ورد إلى “الشفّاف” بالإيميل نص شريط جديد لأيمن الظواهري يهاجم فيه بريطانيا لتكريمها سلمان رشدي ويدعو إلى مقاطعة المنتجات البريطانية. ويتضمّن الشريط تهديدات واضحة بعمليات إرهابية ضد بريطانيا:
“فإني أقول لإليزابيث وبلير إن الرسالة قد وصلت، ونحن نجهز لها ردا محكما بعون الله.
“أما خليفة بلير فأقول له؛ إن سياسة سلفك قد جلبت عليكم الكوارث والهزائم في أفغانستان والعراق، بل وفي وسط لندن، فإذا كنت لم تفهم الدرس، فإننا على استعداد أن نكرره لك، إن شاء الله، حتى نتأكد أنك قد فهمته فهما لا لبس فيه.”
وحول باكستان، يقول الظواهري أن “التصدي الحقيقي لمشرف ليس بالمظاهرات، ولا بالانتخابات التي يتلاعب بها، ولكن بدعم الجهاد في أفغانستان ضد الصليبيين بالنفس والمال. فإن التمكين للإمارة الإسلامية في أفغانستان هو أمل التغيير الحقيقي “.
ولكن معظم شريط الظواهري مخصّص للبنان و”حماس”. ولا يتبنّى الظواهري العملية الإرهابية ضد القوات الإسبانية في جنوب لبنان، وإن كان يؤيّدها: “وأحسب أن هذه عملية مباركة، تعبر عن رفض المسلمين والمجاهدين في لبنان للأوضاع التي اتفقت القوى الدولية والإقليمية على فرضها على أهل الجهاد والإسلام في لبنان.”
ولكنه ينتقد “حزب الله” بدون تسميته لأنه استنكر العملية ولأنه (في حرب تموز 2006) وافق على الإنسحاب إلى شمال الليطاني وعلى انتشار القوات الدولية. وهو ينتقد:
“الجهات، التي أقرت بتراجع الحدود اللبنانية ثلاثين كيلومترا للخلف، وأقرت بوجود القوات الصليبية في داخل لبنان، وأقرت بفصل المجاهدين في لبنان عن المجاهدين في فلسطين.
“وأنا أستغرب؛ لماذا يستنكرون العملية؟وما شأنهم بها؟ إن كانوا غير قادرين على الجهاد، فليتركوا غيرهم، أم تراهم ضامنين لسلامة القوات الدولية، ومتعهدين بذلك؟”
ومع أن قسماً من “القاعدة” موجود في إيران، فإن الظواهري ينطلق من إنتقاد “حزب الله” للهجوم على إيران وسياساتها (المتواطئة مع الأميركيين) في العراق وأفغانستان ولبنان :
“والمسلمون في لبنان بين نارين، نار عملاء أمريكا وحلفائها من جهة، ونار من يرتبط بالقوى الإقليمية ومخططاتها من جهة أخرى، حتى لو أدى ذلك الارتباط للاعتراف بوجود القوات الغازية لديار الإسلام والتعاون معها في لبنان والعراق وأفغانستان، والانحناء لقرارات الشرعية الدولية وأحكامها فيهم.”
بالنسبة لـ”حماس”، فإن أيمن الظواهري يدعوها إلى التعاون معه، وإلى رفض إتفاق مكّة “الذي تنازلت فيه عن أربعة أخماس فلسطين”. ويضيف “على قيادة حماس أن تختار بين أمرين: إما أن تكون قيادة لحركة محلية محصورة في بقعة ضيقة من الأرض، همها التحرير الوطني فقط.. أو أن تكون قيادة لحركة إسلامية مجاهدة تسعى للتمكين لمنهج الله في الأرض”.
بيار عقل
في ما يلي نص الشريط:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه
أيها الإخوة المسلمون في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قامت ملكة بريطانيا بتكريم سلمان رشدي، ومنحه لقب فارس، لأنه سب النبي صلى الله عليه وسلم. عميل جديد من عملاء الإنجليز في الهند مثل غلام أحمد القادياني، الذي كان يحرم الجهاد ضد الإنجليز، ويعلن تأييده وخضوعه للحكومة البريطانية.
إنه الحقد الصليبي الذي لا يستطيعون كتمانه، والذي يغلفونه كعادة الإنجليز في الكذب بالدفاع عن الحرية حرية الإبداع.
