واشنطن: طلحة جبريل ومنير الماوري
افاد تقرير استخباراتي ان تنظيم القاعدة في العراق يعمل حالياً على الاعداد لهجوم على اهداف في الاراضي الاميركية. وقال تقرير نشره مركز «ناشونال انتلجنس استميت»، وهو مركز حكومي، ان القاعدة في العراق التي لم تشكل حتى الآن تهديداً للاراضي الاميركية يمكنها ان تفعل ذلك في المستقبل القريب. واشار التقرير الى ان هذا التنظيم هو الوحيد الذي عبر عن عزمه مهاجمة الاراضي الاميركية. وقال التقرير إن القاعدة ساعدت تنظيمها في العراق على توسيع قاعدة المتطرفين السنة في البلاد، ووظفت امكانيات عديدة بهدف مهاجمة الاراضي الاميركية.
وتضمن التقرير المبني على تقديرات محللين يعملون في 16 وكالة استخبارية أميركية الإشارة إلى أن تنظيم القاعدة في العراق الذي لم يشن حتى الآن أي هجمات داخل الأراضي الأميركية يمثل مشكلة كبيرة في المستقبل القريب ويمكن أن يتفاقم خطره ليصل إلى الأراضي الأميركية. ونشر مركز «ناشونال انتلجنس استميت» بعض تقاريره على الرأي العام في اميركا، لكن في بعض الحالات فقط». ونشر التقرير بعد ستة اعوام من اعلان الرئيس جورج بوش «الحرب على الارهاب» غداة اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وجاء في التقرير «نعتبر ان المجموعة حافظت على عناصر اساسية من قدراتها الهجومية في الاراضي الاميركية او اعادت بناءها وهي: قاعدة في المناطق القبلية الباكستانية وعناصر عاملة وقيادتها».
واضاف «رغم اننا لم نعثر في الولايات المتحدة سوى على حفنة من الافراد مرتبطين بمسؤولي القاعدة منذ 11 سبتمبر، نعتقد ان القاعدة ستكثف جهودها لارسال عناصر اليها».
وذكر في واشنطن ان البيت الابيض تعمد نشر هذا التقرير بالتزامن مع مواصلة الكونغرس بحث موضوع سحب القوات الاميركية من العراق، لكن توني سنو الناطق الصحافي باسم البيت الابيض قال امس «ان المركز نفسه طلب منه الحضور الى جلسة استماع لذلك بادر الى نشر تقريره بالكيفية التي يراها». واضاف يقول «نحن لم نضع التقرير في الدرج وقلنا لننتظر الوقت الملائم». مشيراً الى ان البيت الابيض يود تذكير الناس بوجود تهديد ارهابي حقيقي. غير ان المنتقدين يقولون إن البيت الابيض استعمل التقرير كدليل على ان البلاد يجب ان تواصل مطاردتها لتنظيم القاعدة في العراق وافغانستان. ويقول التقرير إن الجهد العالمي ضد الارهاب منذ عام 2001 حد من قدرة القاعدة مهاجمة الولايات المتحدة من جديد وأقنع المنظمات الارهابية بان الاراضي الاميركية اصبحت هدفاً صعب المنال. وقال التقرير الاستخباري أميركي أن أجهزة الامن الأميركية تتوقع هجوما للقاعدة داخل الأراضي الأميركية بعد أن عززت الشبكة اتصالاتها وقدراتها في العراق وباكستان، لشن هجمات خارجية. ونقلت وكالة أشوشيتد برس الأميركية مقتطفات من التقرير يتضمن المخاطر التي تواجهها الولايات المتحدة بدء بالقاعدة وحزب الله اللبناني وانتهاء بالجماعات الاصولية والراديكالية غير الإسلامية. ولكن التقرير يشير إلى أن خطر أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة مازال هو الخطر الداهم.
ويرجح التقرير أن تركز القاعدة في هجماتها المرتقبة على معالم اقتصادية وسياسية بارزة في الولايات المتحدة لتجعل منها أهدافا للهجوم وتسقط فيها أعدادا كبيرة من الضحايا، علاوة على إلقاء الرعب والخوف في نفوس الأميركيين.
وجاء في التقرير إن القاعدة تمكنت بالفعل من استعادة قدراتها السابقة عن طريق إيجاد ملاذ آمن لقادتها في المناطق القبلية داخل باكستان، كما أستعاد قادتها الميدانيون قدراتهم واتصالاتهم بالخلايا النائمة. ولم يستبعد التقرير أن يستمر قادة القاعدة في محاولاتهم للحصول على أسلحة دمار شامل كيماوية أو بيولوجية وربما نووية كما أنهم لن يترددوا في استعمالها إذا ما حصلوا عليها.
وتضمن التقرير أيضا الإشارة إلى حزب الله اللبناني بأنه يمكن أن يهاجم الولايات المتحدة داخل أراضيها إذا ما شعر الحزب بأنه مهدد أو أن إيران الداعمة له تتعرض لتهديد أميركي. وتطرق التقرير إلى جماعات غير إسلامية قد تهدد الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاث المقبلة لكن التقرير قلل من حجم تهديدها ولم يحدد أيا منها بالاسم.
(الشرق الأوسط)