بيروت (رويترز) – أوضحت الانتخابات الفرعية اللبنانية يوم الاثنين الانقسام بين المسيحيين في لبنان بعد أن تغلب مرشح المعارضة بقيادة ميشيل عون بفارق بسيط على منافسه الرئيس السابق أمين الجميل أحد أعمدة الائتلاف الحاكم الذي يدعمه الغرب.
وأبدى الجانبان ارتياحا بعد الانتخابات التي جرت يوم الأحد في منطقة المتن شمالي بيروت ولكن النتيجة لم تعط أي مؤشرات واضحة بخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة أو تجاه انهاء جمود مستمر منذ تسعة شهور يصيب المؤسسات الحاكمة اللبنانية بالشلل.
وقال المحلل السياسي سمير قسطنطين “النتيجة لا تقفل منزل الجميل ولا توصل عون للرئاسة.”
وعون هو الوحيد الذي أعلن ترشيح نفسه للرئاسة.
واختيار رئيس للبلاد خلفا لإميل لحود الموالي لسوريا هي المعركة السياسية المقبلة بين القوى المناهضة لسوريا التي تقف وراء رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والمعارضة التي تضم التيار الوطني الحر بقيادة عون وحزب الله وحركة أمل الشيعيتين الحليفتين لسوريا.
وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق السني سليم الحص “انتخابات المتن انتهت سياسيا بلا غالب ومغلوب فكان هناك خاسر ولكن لم يكن هناك منتصر.”
وتابع “إذا كانت المعركة معركة أحجام فقد كان من شأنها فعليا تحجيم كلي المتخاصمين ولو بدرجات متفاوتة.”
وفاز مرشح المعارضة كميل خوري بفارق 418 صوتا من بين 97 ألف صوت تم الادلاء بها على المقعد المسيحي الماروني في منطقة المتن ولكن هذا الفارق أضعف مزاعم عون السابقة التي اعتمدت على نتائج الانتخابات البرلمانية عام 2005 بتمتعه بدعم 70 في المئة من المسيحيين.
وقال عون “انهم لا يستطيعون هزيمتي.”
وكان هذا المقعد أصبح شاغرا بعد اغتيال بيار الجميل في نوفمبر تشرين الثاني وهو ابن الجميل الذي اعتمد في حملته الانتخابية على تحريك المشاعر متهما عون بالسعي لاعادة الوصاية السورية.
ولكن تراجع شعبية عون الذي ربما يرجع للخوف المسيحي من الاتفاق الذي توصل إليه مع حزب الله عام 2006 يهديء نوعا ما من الهزيمة التي مني بها الجميل.
ويرأس الجميل حزب الكتائب الذي أسسه والده في الثلاثينات ولعب الحزب دورا مهما في الحرب الأهلية في لبنان من عام 1975 إلى عام 1990 ولكنه متحالف الآن مع الفصائل السنية والدرزية والمسيحية المناهضة لسوريا والتي يقودها سعد الحريري ابن رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل.
والائتلاف الحاكم مدعوم من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية.
وأسفرت الانتخابات الفرعية على مقعد السنة في بيروت والذي أصبح شاغرا بعد اغتيال النائب السني وليد عيدو في هجوم بسيارة ملغومة في يونيو حزيران عن فوز سهل لمرشح الحكومة.
وعلقت عناوين الصحف اللبنانية عن النتيجة في منطقة المتن.
وقالت صحيفة المستقبل الموالية للحكومة “ثلثا أصوات الموارنة للجميل ومقعدهم لعون ب 418 صوتا” مشيرة إلى أن الناخبين الأرمن رجحوا كفة عون.
أما صحيفة السفير الموالية للمعارضة فقالت “المتن يهزم بالديمقراطية أمين الجميل ومعه “الأكثرية”.”
وقالت صحيفة ديلي ستار الناطقة بالانجليزية إن الحملة الانتخابية “خلت من المناقشات الجادة للقضايا السياسية” ولم تتعلق بالمصالحة الوطنية.
وقال الحص إن الانتخابات الفرعية أثبتت من جديد “أن استحقاقات لبنان الديمقراطية تأتي في كل مرة لتبرهن أن الديمقراطية في لبنان انما هي وهم وسراب فالحكم فيها للمال والعصبيات والانفعال فكان الحاسم في المعركة الضرب على أوتار المال والمذهبية ودم الشهداء وليس هذا من الديمقراطية في شيء.”