وإذا كان الإنجليز يكرمون المدافعين عن الحرية فلماذا لا يكرمون الملايين، الذين قتلوا في آسيا وأفريقيا دفاعا عن حريتهم ضد الاحتلال البريطاني؟ ولماذا لا يكرمون مئات الألاف من الفلسطينيين، الذين قتلوا بسبب تسليم فلسطين لليهود؟ ولماذا لا يكرمون المؤرخ البريطاني ديفيد إرفينج، الذي حكمت عليه محكمة نمساوية منذ قرابة سنة بالسجن ثلاث سنوات لإنكاره المحرقة النازية وغرف الغاز ومقتل ستة ملايين يهودي على يد النازيين، قطعا لا تستطيع ملكة بريطانيا رئيسة كنيسة انجلترا أن تكرمه، لأنها لا تستطيع أن تتمرد على سادتها اليهود.
وحيث أن الملكة في بريطانيا لا تستطيع الإقدام على تكريم سلمان رشدي إلا بتوجيه من الحكومة، فإن بلير ترك رسالة واضحة للمسلمين قبل أن يغادر منصبه مهزوما فاشلا.
لقد كانت رسالة ملكة بريطانيا ورئيسة كنيسة انجلترا ورئيس وزرائها واضحة في غاية الوضوح، إنها تقول للمسلمين: إذا كنتم تتصورون أنكم تهزموننا وتطردوننا من العراق وأفغانستان، فإننا نسب نبيكم وآل بيته، ونعد فاعله بطلا من أبطالنا. ولذلك فإني أقول لإليزابيث وبلير إن الرسالة قد وصلت، ونحن نجهز لها ردا محكما بعون الله.
أما خليفة بلير فأقول له؛ إن سياسة سلفك قد جلبت عليكم الكوارث والهزائم في أفغانستان والعراق، بل وفي وسط لندن، فإذا كنت لم تفهم الدرس، فإننا على استعداد أن نكرره لك، إن شاء الله، حتى نتأكد أنك قد فهمته فهما لا لبس فيه.
أما الأمة المسلمة فأقول لها: إن أقل ما يجب علينا تجاه بريطانيا أن نقاطع منتوجاتها، إن كان فينا بقية من دين أو عزة.
حول باكستان:
أمتي المسلمة؛ إن علينا ونحن نتصدى للبريطانيين والصليبيين -الذين يعتدون على أمتنا- ألا ننسى عملاءهم الذين يحكموننا، علينا ألا ننسى مشرف المرتشي، الذي فتح بلاده للقوات الصليبية لقتل المسلمين في أفغانستان وباكستان.
ولذا فإني أقول للأمة المسلمة في باكستان؛ إن التصدي الحقيقي لمشرف ليس بالمظاهرات، ولا بالانتخابات التي يتلاعب بها، ولكن بدعم الجهاد في أفغانستان ضد الصليبيين بالنفس والمال. فإن التمكين للإمارة الإسلامية في أفغانستان هو أمل التغيير الحقيقي في كل المنطقة، وهو -بإذن الله- الضربة القاضية لمشاريع الصليبيين وأعوانهم المرتشين في جنوب آسيا.
حول لبنان وحزب الله:
وعلينا ألا ننسى أيضا حفنة العملاء في بلاد العرب، ومنهم عملاء لبنان، الذين يسترزقون ببيع دينهم وشرفهم للصليبيين واليهود.
وقد جاءت العملية المباركة، التي استهدفت القوات الدولية في جنوب لبنان صفعة لهؤلاء العملاء، تلك العملية، التي جاءت ردا على احتلال هذه القوات الصليبية الغازية لجزء عزيز من ديار الإسلام، وردا على فرض نزع السلاح فيه، للحيلولة دون تواصل المجاهدين في لبنان مع إخوانهم في فلسطين، حماية للكيان الصهيوني المحتل لبيت المقدس.
وأحسب أن هذه عملية مباركة، تعبر عن رفض المسلمين والمجاهدين في لبنان للأوضاع التي اتفقت القوى الدولية والإقليمية على فرضها على أهل الجهاد والإسلام في لبنان.
وأنا أناشد المسلمين في لبنان ألا يقبلوا بتلك الأوضاع بأية حال، وأن يسْعوا بكل ما يملكون لتحطيم حلقة الحصار المفروض عليهم. وهذا واجب على كل مسلم في لبنان شابا أو شيخا، امرأة أو رجلا عالما أو متعلما، فلبنان ثغر من ثغور الإسلام، أرادت له القوى المعادية للإسلام أن ينفصل عن أمة الإسلام، حتى ينفذوا فيه ما يريدون من مخططات.
