ليبيا تتهم رئيس تحرير «معا» بتخريب الأمن والاقتصاد العالمي وضرب العلاقات مع فلسطين
رام الله: كفاح زبون
بدأت النيابة العامة في رام الله أمس التحقيق في القضية التي رفعها الرئيس الليبي معمر القذافي ضد وكالة «معا» الاخبارية الفلسطينية، باستجواب رئيس التحرير ناصر اللحام لاكثر من 70 دقيقة انتهت بتوجيه 9 تهم اليه، بينها الاضرار بالاقتصاد العالمي، وتخريب الامن الداخلي الليبي، وضرب العلاقات الليبية ـ الفلسطينية، وقدح وذم الرئيس الليبي.
وكان القذافي قد قرر رفع الدعوى القضائية ضد شخص رئيس تحرير، على خلفية خبر، نشرته «معا» في 14 مايو (ايار) الماضي قالت فيه نقلا عن مصادر اوروبية رفيعة «إن الزعيم الليبي معمر القذافي أصيب الأحد بجلطة دماغية، استدعت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى، واستدعاء ابنائه».
وكان اللحام قد تلقى رسالة من محام فلسطيني، برفع الدعوى القضائية ضده، باسم الشعب الليبي، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «انا متفاجىء، وفي حيرة من امري، لم اتخيل في يوم ان يقاضيني هكذا زعيم دولة عربية كبيرة». وبعد انتهاء التحقيق معه ابدى اللحام قلقه من سير القضية ونتائجها، وقال انه رفض التهم الموجهة اليه، كما رفض الافصاح عن مصادره الخاصة التي حاولت النيابة كشفها، مؤكدا ان الحالة الصحية للزعماء العرب ليست سرا يمنع تداوله، وسبق ان تكهن الصحافيون بالحالة الصحية للرئيس الراحل ياسر عرفات، ونشروا عن مثانة ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل. واقر اللحام بانه مازال متفاجئا من التهم الموجهة اليه، لكنه قال «تحكمنا القوانين الفلسطينية، التي تحمي الصحافيين»، رغم انه لم يخف استغرابه من تجاهل نقابة الصحافيين والاجسام الصحافية الاخرى لقضيته وقال «النقابة لم تهاتفني حتى الان».
وحصلت «الشرق الأوسط» على نص الرسالة الليبية، موضوع الدعوة، وتقول «أنا الموقع أدناه عبد الرحمن محمد شلقم بصفتي أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون بالجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، قد وكلنا هذا المحامي حسن صالح نصرالله عضو نقابة محامي فلسطين، في تقديم ورفع شكوى ضد وكالة «معا» الإخبارية، ومديرها العام ناصر اللحام، حول ما نشرته (الحالة الصحية لقائد الثورة الليبية) بتاريخ 14 مايو (ايار) 2007 مسيحي. وما ترتب عليه من آثار، لدى النائب العام في فلسطين، وذلك للمرافعة والمدافعة في القضية الحقوقية المقامة منا بصفتنا المذكورة لدى المحكمة المختصة».
وأوضح المحامي في دعوته أنه «تبين أن وكالة معا هي الوكالة الوحيدة التي نشرت هذا الخبر الذي أرجعته إلى مصادرها الخاصة، وتبين أنه عار عن الصحة، ونفت الوكالة هذا الخبر بعد ظهور الأخ العقيد قائد الثورة الليبية على شاشة التلفزيون في استقبال رسمي، وألحق نشر هذا الخبر كما ذكرت الدعوة، ضررا كبيرا بالاقتصاد العالمي اثر على الاستقرار السياسي في المنطقة، كما اثر على العلاقات الثنائية بين كل من ليبيا وفلسطين، وأضر بالأمن الخارجي».
وقال شوقي العيسة محامي اللحام لـ«الشرق الأوسط» رفضنا الدعوة، والتهم الموجهة لا تتلاءم مع الحدث.
(الشرق الأوسط)