وكانت عملية التصويت هادئة بشكل عام ولكن القوات فضت عدة اشتباكات بين أنصار المعسكرين المسيحيين المتنافسين. وأصيب شخصان بأعيرة نارية.
وأشاد السنيورة بالانتخابات الفرعية السلمية ووصفها بأنها رد متحضر على الاغتيالات السياسية. وقال “الديمقراطية في لبنان ستنتصر على الارهاب.”
تغطية المعركة كما أوردتها جريدة “الحياة” تبدو متوازنة بالمقارنة مع تغطيات معظم الصحف اللبنانية:
*
الارقام تبدل خريطة الاحجام في الشارع المسيحي بعد الدور الحاسم للصوت الارمني… وانتصار سهل لـ «تيار المستقبل» في بيروت … جدل حول نتيجة المتن وعون يعلن فوزه… وتأييد ماروني واسع للجميّل
بيروت الحياة – 07/08/07//
بقيت نتائج انتخابات المتن الشمالي معلقة ليل أمس بعد ان أعلن العماد ميشال عون فوز مرشحه الدكتور كميل خوري في مواجهة الرئيس السابق الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل، الذي أعلن بدوره في مهرجان خطابي «اننا انتصرنا والشعب المسيحي أعطى ثقته لنا…»، داعياً إلى عدم استباق النتائج التي ستعلنها لجان القيد الانتخابي رسمياً.
وانتهت انتخابات المتن الشمالي الفرعية لملء المقعد الماروني الشاغر باغتيال النائب والوزير بيار الجميل إلى نزاع حول النتائج، حيث أعلن حلفاء العماد عون فوز مرشحه بأرقام تتراوح بين 164 و600 صوت. وطالب أنصار الجميل بإلغاء أحد الصناديق، وقال الأخير ان تزويراً حصل في أحد أقلام الاقتراع في منطقة برج حمود الأرمنية التي يعود النفوذ فيها إلى حزب الطاشناق الحليف لعون.
وبغض النظر عن الإعلان الرسمي للنتائج، أظهرت نتائج الفرز في انتخابات المتن الشمالي موجة سياسية – شعبية جديدة من التأييد للجميل، خصوصاً في صفوف الطائفة المارونية التي تشكل أكثرية الناخبين في هذه الدائرة الانتخابية، حيث حصد الجميل أكثر من 60 في المئة من أصواتها.
وإلى ان يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ما يخص النتائج فإن حصيلتها السياسية أثبتت ان الناخب المسيحي والماروني بخاصة، خذل العماد عون الذي كان حصل على فارق ناهز الـ26 ألف صوت في انتخابات العام 2005 التي دفعته إلى الإعلان ان لديه وكالة عن 70 في المئة من المسيحيين، ما يخوّله لأن يكون المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الجمهورية التي يبدأ استحقاق الانتخابات فيها في 25 أيلول (سبتمبر) المقبل.
وكانت الشعارات السياسية الكبرى للأزمة السياسية اللبنانية والتي رافقت معركة الانتخابات الفرعية التي أُجريت أمس في دائرتي المتن الشمالي وإحدى دوائر بيروت الثلاث أمس، رفعت نسبة المشاركة في منطقة المتن إلى زهاء الخمسين في المئة، وأبقت على برودتها في بيروت حيث كانت المعركة محسومة أصلاً لمرشح تيار «المستقبل» محمد الأمين عيتاني مقابل مرشح المعارضة ابراهيم الحلبي، ما جعل المنازلة في المتن تتحول إلى محط الأنظار فتخطف الاهتمام الإعلامي والسياسي نظراً إلى ما أظهرته من تبدل في توزيع القوى الانتخابية، قياساً إلى نتائج الانتخابات العامة في العام 2005، ما جعل أرقام المقترعين لكل من الجميل في مواجهة مرشح التيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد عون الدكتور خوري متقاربة. وأفادت المعلومات الأولية غير الرسمية التي صدرت ليل أمس عن نتائج الفرز في المتن (348 قلماً) ان الفارق بضع مئات. وظهر قبيل التاسعة ليلاً العماد عون على شاشة التلفزيون ليعلن فوز مرشحه كميل خوري وليطلب من أنصاره ونواب تكتله التوجه إلى سرايا الجديدة في ساحل المتن من اجل التجمع هناك تحسباً لإمكان إلغاء أحد صناديق الاقتراع نتيجة اعتراضات تردد أنها من قبل ماكينة الجميل الانتخابية على قانونيته.