وقد نقلت الأنباء استنكار بعض الجهات لهذه العملية، وهي الجهات، التي أقرت بتراجع الحدود اللبنانية ثلاثين كيلومترا للخلف، وأقرت بوجود القوات الصليبية في داخل لبنان، وأقرت بفصل المجاهدين في لبنان عن المجاهدين في فلسطين.
وأنا أستغرب؛ لماذا يستنكرون العملية؟وما شأنهم بها؟ إن كانوا غير قادرين على الجهاد، فليتركوا غيرهم، أم تراهم ضامنين لسلامة القوات الدولية، ومتعهدين بذلك؟
وهذا جزء من التناقض الكبير، الذي يعيشون فيه، فقتال اليهود والتصدي للمخطط الأمريكي حلال في لبنان وفلسطين، حرام في أفغانستان والعراق. والتواطؤ مع المحتل الصليبي الصهيوني والتعامل مع عملائه حرام في لبنان وفلسطين، حلال في العراق وأفغانستان.
إن الأمة المسلمة -بما حباها الله من فهم عقدي ووعي واقعي- لم يعدْ ينطلي عليها هذا التناقض، ولا هذه الحيل، حتى لو مورست باسم الإسلام والجهاد.
وقد كشفت الأحداث الجسام، التي تمر بها ديار الإسلام كثيرا من الوجوه، وأسقطت كثيرا من الأقنعة، ولم يعد اجترار العبارات الجوفاء يغني عن إخفاء الحقائق شيئا.
والمسلمون في لبنان بين نارين، نار عملاء أمريكا وحلفائها من جهة، ونار من يرتبط بالقوى الإقليمية ومخططاتها من جهة أخرى، حتى لو أدى ذلك الارتباط للاعتراف بوجود القوات الغازية لديار الإسلام والتعاون معها في لبنان والعراق وأفغانستان، والانحناء لقرارات الشرعية الدولية وأحكامها فيهم.
وأنا أعلم أن الطريق أمام أهل الإسلام والجهاد في لبنان طويل وشاق، ولكني أبشرهم بأن الصحوة الجهادية، التي تعم ديار الإسلام، قد تمردت واستعصت -بفضل الله وقوته- على محاولات السيطرة والاحتواء والخداع وسرقة الثمرات، وهي في طريقها -بعون الله وقوته- لتدق أسوار بيت المقدس، ولتحرر كل ديار الإسلام التي احتلت، منذ احتلال الأندلس وحتى احتلال العراق.
ولذا على الذين يتآمرون على الجهاد والمجاهدين في لبنان بالسلاح الأمريكي والتواطؤ الصهيوني والمال السعودي أن يعلموا أنهم يحفرون قبورهم بأيديهم، وأن الأمريكان واليهود لن يدافعوا عنهم، لأنهم يبحثون عمن يدافع عنهم، ومن شك في هذا فليتذكرْ فيتنام، ولينظرْ للعراق وأفغانستان.
إخواني المسلمين في كل مكان يجب أن علينا أن نرفض ونكفر بالقرارات الدولية والعربية، التي تبيح أراضي المسلمين لأعدائهم، بما فيها القرار ألف وسبعمائة وواحد، وقرارات الاستسلام لليهود؛ أوسلو وأخواتها وصولا لاتفاقية مكة الأخيرة، التي تنازلت عن أربعة أخماس فلسطين.
وأنا هنا أناشد قيادة حماس -التي وقّعت على اتفاقية مكة- أن ترتفع لمستوى المسؤولية التاريخية، وأن تمتثل لأحكام الشريعة الإسلامية، وأن تدرك أبعاد الصراع.
وهاهي القوى المعادية للإسلام قد رمتهم عن قوس واحدة، رغم كل ما قدموه من تنازلات، فليلتزموا بحاكمية الشريعة، وليرفضوا كل القرارات المتنازلة عن فلسطين بدءا من قرار التقسيم لسنة ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين حتى مبادرة فريدمان/ عبد الله ثم اتفاقية مكة. وليعلموا أنهم في مواجهة حملة صليبية صهيونية، فرض علينا ديننا أن نواجهها بالجهاد حتى يكون الدين كله لله.
