جهاز “دي إس تي” الفرنسي “متشائم صراحةً” في ما يتعلّق بالتهديد الإرهابي الذي تواجهه فرنسا حالياً، حسب صحيفة “الكنار أنشينيه” الصادرة اليوم الأربعاء. وتنسب الصحيفة معلوماتها إلى تقرير سرّي لجهاز مكافحة الإرهاب تم إعداده في يوليو. ويعتبر التقرير إن مشاركة فرنسا عسكرياً في حرب أفغانستان هي الذريعة الأولى التي قد تدفع جماعات إرهابية لتوجيه ضربات داخل فرنسا.
وحسب التقرير، فإن “أفغانستان هي ملاذ هيئة أركان القاعدة، التي تتعايش وتتفاعل مع حركة الطالبان ومع الحركات الباكستانية المتطرفة”. إن مصدر الهجمات الإرهابية الأخيرة ضد بريطانيا هو “تلك المنطقة الجغرافية نفسها، التي تشكل منطقة تدريب للمتطوّعين للجهاد الذين يأتون من أوروبا”. والسبب هو أن حركة الطالبان مصمّمة على “نشر العنف الإرهابي خارج حدود” أفغانستان وباكستان.
تضيف “الكنار أنشينيه” أن أسباب وصول التهديد الإرهابي إلى مستوى مرتفع جداً تعود، أيضاً، إلى “سياسة العلمانية” التي تتّبعها فرنسا، وإلى عمليات قمع “الشبكات الإسلامية” داخل فرنسا نفسها.
ويضيف تقرير جهاز “دي إس تي” أن “عودة المقاتلين المجرّبين من العراق تمثّل تهديداً مباشراً إضافياً”، حيث أن عدداً من “المتطوّعين” كانوا قد ذهبوا إلى العراق من فرنسا. وكان جهاز مكافحة الإرهاب قد اعتقل، في 6 يونيو، أعضاء شبكة إسلامية في جنوب فرنسا كانت تتولى إرسال مقاتلين إلى العراق.
وتشير “الكنار أنشينيه” إلى أن التقرير يعتبر أن “حركةً لن نحدّد أصولها” تمثّل تهديداً إضافياً. كما أن “الوضع في الجزائر، وفي المغرب بصورة خاصة، لا يتّجه إلى التحسّن. وبعد إعلان البيعة للقاعدة، فإن الجماعة السلفية للدعوة والجهاد” في الجزائر باتت تعمل ضمن إستراتيجية دولية.. تمثّل فرنسا هدفها المفضّل”.
أخيراً، يشير تقرير “دي إس تي” إلى إمكانية وقوع هجمات إرهابية من “جانب جماعات صغيرة، أو حتى أفراد معزولين متأثرين بالأحداث الجارية وبالدعوات الجهادية التي يشكّل الإنترنيت منبرها الرئيسي”. كما يعتبر أن الإنترنيت هو واسطة إتصال مثل هذه الجماعات الصغيرة بـ”عناصر متطرفة من منطقة الخليج العربي”.
تنظيمُ القَاعِدَةِ ببلادِ المَغْرِبِ الإسْلامِي: لماذا نرفض معاهدة الصّداقة مع فرنسا؟
بيار عقل