أورد موقع “القوات اللبنانية” المعلومات التالية:
في معلومات خاصة ان عددا من المزارعين من اهالي جزين وجوارها منعوا من التوجه الى ارزاقهم في مناطق جبل صافي، الرمانة، الصوانة وغيرها بواسطة مسلحين (حزب الله) يرتدون بزات عسكرية تصدوا للمدنيين بلطف، وطلبوا منهم مغادرة تلك الانحاء وعدم زيارتها مرة جديدة لأنها “اصبحت منطقة عسكرية”. وتتقاطع هذه المعلومات مع اخرى وردت من بلدات وقرى الى الجنوب من المدينة تشير الى اعتراض عدد من المزارعين من ابناء القرى، والطلب اليهم عدم العودة الى انحاء معينة وخصوصا الى محيط دير المزيرعة قرب كفرحونة لأنها اصبحت ايضا “منطقة عسكرية”.
المتداول همسا بين الاهالي ان “حزب الله” اقام مربعا امنيا ضخما في المنطقة الممتدة بين شمال مدينة مرجعيون الحدودية وجنوب مدينة جزين، وهي منطقة تضم مئات الكيلومترات المربعة وتمتد اعتبارا من قصر النائب فريد سرحال الى الجنوب من جزين، صعودا الى تلال التومات الاستراتيجية قرب بلدة عين مجدلين، وفي اتجاه تلال وهضاب قرى القطرانة والصريرة وكفرحونة نزولا الى اعالي منطقة اقليم التفاح في اللويزة ومليخ وعرمتى والريحان. وكلها اصبحت مناطق عسكرية مغلقة بواسطة قوات “حزب الله” التي تعمل في شكل متواصل وبواسطة معدات هندسية حديثة على انشاء التحصينات العسكرية من كهوف ومغاور وانفاق تحت الارض، في خط دفاعي تفوق ضخامته وتحصيناته ذلك الذي كان قائما على امتداد الحدود الاسرائيلية – اللبنانية من الناقورة غربا الى تلال شبعا شرقا، قبل صيف 2006 ، والذي نجح في انزال خسائر فادحة بالجيش الاسرائيلي اثناء محاولته الفاشلة للتقدم الى داخل الاراضي اللبنانية خلال “حرب تموز”.
وترجح المعلومات ان يكون خط الدفاع الجديد الذي يعمل “حزب الله” على بنائه اكثر تحصينا وقدرة من خط الدفاع الاول عند الحدود، لأسباب عدة في مقدمتها، حرية الحركة التي يتمتع بها المقاتلون بعيدا عن مراقبة الجيش الاسرائيلي وعيونه الالكترونية واجهزة الرصد المباشرة، اضافة الى ابتعاد المنطقة عن مراقبة القوة الدولية المعززة العاملة جنوب نهر الليطاني. اما اقرب مركز دولي الى هذه المواقع فهو في محيط بلدات دبين وبلاط في قضاء مرجعيون والتي تشرف على نهر الليطاني وتطل على “المنطقة العسكرية” المستحدثة من بعيد دون ان تدركها.
وفي تحليل هذه المعلومات ان خط التحصينات هذا ليس مؤهلا للعب دور خط دفاع عن الجبهة في حال هجوم اسرائيلي بري على محاور الجنوب، بقدر ما سيقوم بدور اسناد ناري ضخم بواسطة الصواريخ الثقيلة والبعيدة المدى من طراز “زلزال 2” و “زلزال 3”. اضافة الى عدد غير محدد من صواريخ “المطورة” والتي يتقن مقاتلو “حزب الله” في الخطوط الامامية والذين لا زالوا موجودين في قراهم وبلداتهم الجنوبية ولا يمكن ان يرحلوا عنها لأنهم من اهاليها وسكانها. ولا تستبعد مصادر هذه المعلومات ان يكون “الحزب” قد قام ايضا بمراجعة شاملة للمواجهة العسكرية الاخيرة مع الجيش الاسرائيلي، خلص بنتيجتها الى ابعاد اسلحته الصاروخية والمدفعية الثقيلة عن خط المعارك المباشرة، والأستعاضة عن ذلك بدفع مقاتليه المجهزين جيدا الى الخطوط الامامية. خصوصا ان الاسلحة الصاروخية الثقيلة لدى “حزب الله” قادرة على تأمين الغطاء والدعم الناري المطلوب لمختلف محاور جبهة الجنوب بواسطة الصواريخ المتطورة والبعيدة المدى التي يمتلكها.
وتضيف المعلومات ان طبيعة “المنطقة العسكرية” المستحدثة لجهة الاودية العميقة والمنحدرات القاسية تعوق الى حد كبير حركة الطيران الاسرائيلي وتجعل مهمته اكثر تعقيدا، علما ان القوى العسكرية لدى “الحزب” اصبحت قادرة على مواجهة الطيران الاسرائيلي المعادي بواسطة كتيبة دفاع جوي خاصة تابعت دورات عسكرية متقدمة في ايران وتدربت على استعمال صواريخ مضادة للطائرات متعددة الاستعمالات ومعدة لمواجهة الطيران على ارتفاعات مختلفة.
وبعيدا عن النظريات العسكرية ومنطق الدفاع والهجوم، تبدو الخشية لدى المطلعين على ما يجري، ان تتحول جزين وبلداتها الى ساحة لتبادل القصف والضربات المدفعية والصاروخية والقصف الجوي بين مقاتلي “حزب الله” والجيش الاسرائيلي، مما سيؤدي الى تدمير المنطقة وتهجير من تبقى من اهاليها على غرار ما جرى في انحاء مختلفة من الجنوب. لكن ما “يطمئن” في هذا الموضوع ان تلال جبل صافي والرمانة والصوانة ومحيط دير المزيرعة او تلال كفرحونة واعالي اقليم التفاح هي مناطق غابات واحراج وعرة جدا وغير مأهولة بالسكان ما خلا عدد قليل ومحدود من رعيان الماعز والاغنام، اضافة الى عدد من مقالع الصخور وكسارات الاتربة، وتاليا تنخفض نسبة تعرض المدنيين للاصابة. وبرأي محللين ان مخططي “الحزب” ربما يفعلون ذلك عمدا لتجنب سقوط خسائر بين المدنيين كما جرى خلال “حرب تموز”.
المثير في الامر ان المناطق المشار اليها “مناطق عسكرية” مستحدثة، انما كانت موضوع اخبار اعلامية في الفترة الاخيرة تحدثت عن عمليات بيع وشراء اراضي واقامة مجمعات سكنية و “مستوطنات”. وهذه البقعة الممتدة بين مثلث البقاع، جبل لبنان والجنوب انما تعد من اكثر المناطق حساسية بين الطوائف اللبنانية واكثرها اثارة للهواجس الطائفية والمذهبية، ولكن من الواضح ايضا ان تحويل المنطقة الى خط دفاع عسكري في مواجهة اي هجوم اسرائيلي يجعل الحديث عن بيع وشراء الاراضي والفرز السكاني في تلك الانحاء من المحرمات الممنوع التطرق اليها.
http://www.lebanese-forces.com/details.asp?newsid=5784