للمرة الثانية في أسبوع، لجأ البابا بينيديكتوس السادس عشر الى تصحيح ما وصفه بتفسيرات خاطئة للمجمع الفاتيكاني الثاني، مؤكداً مجدداً اولية الكنيسة الكاثوليكية، واصفاً الكنائس الاخرى بأنها اما ناقصة واما غير حقيقية.
وصادق بينيديكتوس السادس عشر امس على وثيقة لمجمع العقيدة والايمان، تكرر تعاليم الكنيسة في شأن علاقات الكاثوليك مع المسيحيين الآخرين.
وكانت واحد من التطورات الاساسية للمجمع الفاتيكاني الثاني، “القداس الجديد” باللغة العامية ليحل محل “القداس القديم” باللاتينية. لكن البابا اعاد احياء “القداس القديم” معتبراً انه من الخطأ ان يحرم الاساقفة المؤمنين اياه لأنه لم يلغ.
وقد رحب الكاثوليك التقليديون بالخطوة، في حين وضعها الليبراليون منهم بأنها تراجع عن المجمع الفاتيكان الثاني.
وطالما شكا بينيديكتوس السادس عشر، الذي حضر المجمع الفاتيكاني الثاني عندما كان لاهوتياً شاباً، مما يصفه بالتفسيرات الخاطئة لليبراليين لهذا المجمع، قائلاً انه لم يشكل انقطاعاً مع الماضي، وانما تجديداً لتقليد الكنيسة.
وجاء في الوثيقة ان “المسيح اقام هنا على الارض كنيسة واحدة”، وان المجموعات الاخرى “لا يمكن تسميتها “كنائس” بالمعنى الصحيح” لانها تفتقد الخلافة الرسولية. اي القدرة على اقتفاء اثر اساقفتهم حتى الرسل الاصليين للمسيح – ولذا فان رسم كهنتهم ليس سليماً.
أما الكنائس الارثوذكسية، فاعتبرت الوثيقة أنها “كنائس” فعلاً لأنها لديها الخلافة الرسولية، مما يجعلها تتمتع “بعناصر كثيرة من القداسة والحقيقة”. لكنها أضافت انها تفتقر الى شيء ما لأنها لا تعترف بأولية البابا، وهو نقص أو “جرح” يضر بها.
وفي حين ان الوثيقة لا تنطوي على جديد على صعيد العقيدة، فانها أثارت انتقادات سريعة من البروتستانت واللوثريين وطوائف مسيحية أخرى نشأت من اصلاحات القرن السادس عشر.
وقال التحالف العالمي للكنائس الاصلاحية في رسالة بعث بها الى المسؤول المسكوني لدى الفاتيكان الكاردينال وولتر كاسبار ان هذه الوثيقة “تجعلنا نتساءل عن جدية الكنيسة الكاثوليكية في الحوار مع العائلة الاصلاحية وعائلات اخرى للكنيسة… وتجعلنا نتساءل هل اننا في الحقيقة نصلي معاً من أجل الوحدة المسيحية”.
وقال أسقف اللوثريين في ألمانيا فولفغانغ هوبر، إن الفاتيكان لم يأخذ في الاعتبار على ما يبدو “الاحترام المتبادل لوضع الكنائس” التي يتطلبها التقدم المسكوني. وأضاف في بيان عنوانه “فرصة ضائعة” انه “كان كافياً تماماً لو قيل إن الكنائس الاصلاحية ليست كنائس بالمعنى المطلوب هنا، أو انها كنائس من نوع آخر، لكن أياً من هذه الجسور لم يستخدم في الاجوبة”.
أ ب