كشفت مصادر وثيقة الصلة بوزارة الخارجية الفرنسية ل”نهارنت” جانبا من محادثات الموفد الفرنسي جان كلود كوسران في كل من دمشق وطهران، مشددة على أن الزيارتين هدفتا الى تأكيد السياسة الفرنسية المعروفة، ولم تتضمنا أي إشارة لكل من سوريا وإيران يمكن تفسيرها على أنها تحول في السياسة الفرنسية المؤيدة للحكومة اللبنانية والداعمة لها.
وبحسب المصادر فإن الخارجية الفرنسية، وبتوجيهات من قصر الإليزيه، طلبت من كوسران إبلاغ سوريا موقفا فرنسيا شديد اللهجة بضرورة التوقف عن الرهان على “صفقة” مع المجتمع الدولي على حساب لبنان.
وأكدت المصادر الفرنسية أن كوسران أبلغ كلا من نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم “إنذارا قاسيا” بضرورة التعاطي بايجابية مع الجهود الفرنسية والعربية الهادفة الى بناء الاستقرار في لبنان.
وشددت على أن كوسران كان في غاية الصراحة والوضوح مع القيادة السورية فأبلغها موقفا فرنسيا صارما يقوم على أن زيارته تعتبر بمثابة الفرصة الأخيرة للمسؤولين السوريين من أجل تغيير أسلوب تعاطيهم مع لبنان، وبأن مثل هذه الزيارات لن تتكرر في المستقبل ما لم تقدم سوريا دلائل حسية وعملية على تغيير سلوكها في لبنان والمنطقة.
وحرصت الخارجية الفرنسية على تكليف موفدها الى دمشق بضرورة إبلاغ القيادة السورية بأن السياسة الفرنسية غير قابلة للتغيير في مرحلة ما بعد الرئيس شيراك، وبأن كل ما في الأمر أسلوب آخر، مشددة على أن الرئيس نيكولا ساركوزي ليس من الذين يسددون الأثمان السياسية المسبقة وإنما هو من الذين يقبضون الأثمان سلفا.
وختمت المعلومات بأن كوسران حرص على تحذير المسؤولين السوريين من مغبة استخدام الزيارة أمام الراي العام خارج إطارها الحقيقي والصحيح.
وكان كوسران رفع الى وزارة الخارجية الفرنسية تقريرا عن نتائج زيارته الى طهران ضمنه انطباعاته على الاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين الإيرانيين.
وجاء في التقرير بحسب المصادر الوثيقة الصلة بالخارجية الفرنسية أن المحادثات تأثرت بالمواقف من حزب الله التي صدرت عن الرئيس نيكولا ساركوزي والناطق باسم الرئاسة دافيد مارتينون.
وأضاف كوسران في تقريره أن الإيرانيين لا يشاركون فرنسا نظرتها الى لبنان.
وأكد أنه أبلغ المسؤولين الإيرانيين أن باريس ليست في وارد تسمية مرشحين للرئاسة ولا في وارد التدخل لتحديد شكل الحكومة اللبنانية.
ولفت الى أن القيادة الإيرانية متضامنة مع القيادة السورية لناحية رفض البحث بأي حكومة معارضة لسوريا في لبنان.
واشار الى أن ايران لا تريد الفراغ الدستوري أو الأزمة ولكن من دون أن تعتبرهما خطا أحمر.
وشدد على أن إيران تعتبر نفسها قوة إقليمية كبرى وهي تتعاطى مع لبنان على هذا الأساس، ومن زاوية استراتيجية بعيدة المدى تأخذ في الاعتبار الاعتبارات الديموغرافية والاقتصادية والسياسية لحزب الله في لبنان.
باريس – نهارنت – خاص: