وصفت مصادر أطلسية في بروكسيل الغارة التي شنها سلاح الجو الاسرائيلي على اهداف في سورية قبل تسعة ايام بانها غارة «تحذير واختبار» لم تهدف الى الحاق دمار واسع او اطلاق شرارة حرب.
وقالت المصادر لـ«الحياة» ان اسرائيل فوجئت بمبادرة سورية الى اعلان وقوع الحادث، في حين لم تكن البادئة بكشف احداث سابقة مثل الغارة على موقع عين الصاحب في 5 تشرين الاول (اكتوبر) 2003، او التحليق فوق قصر الرئيس بشار الاسد في اللاذقية في حزيران (يونيو) 2006. ولاحظت ان اسرائيل كانت اول من سرب او اعلن وقوع الحادثين، خصوصاً حين قالت انها استهدفت في عين الصاحب مواقع لـ»الجبهة الشعبية – القيادة العامة» ومعسكرات لـ»الجهاد الاسلامي».
وافادت المصادر ان المعلومات التي توافرت حتى الان لدى دول اعضاء في حلف شمال الاطلسي، وعلى رغم التكتم الاسرائيلي وصعوبة الحصول على معلومات من سورية، تشير الى الرواية التالية: «حلقت طائرات اسرائيلية فوق البحر المتوسط ثم في اجواء لواء اسكندرون وصولاً الى جرابلس عند الحدود السورية – التركية ودخلت الى شمال حلب باتجاه المنطقة الواقعة بين الرقة ودير الزور الى مسافة 50 كيلومترا غرب دير الزور وعادت الى منبج في شمال حلب ثم قفلت عائدة مستخدمة الطريق نفسه».
واضافت: «القت الطائرات الاسرائيلية اربعة صواريخ على المنطقة التي تعتقد اسرائيل بانها تضم منشآت معنية بتطوير الصواريخ وانتاجها بمشاركة خبراء ايرانيين وكوريين شماليين، بينها معهد للأبحاث معني بتحديث ترسانة سورية من الاسلحة الصاروخية وكذلك ترسانة حزب الله اللبناني». واكدت ان الطائرات الاسرائيلية «اطلقت اربعة صواريخ اصاب واحد منها احد المباني من دون التسبب في وقوع ضحايا بشرية».
وقالت المصادر ان «الغرض من الغارة ابلاغ سورية ان اسرائيل على اطلاع على جهود تطوير الترسانة الصاروخية وتمرير الصواريخ الى حزب الله في لبنان، وان طائراتها قادرة على الوصول الى اهدافها في العمق السوري».
ولم تستبعد ان تكون الغارة الاسرائيلية رمت الى اختبار الدفاعات السورية، وما اذا كانت دمشق قد حصلت فعلاً على صواريخ روسية جديدة من طراز ارض – جو ووضعتها في الخدمة الفعلية، لا سيما ان اسرائيل كانت تحدثت عن تسلم سورية صواريخ روسية متطورة. ورأت ان الغارة هدفت ايضاً الى اختبار المعطيات الجديدة لشبكة الرادارات السورية والتي كان السوريون اعادوا تكييفها وفق حسابات جديدة بعد حادث تحليق الطائرات الاسرائيلية فوق القصر الرئاسي في اللاذقية.
ولاحظت المصادر ان الطائرات الاسرائيلية، وهي من طراز «اف – 15»، جوبهت بنيران المضادات الارضية التقليدية العاجزة اصلا عن الحاق اذى بهذا النوع المتطور من المقاتلات. واستبعدت فرضية ان تكون العملية الاسرائيلية جزءاً من تدريبات لاستكشاف ممرات جوية يمكن سلوكها في حال اتخاذ قرار بشن غارات على اهداف في ايران.
ورفضت التكهن بشأن «خيارات الرد» السورية مرجحة ان تتم عبر طرق غير مباشرة لا تؤدي الى اندلاع نزاع مفتوح مع اسرائيل لا تبدو سورية جاهزة له حتى الآن، وان كان يصعب استبعاده في السنوات المقبلة.
لائحة المراقبة النووية
وفي روما (ا ب)، اعلن اندرو سيميل، نائب مساعد الوزير الاميركي لشؤون منع الانتشار النووي، ان سورية مدرجة على «لائحة المراقبة» النووية الاميركية، وان تقنيين اجانب موجودون في هذا البلد الذي ربما اجرى اتصالات محتملة مع مزودين للمعدات النووية.
ولم يسم سيميل هؤلاء المزودين، لكنه قال ان هناك كوريين شماليين في سورية، وهذا يعني انه لا يمكن استبعاد تورط الشبكة التي ادارها في السابق العالم النووي الباكستاني عبد القادر خان.
وكان المسؤول الاميركي الموجود في ايطاليا لحضور اجتماع بشأن «المعاهدة الدولية لمنع الانتشار النووي»، يرد على اسئلة الصحافيين حول الغارة الاسرائيلية على سورية الاسبوع الماضي.
وقال «ثمة مؤشرات الى ان شيئا ما يجري هناك. نعرف ان عدداً من التقنيين الاجانب موجود في سورية. ونعرف انه ربما جرى اتصال بين سورية وبعض المزودين السريين للمعدات النووية». وتابع «من المتوجب ان نراقب الامر عن كثب، وهذا ما نفعله. ومن الواضح ان الاسرائيليين يراقبون عن كثب ايضا».
وفي واشنطن، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في تعليق على التقارير الأخيرة عن بناء سورية منشآت نووية، أنه «يجب ان تكون لدينا سياسات لمنع الخطرين في العالم من امتلاك اخطر الاسلحة».
ولم تشر رايس الى اي احتمال لمهاجمة سورية، لكنها قالت ان الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها «لوقف مثل هذه النشاطات». واضافت: «لهذا لدينا قوة أمنية لمنع الانتشار تحاول اعتراض الشحنات الخطرة. وهذا أمر لطالما احتل اولوية قصوى على جدول اعمال الرئيس (جورج بوش) منذ توليه منصبه، ونحن نعمل على هذا الملف يومياً ونتابعه يومياً ولدينا التصميم الكافي».
وكانت محطة «فوكس نيوز» نقلت عن مصادر أميركية لم تسمها أن بحوزة الاستخبارات الأميركية «أدلة عن تقديم كوريا الشمالية مساعدة لسورية في تطوير برنامج نووية ولأغراض التسلح»، وأنها باعت دمشق في آخر الشهر الماضي منشأة نووية. وقالت المحطة أن الاستخبارات الاسرائيلية ساعدت في جمع هذه المعلومات وأن الملف الاستخباراتي وضع تحت اسم «المرج»، ويتطرق الى تفاصيل حول ارسال كوريا الشمالية اخصائيين وعلماء في التقنيات النووية الى سورية
(الحياة)