ولقد وجدت في تصفحي للمواد المنشورة على شبكة المعلومات مقالا للدكتور عبد العزيز الرنتيسي -رحمه الله- بعنوان: (لم لا نحاصر أمريكا) بدأه بقوله:
“إن من العدالة الربانية التي بينها لنا؛ أن نعامل أعداءنا بنفس الطريقة التي يعاملوننا بها، ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ﴾”. ثم قسم -رحمه الله- أنواع الحصار، الذي يمكن أن نمارسه ضد أمريكا إلى حصار اقتصادي وحصار الرعب وحصار الإعلام وحصار السياحة، وقال -رحمه الله- عن حصار الرعب:
“في الوقت الذي أفقدنا فيه الأمريكان أمننا في فلسطين وأفغانستان والعراق والفلبين والشيشان وكشمير وغيرها من الأماكن، التي تضربنا فيها أمريكا إما مباشرة، أو تساند فيها أعداءنا بكل أشكال الدعم، كي يقوموا نيابة عنها بضربنا، ينبغي علينا -ردا على هذا العدوان- أن نحاصر أمريكا بالرعب، فلا يجوز لنا أن نترك من أفقدنا أمننا آمنا، فما حل الأمريكان في بلد من بلاد المسلمين إلا وكان هدفهم المركزي ممارسة شكل من أشكال العدوان، فهم الذين يجربون آخر ما تمخضت عنه العقلية الشيطانية الأمريكية من أسلحة الدمار الشامل في الفتك بنا، وهم الذين ما انفكوا يحرضون الأنظمة الموالية لهم على ملاحقة وتصفية شبابنا المسلم، وهم الذين يحاربون المسلمين في لقمة العيش، وهم الذين ينهبون ثروات المسلمين، وهم الذين يتفننون في إذلال المسلمين حتى على شاشات التلفزة، كما جرى في المعتقل النازي الصهيوني “جوانتنامو”، وكما يجري اليوم في العراق، ولن نستطيع حصر أشكال العدوان الأمريكي على المسلمين، ويكفي أن الدعاية الأمريكية جعلت كل مسلم إرهابيا ملاحقا مطلوبا في كل بقعة في العالم.
فلماذا لا نلاحقهم كما يلاحقوننا؟ ولماذا لا نرعبهم كما يرعبوننا؟ ونحن نملك أن نفعل ذلك، أليس من حقنا أن نصنع من أجسادنا قنابل، وقد افتقرنا إلى أسلحة الدمار الشامل، التي بها يقتلون أطفالنا؟ فما لم يشعرْ هؤلاء القتلة أن أمنهم لا يمكن أن يتحقق على حساب أمننا لن نذوق طعم الأمن”.
انتهى كلامه رحمه الله. فهل هذه الروح لا زالت موجودة؟ أسأل الله ذلك.
إن قيادة حماس أمامها اليوم فرصة جديدة، أن تتنكر لاتفاق مكة، الذي تنازلت فيه عن أربعة أخماس فلسطين، وأن تعلن في صراحة أنها ترفض كل القرارات الدولية التي انتزعت فلسطين من الأمة المسلمة، وسلمتها لليهود، وأن تعلن في صراحة ووضوح أنها كحركة إسلامية لا يمكنها أن تقبل أو تحترم أي قرار دولي أو عربي يتنازل عن أي شبر من ديار الإسلام.
إن على قيادة حماس أن تختار بين أمرين: إما أن تكون قيادة لحركة محلية محصورة في بقعة ضيقة من الأرض، همها التحرير الوطني فقط، ولا صلة لها بقضايا الأمة المسلمة، ومستعدة لأن ترضى بأي نظام سياسي يفرض عليها بعد ذلك، ومستعدة للتماشي والانحناء للقرارات الدولية والعربية، حتى يرضى عنها، ويقبلها المجتمع الدولي.
أو أن تكون قيادة لحركة إسلامية مجاهدة تسعى للتمكين لمنهج الله في الأرض، وتقاتل حتى يكون الدين كله لله، وتمثل القضية المركزية للأمة المسلمة المجاهدة من أجل تحرير ديارها وإقامة خلافتها. وهي إذن جزء من الأمة المسلمة تخوض معركة واحدة لأمة واحدة بعقيدة واحدة ضد عدو واحد.
وشتان شتان بين الأمرين. وشتان شتان بين الثمن الذي يجب أن تدفعه وتتحمله القيادة التي تلتزم بهذه الثوابت، أو التي تتنازل عنها.