الجميل
وقال الجميل في مهرجان خطابي عفوي أمام حشد من المناصرين في دارته في بكفيا شارك فيه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده: «أقول لكم مبروك لأننا انتصرنا وكذبة أول نيسان انكشفت، والشعب المسيحي في لبنان والمتن قال كلمته واعطانا الأكثرية الساحقة لنعبر عن رأيه ومشاعره. المسيحيون في المتن وباسم كل الجبل قالوا كلمتهم واعطونا ثقتهم في هذه الانتخابات بالذات. هذا هو الانتصار. اضافة الى ذلك، من يعلن انه انتصر فلينتظر على الأقل النتيجة وينتظر لجان القيد لتعطي القرار النهائي ولا يستبق، لأنه في النهاية نحن انتصرنا». وأضاف: «اكتشفنا بالعين المجردة عملية تزوير طويلة عريضة عند الطاشناق وضبطناهم بالجرم المشهود، اذ وجدنا المغتربين والموتى يصوتون ولا نعرف من أين سيأتون بأناس تصوت بعد، وقدمنا شكوى أمام القضاء المختص والمشرفين على الانتخابات، اذ ذهب مواطن ليصوت فوجد أحداً صوت مكانه هذه هي طريقة الانتخابات التي يمارسها الطاشناق».
وتابع: «هذا الموضوع لن نقبل به بعد اليوم على الاطلاق، نريد ان تكون الانتخابات ديموقراطية مئة في المئة ولنا الثقة بالقضاء وسنقبل بقراره، لكن، لا احد يستبق الامور اولاً باعلان النتائج التي لا تعلن الا من الموقع الرسمي، وكل واحد يعلن انتصاراً يكون ذلك تزويراً ووهماً». وأكد أن «الجبل قال كلمته، والوطن قال كلمته والساحل قال كلمته الكلمة كانت كلمة الحق، كلمة لبنان، لا الطامعين بلبنان والحالمين بعودة الهيمنة.
وناشد المناصرين وحلفاء 14 آذار الى عدم الانجرار الى «صدامات يحاول البعض جرنا اليها، ونحن نريد ضبط النفس، خصوصاً في الساحل حيث دعا البعض الى تجمع، وقد يقومون غداً بعصيان ومخيم جديد في ساحل المتن». وشدد على «أننا لا نريد صدامات، فنحن أم الصبي والانتصار الذي حققناه اليوم نريد الاحتفال به بشكل حضاري ونتجنب أي صدام يحاول البعض ان يدفعنا اليه».
ودعا الى «انتظار النتائج بهدوء، وإلى اعادة الانتخابات في برج حمود».
جنبلاط
وقال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط إن «النتائج لم تصدر رسمياً بعد، لكن بحسب نتائج الماكينات الانتخابية هناك 300 صوت فارقاً لمصلحة ما يسمى ميشال عون، إذاً برأيي السياسي، أسطورة ميشال عون بالتمثيل الأحادي للمسيحيين انتهت وربحنا معركة، ربحنا في السياسة، ربح أمين الجميل المعركة في السياسة وربح الخط السيادي الاستقلالي في السياسة، أما من صوّت ومن لم يصوت فهذا أمر ثانوي. لقد سقط ميشال عون في السياسة على رغم كل تحالفاته الداخلية والخارجية والمجنسين وادلب وغير ادلب، وانتصرنا نحن في السياسة، هذه فقط مرحلة في الطريق الطويل من اجل اعادة الاستقلال والسيادة للبنان».
وعن امكان استثمار هذا الانتصار في المرحلة المقبلة، وهل هو رفع غطاء مسيحي عن ميشال عون قال جنبلاط: «المرحلة المقبلة تعطي لقوى 14 اذار فرصة أكبر وأقوى لاختيار رئيس الجمهورية من فريقهم، هذا، اللهم إذا سمح النظام السوري بأن تجرى الأمور وفق المواعيد الدستورية. هذا امر مرهون بالظروف».
وقال عن توقعه لرد عون: «كالعادة نعرفه منذ كان في العسكر جنرالاً أو رقيباً أول فاشلاً وفي السياسة فاشلاً، كالعادة يحرك الغرائز. انتصرنا بهدوء، ورحمة الله عليك يا بيار الجميل كنت معنا وستبقى وانتصرت».
