أكّدت جريدة “لوموند” اليوم، بناء على “مصدر مؤكّد” أن حوالي 100 من مقاتلي فتح الإسلام نجحوا في الفرار منذ سقوط المخيّم في 2 سبتمبر الحالي. وقد توزّع الفارّون في 13 مجموعة تضم كل منها بين 7 و10 عناصر، حسب نفس المصدر الذي فضّل عدم ذكر إسمه.
وكانت تقديرات الجيش اللبناني قد أفادت أن عدد مقاتلي “فتح الإسلام” في نهر البارد (حيث تمركزت منذ نوفمبر 2006) كان يبلغ 300 عنصراً. وقد قُتِل 45 من المقاتلين وتم أسر 24 آخرين في يوم سقوط المخيم، حسب تصريح مسؤول العمليات العسكرية في الجيش، العقيد فرنسوا الحاج. وبالإجمال، قُتِلَ 222 من “فتح الإسلام” وتم أسر 202 آخرين، حسب وزير الدفاع الياس المرّ. إن هذه الأرقام التي تشمل المقاتلين الذين قتلوا أو أسروا خارج المخيّم تعني أن عدد مقاتلي “فتح الإسلام” كان يفوق رقم 300 مقاتل الذي ذكره الجيش اللبناني.
وبعد 9 أيام من سقوط نهر البارد، يستمر الجيش اللبناني في تمشيط القرى المجاورة. وقد نجح في إلقاء القبض على عدد من الفارّين، بمساعدة أهالي القرى.
ولكن عدداً من الأسئلة يظلّ بدون جواب:
– كيف، ومتى، نجح 100 من المقاتلين، بينهم زعيمهم “شاكر العبسي” والمسؤول العسكري “شاهين شاهين” والناطق بلسان الجماعة “سليم طه”، في الإفلات من الطوق الذي ضربه الجيش بصورة محكمة جداً خلال الأسبوعين الأخيرين من الحرب؟ هل استفاد الفارّون من تواطؤات؟
– وقبل ذلك، كيف نجح أحد مسؤوليهم، “شهاب القدّور” الملقب “أبو هريرة”، في الفرار من المخيم عن طريق البحر ثم التوجّه إلى جنوب لبنان، قبل أن يتم قتله في مطلع شهر أغسطس على حاجز عسكري في طرابلس؟ وهل نجح مقاتلون آخرون في الفرار في تلك الفترة نفسها؟
– بعد 9 أيام من إفلاتهم، هل نجح المقاتلون في العثور على ملاذ آمن؟ وهل ينجم عن ذلك أن هنالك خطر وقوع عمليات إرهابية في البلاد؟ لقد وقعت في لبنان حوالي دزينة من العمليات الإرهابية المتفاوتة الخطورة في لبنان أثناء فترة القتال. وقد أعلن العقيد جورج خوري، مسؤول المخابرات العسكرية، قبل أيام، أنه ليس هنالك شك في أن الأعمال الإرهابية كانت تستهدف تشتيت جهود الجيش من أجل تخفيف الضغط عن “فتح الإسلام” في نهر البارد.