أما إخواني المجاهدين في فلسطين فأدعوهم لأن يعملوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “جاء رجل إلى النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم، فقال: الرّجل يقاتل حميّة، ويقاتل شجاعة، ويقاتل رياء، فأيّ ذلك في سبيل اللّه؟ قال: “منْ قاتل لتكون كلمة اللّه هي الْعلْيا فهو في سبيل اللّه”[1]، وأدعوهم لأن يوحدوا صفوفهم ويجتمعوا على كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وأن ينبذوا الخلافات والمشاحنات بينهم، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ 45 وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، وأدعوهم لأن يخلصوا دينهم لله، وأن يلتزموا بالتحاكم لشرع الله وحده ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ
حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾، وألا يقبلوا بالتحاكم لغيره من المناهج والمبادئ ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، وأن يعلموا أن التمكين اختبار وابتلاء ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾. وأن يعلموا أنهم مقبلون على معركة شرسة ضروس، فليذكروا قول الحق تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، وقولَه سبحانه: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.
وأدعوهم لأن يدركوا أنهم بتصديهم للخونة باعة فلسطين العملاء قد تقدموا خطوة في طريق النصر، فحذار ثم حذار من التراجع للخلف، ومن العودة للوراء بخدع الحلول السياسية والصفقات الإقليمية. وعليهم أن يستعينوا بربهم، ويسألوه النصر والسكينة والثبات. ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ 146 وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ 147 فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
وأحذرهم أشد الحذر من الأنظمة العربية وخاصة المصري والسعودي والأردني، وأحذرهم ثم أحذرهم ثم أحذرهم من أخبث أسلحة تلك الأنظمة علماء السلاطين وفقهاء المارينز ودعاة التراجعات، الذين سيسْعون لتوهين عزيمتهم وخداعهم عن حقيقة معركتهم. فقهاء المارينز هؤلاء قد يبيحون للفلسطينيين أن يقاتلوا تحت راية فتح ضد حماس، كما أباحوا من قبل للمسلمين أن يقاتلوا في الجيش الأمريكي تحت راية الصليب ضد المسلمين في أفغانستان.
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميّت إيلام
إن فقهاء المارينز على استعداد دائم لخدمة تلك الأنظمة، التي لا تعتبر القوات الأمريكية ولا الجيش الإسرائيلي خطرا عليها، لأنها تشكل معهم منظومة واحدة للدفاع عن قياصرة البيت الأبيض، ولكنها تعتبر أن أية حركة مجاهدة خطر بالغ عليها، لأن هذه الأنظمة ما وجدت إلا لإخضاع الأمة المسلمة للسيطرة الصليبية اليهودية.
وهذه الأنظمة تمتلك من جيوش فقهاء التسول وعلماء المارينز، ما تسعى به لتحويل الإسلام الحق؛ إسلام التوحيد والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لإسلام أمريكي زائف يدين بالسجود لصنم القوة الأمريكية الصليبية، ولا يهتز لمنكر ولا يدافع عن مظلوم.
وإني هنا أدعو المجاهدين في حماس وسائر المجاهدين في فلسطين بل وسائر الحركات العاملة للإسلام أن نتعاون ونتناصر لكي تكون كلمة الله هي العليا، ولكي تكون الشريعة هي السلطة العليا الحاكمة، التي لا تنازعها سلطة، ولكي نحرر كل أراضي المسلمين المحتلة، ولكي نقيم دولة الخلافة، التي لا تعرف الانتماء الوطني، ولا تخضع لحدود سايكس بيكو.
أمتي المسلمة. هاهي أحداث فلسطين تثبت لكل ذي عينين أن أهم فصائل الحركة القومية العربية قد تحولت لمؤسسة خدمات أمنية للصهاينة تحت إشراف الجنرال دايتون، وهاهو أولمرت في مؤتمر شرم الشيخ يعد بدعم العلمانيين باعة فلسطين بالسلاح حسب توجيهات دايتون.
أمتي المسلمة إن الأمريكان واليهود ليسوا في المريخ، ولكنهم على حدودنا بل وفي عقر دارنا بحدهم وحديدهم وعددهم وعتادهم، وما نراه اليوم في أفغانستان والعراق وفلسطين والصومال، قد يتكرر غدا في أية مدينة وكل قطر، ولن تنقذنا الدعوات العلمانية؛ قومية واشتراكية وتحررية واستسلامية، ولكن سينقذنا التمسك بحبل الله المتين، والعودة لإسلامنا، وخوض الجهاد ودعم المجاهدين.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
[1] صحيح البخاري- كتاب التوحيد – باب قوله تعالى ﴿ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين﴾- رقم الحديث: 6904.
شريط جديد للظواهري يهدّد فيه بريطانيا بعمليات إرهابية جديدة
اذهب الى الجحيم يا د.الظواهري يا معتوه ولا تنسى ان تاخذ معك ابن لادن لتمارسوا اللواطة مع بعضكم في جنتكم الموعودة عفوا جهنم المنتظرى لكل واحد منكم .