وعن قراءته للتصويت الأرمني، قال جنبلاط: «الطائفة الأرمنية لبنانية عريقة ولن ادخل في التفاصيل التي تحاول التمييز، هم لبنانيون، بعضهم اختار مساراً سياسياً معيناً لا يتفق مع المسار السياسي السيادي، اعتقد أن هذا خطأ سياسي، لا يجوز الدخول في التمييز العرقي أو الطائفي. هذا خيارهم، في يوم ما سنلتقي».
وعن عبارة «تسونامي» التي أطلقها جنبلاط عام 2005 عن عون؟ قال: «آنذاك كانت هناك حسابات عاطفية خاطئة، اليوم عادت الحقيقة الى مجراها الطبيعي وعلم المواطن المتني واللبناني من هو الذي يصوت ويثابر على الخط السيادي والاستقلالي ومن ضحى- أمين الجميل ضحى وجمينا ضحينا معه في بيار الجميل – ومن ذهب الى تحالفات مشبوهة مع «حزب الله» وسورية ويحاول استغلالها، فشل في تلك التحالفات، وبالتالي الفشل لميشال عون السياسي وفشل للنظام السوري ولأطماع ايران في لبنان».
وعن المرحلة المقبلة، قال جنبلاط: «نحن نواجه مجموعة من المجرمين لها ممثلون في الداخل سقطوا في امتحان المتن، ومجرمون في الخارج أي النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيون. الى أي درجة الاجرام عند الايرانيين؟ طبعاً الايراني لبق في كل شيء، لكن السوري سيحاول تعطيل كل شيء حتى الاستحقاق الرئاسي لئلا يستقر لبنان».
وسئل: هل تخشى ان يكون هناك اندفاع الى الشارع للاحتكام إليه؟ أجاب جنبلاط: «ان الذي نادى بالاحتكام الى الشارع هو عون، وعلينا ان نفوت عليه الفرصة وألاّ نلجأ الى عبارات عاطفية».
ونتيجة دعوة عون مناصريه للتوجه الى سراي الجديدة، احتشد مناصروه هناك فتداعى كتائبيون ومناصرون لـ «القوات اللبنانية» الى المكان نفسه، وانتشرت القوى الأمنية في المنطقة للفصل بين الجانبين وسط رفع كل من الفريقين أعلام حزبه وإطلاق الهتافات. وانضم مناصرون لحزب الطاشناق الى المتجمعين. وفي وقت لاحق مساء دعا عون انصاره الى التفرق والعودة الى بيوتهم.
وصدر عن وزارة العدل بيان اكد ان النتائج الرسمية تصدر عن لجان القيد (مؤلفة من قضاة) التي ما زالت تعمل عليها.
وأدى التوتر في الشارع الى ظهور الجميل وإلى جانبه رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على شاشات التلفزة مجدداً فدعيا الى التهدئة وعدم الانجرار الى صدامات. وقال جعجع: «نحن سنقبل بالنتائج الرسمية التي تعلن من الجهات المختصة اياً كانت». ودعا مناصري قوى 14 آذار إلى التزام الهدوء وأن يبقوا في منازلهم، «فنحن قادرون على ان نربح بالقانون وحده. وأتمنى على كل الفرقاء ألا يلجأوا الى العنف حين يجدون انهم لن يتمكنوا من الربح في صندوق الاقتراع».
معركة حامية
وكانت خلال النهار شهدت على حماوة المعركة في المتن الشمالي التصريحات النارية لأقطاب القوى المتنافسة والحملات الإعلامية المتبادلة التي رافقت اليوم الانتخابي الطويل، لأن المعركة دارت على إثبات كل فريق حجمه في الساحة المسيحية، التي تمثل دائرة المتن نموذجاً مهماً عنها، نظراً إلى ان أعداد الناخبين المسلمين فيها لا تذكر. وتقاذف الفريقان الاتهامات. أنصار عون اتهموا الجميل وحلفاءه في قوى 14 آذار بالخضوع للحليف السني النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، وقوى الأكثرية اتهمت عون بالخضوع للحليف الشيعي «حزب الله» وإيران.
