغوب بقرادونيان، إيلي سكاف، حسن يعقوب ونعمة الله ابي نصر.
النائب جنبلاط: كم كان صائباً سمير قصير
قال النائب جنبلاط إثر خروجه من القاعة العامة: “كم كان صائبا سمير قصير عندما قال إن هناك استحالة للتوفيق بين النظام الديكتاتوري في دمشق والديموقراطية في لبنان. إن هذا ينسحب على حلفاء النظام الديكتاتوري الذين سميتهم الاحزاب الشمولية التي لا تستطيع احترام الديموقراطية، وجورج حاوي هو المقاوم الاول في الحركة الوطنية، ومي شدياق الكلمة الحرة، والأبرياء من المواطنين اللبنانيين وغير اللبنانيين الذين سقطوا شهداء أبرياء”.
وسئل عن السيناريوات المتوقعة فأجاب: “سنستمر في المواجهة السلمية الديموقراطية، وفي هذه اللحظة لن أعمل نزاعا يسمى دستوريا، ولكن من حقنا، ووفق معلوماتي، أن ننتخب رئيسا، ولكن طبعا لا نريد ان نفتح نزاعا من اجل ما يسمى التوافق. نحن نحترم إرادة البطريرك صفير، ولكن شخصيا أنا لا اؤمن بالتوافق بين النقيضين. إما إذا كان هناك من توافق فلكل حادث حديث”.
النائب فرنجية
وتلاه النائب سمير فرنجية: “يهمنا التوافق على شخص الرئيس، وأتمنى أن يتم التوافق في الجلسة المقبلة، واذا لم يتأمن فنحن ذاهبون الى انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا. إن الزميل الشهيد انطوان غانم هو النائب الثامن الذي يغتال، وقوى الثامن من آذار عليها ان تبرهن لنا انها بتعطيلها ليست من الشركاء في عملية القتل هذه التي لا تطول الا نواب الاكثرية الذين يحاولون خفض عددهم بآلية قتل تطول الجميع. من هنا ندعو الجميع الى العمل على اعادة المؤسسات الشرعية والدستورية، ونحن هنا في ام هذه المؤسسات، وعلى الجميع ان يفهم ان قوى 14 آذار هي قوى تعبر عن طموحات الشعب اللبناني الذي يريد وطنا ودولة”.
النائب ابي نصر
وتحدث النائب ابي نصر عما حصل في المجلس فقال: “حضورنا طبيعي حيث ان هناك دعوة لحضور جلسة مجلس النواب، حضرنا لنفاوض من اجل تأمين نصاب الثلثين وعندما يتأمن معنى ذلك ان هناك وفاقا، خصوصا ان النداء يدعو الى مرشح وفاقي، لهذا السبب فان المرشح الوفاقي الذي يحصل على اصوات ثلثي الاعضاء قادر ان يحكم ويوحد البلد ويبعد التحدي والتقسيم، فلا 8 تتحدى 14 آذار ولا العكس في هذا الظرف السيئ الذي تمر به البلاد سياسيا واقتصاديا. نحن هنا اليوم لنتحمل مسؤوليتنا من أجل تأمين الثلثين وان أمكن تأمين رئيس جمهورية وفاقي ليتمكن من ان يحكم”.
سئل: هل طرح العماد ميشال عون نفسه كمرشح وفاقي يساعد في هذا السياق للوصول الى حل أم هو يعقِّد الامور؟
أجاب: “عندما يطرح عون نفسه كمرشح وفاقي فذلك يعني ان مختلف الكتل يجب ان تؤيده، واذا لم تؤيده فهو اذا غير وفاقي، هناك الكثير من المرشحين يطرحون أنفسهم مرشحين وفاقيين، ولكن بنتيجة الحوار سينبثق مرشح وفاقي سواء كان عون او غيره. نحن لا نتحدى أحدا، هذا البلد لا يتحمل كسر العظم, وعلينا كنواب ان نتحدث ونتوافق ونتحاور لا أن نتمترس ضمن اقتناعاتنا، كنت أتمنى لو ان هذه الجلسة او هذا المهرجان الحواري كان منذ أشهر، لكننا وصلنا الى حل، خصوصا ان البلد على شفير الهاوية”.
النائب عطاالله
كذلك قال النائب الياس عطاالله: “شاركنا في الجلسة لنحفظ حقنا في الانتخاب في جلسة لاحقة بالنصف زائدا واحدا”.