وفيما أشاع كل من فريقي المنافسة في المتن الشمالي، الكتائب وحلفاؤه المسيحيون في قوى 14 آذار والأكثرية والتيار العوني وحلفاؤه النائب ميشال المر وحزب الطاشناق والحزب السوري القومي الاجتماعي، أجواء الاطمئنان إلى ان النتيجة ستأتي لمصلحته، خلال النهار، فإن أوساط الجميل استندت في ذلك إلى تقلّص الفارق بينه وبين مرشح عون، بالمقارنة مع انتخابات العام 2005 والى تفوقه على «التيار الوطني الحر» في عدد من أقلام الاقتراع المخصصة للطائفة المارونية التي تشكل الكتلة الأكبر في الدائرة (73413 من اصل 165650 ناخباً)، فإن أوساط عون تفاءلت بقدرتها على توسيع الفارق في أقلام الاقتراع في الأقلام التي صوّت فيها الناخبون الأرثوذكس بدعوة من حليفه المر، وأقلام الاقتراع الأرمنية حيث النفوذ الأكبر هو لحزب الطاشناق.
ومع إقفال صناديق الاقتراع التي أظهرت ارتفاعاً في حجم الاقتراع الأرمني عن مستوى التقديرات التي سبقت العملية الانتخابية (إذ فاقت المشاركة الأرمنية الـ8 آلاف صوت، بعد ان كانت التوقعات إلى حدود 6500 مقترع) ما أدى إلى قفز الاستنتاجات لدى حلفاء عون بأن مرشحه سيتفوق على الجميل. أما أوساط الجميل وحلفائه فبدت أكثر حذراً إذ تحدثت عن تقدم أحرزه في أقلام الاقتراع في أعالي المتن ووسطه، وبعض الساحل، لا سيما في الأقلام المارونية، لكنها دعت إلى انتظار نتائج الفرز في أقلام برج حمود الأرمنية التي ترجح أرقامها كفة المرشح خوري أم لا.
وقبيل إقفال الصناديق في السادسة مساء أصدر المكتب الانتخابي للجميل بياناً أشار فيه إلى حصول مخالفة في أحد الأقلام في منطقة برج حمود، معقل حزب الطاشناق، حيث قام أحد المواطنين الأرمن بالتصويت للمرة الثانية، وأن رئيس القلم تنبه إلى الأمر مشيراً إلى انها «واحدة من وقائع التزوير التي ضبطت في عدد من أقلام برج حمود وسنعلن عنها تباعاً بعد التحقق من الشكاوى».
وتردد ان تمكن الجميل من تقليص الفارق بينه وبين مرشح عون في الأقلام المارونية وتفوقه في بعضها قياساً إلى الانتخابات الماضية، بحيث لم يعد يتمتع بصفة «تسونامي» التي أطلقت عليه العام 2005، هو الذي دفع بمعاوني عون بعيد الظهر إلى الطلب من حزب الطاشناق مضاعفة جهده لرفع المشاركة الأرمنية، وان ماكينة الطاشناق تمكنت من جلب المزيد من الناخبين بين الثانية والرابعة والنصف.
وكانت شعارات التعبئة السياسية والخطابات والتصريحات الرنانة شحنت الإقبال على الاقتراع بالمزيد من الحماسة في المتن. وانطلقت المعركة الانتخابية السابعة صباحاً على وقع هذه الحملات. وزار الجميل ترافقه زوجته جويس، في مسقطه بكفيا، ضريح نجله بيار وإلى جانبهما أرملته باتريسيا وأدوا الصلاة أمامه، وأكد الجميل الوفاء لمعنى شهادته.
وقالت السيدة جويس الجميل انهم يريدون سرقة مقعد نائب شهيد اعطى حياته لهذا البلد، واعتبرت ان التيار الوطني الحر يستخف بعقول المتنيين عندما يطلب منهم التصويت لشخص لا يعرفونه.
ورد العماد عون على أنباء تلفزيونية عن ان حليفه النائب المر أعطى الناخبين من أنصاره حرية الاقتراع (ولم يصر عليهم ان ينتخبوا مرشح عون) بالقول ان الحلف بين تياره والطاشناق والنائب المر متماسك ولن تهزه الإشاعات. ورد على اتهامه من إعلام الأكثرية بأنه بفضل حلفه مع «حزب الله» يتحالف مع سورية، قال عون: «من أدخل السوريين ومن نسّق معهم؟ أليس بيار الجميل جد الشهيد بيار الجميل. ألم يكن الشيخ أمين معه؟» وهاجم رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي انتقل الى المتن الشمالي لمناصرة الجميل حيث عملت ماكينة «القوات» الانتخابية الى جانب ماكينة الكتائب.
وقال عون إنهم عندما استنجدوا بسورية كنا نحن ضدها. وقال ان تاريخ امين الجميل كله تعاون مع الخارج.
وعاد الجميل فرد على عون بالأسف «للجوء العماد عون منذ بداية المعركة الى منطق متدن وكنا نتمنى ان يبقى على مستوى أخلاقي عال…»، واعتبر الاستحقاق مفصلياً لمجرد ان هناك احزاباً عقائدية تلتزم الموقف السوري معنية بالمعركة لا سيما «حزب الله» والحزب السوري القومي الاجتماعي وكذلك حزب البعث وأحزاب أخرى ولاؤها لسورية تخوض المعركة ضدنا وإلى جانب التيار العوني.
ووزع الكتائبيون ورودا بيض على الناخبين، فيما عاد جعجع ورد على عون بالقول: «عيب ان يستغل البعض الماضي والنعرات الطائفية من اجل معركة انتخابية، وقال: «ان تهميش المسيحيين ينتهي بانتخابات رئاسة الجمهورية جواباً على اتهام الأكثرية بتهميشهم بالتحالف مع تيار «المستقبل».
ورد النائب المر على إشاعات عدم خوضه المعركة الى جانب عون بوضوح بالتأكيد انه مع «التيار الوطني الحر» داعياً وسائل الإعلام إلى عدم التشكيك بتحرك ماكينته الانتخابية.
واستحضر الفريقان على الصعيد الإعلامي أسلحة عدة. فبث تلفزيون «المستقبل» وتلفزيون «ال بي سي» شريطاً التُقط في منطقة المصنع الحدودية مع سورية لمجنّسين أتوا بالباصات وقالوا إنهم قدموا من محافظة أدلب، وأوضحوا انهم جاؤوا لانتخاب سماحة السيد حسن نصر الله، وحين قال لهم المذيع انه غير مرشح، صحح أحدهم بالقول: مرشح العماد عون…
أما في بيروت التي أُجريت عمليات الاقتراع فيها بهدوء تام، فقد شهدت الأقلام السنية إقبالاً نسبياً وكان انتشار تيار «المستقبل» هو الطاغي مقابل ماكينة المرشح المعارض، الحلبي. أما الأقلام الشيعية والمسيحية فكان الإقبال فيها شبه منعدم. وكان بعض الناخبين الذين صوتوا لمرشح «المستقبل» عيتاني واثقين من فوزه الى درجة اخذوا معها يسألون عن أنباء معركة المتن. وأكدت مصادر المستقبل انه بعد فرز 249 من أصل 250 قلم اقتراع فاز مرشحه عيتاني بـ 22985 صوتاً فيما حصل مرشح المعارضة على 3568 صوتاً.
وقال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان اللبنانيين أثبتوا تمسكهم بالنظام الديموقراطي والوسائل السلمية والحضارية بوجه الاغتيال والإرهاب، وأثبتت مؤسسات الدولة انها تطبق القانون بحيادية وتحترم الاختلاف في الرأي.
نجح مرشّح عون وسقطت أسطورة الـ70 بالمئة من التمثيل المسيحيإن الجنرال عون لم يكن يريد أن يخوض معركة المتن خوفاً على الأسطورة التي ألبسها لنفسه أنه يمثل الزعامة المسيحية بنسبة سبعون بالمئة . ولهذا أعلن عقب مقتل الوزير بيار الجميل أنه لاينوي خوض معركة المتن تضامناً مع إسرة الشهيد خاصة وأنه قد تخلى طوعاً في انتخابات العام 2005 عن مقعد في لائحته الأنتخابية لصالح بيار الجميل ، ولهذا فليس بنيته مزاحمة عائلته على هذا المركز أو العودة عن قراره الذي كان قد اتخذه في هذا الشأن . إلا أن الإغراءات المالية الإيرانية قبل أيام من إنتخابات المتن الأخيرة دفعت ميشال… قراءة المزيد ..
نجح مرشّح عون وسقطت أسطورة الـ70 بالمئة من التمثيل المسيحيIn beirut, which was called a red line by hariri, only 16%participation which means clearly sunnit are not buying hariri’s fake propaganda anymore. And in metn, participaiton was only 47% and with lots of bribe money spent to make AOUN lose, and with the known heavy backup push of amine gmayel by the USA ,israel and saudi arabia to wipe the existence of aoun…BUT STILL amine el gmayel an ex president,leader of the phalanges and a father of a murdered child(that he used as an emotional push up to win the… قراءة المزيد ..