اندلع الجدل في الغرب حول الاصولية بشقيها الشيعي والسني بينما ينقسم المحللون هنا في واشنطن حول مدى انتشار ما يسمى ثقافة الموت لدى فرعي الاسلام. وعلى مدى العقود الثلاثة الاخيرة اعتبر الاميركيون ان مقاتلي الشيعة اكثر استعداداً للقيام بعمليات انتحارية منذ ان بدأت طلائع كتائب الموت التي ارسلها الامام الخميني – ومعها مفاتيح الجنة – تفتك بوحدات الجيش العراقي اثناء الحرب العراقية الايرانية. وما لبثت ثقافة العمليات الانتحارية ان امتدت الى لبنان فتوالت الهجمات على السفارة الاميركية ومقر المارينز والقوة الفرنسية ثم ضربت جيش الاحتلال الاسرائيلي في لبنان. وبتشجيع من النظام السوري آنذاك، انتقلت عدوى العمليات الانتحارية من المجموعات الشيعية الى الاحزاب العلمانية في لبنان كالحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي.
وحتى ذلك الحين، اعتبر الغرب ان ظاهرة العمليات الانتحارية هي ظاهرة شيعية تستمد تقاليدها من قصة الامام الشيعي الثالث الحسين بن علي ومعركته في كربلاء في القرن السابع.
الا ان المجموعات السنية في الداخل الفلسطيني تبنت هذا التكتيتك ضد اهداف اسرائيلية وانتشرت الظاهرة حتى وصلت المجموعات الاصولية السنية التي وظفتها في اكبر عملية من نوعها في هجمات 11 ايلول 2001 وبعدها في عمليات ضد الوجود الاميركي في العراق ثم في هجمات سنية ضد الشيعة في العراق.
فما هو اصل هذه الظاهرة؟ وهل صحيح انها تأتي من صميم الثقافة الكربلائية الشيعية؟
صحيح ان الامام الحسين خاض معركة كان يعرف انها خاسرة ضد جيش الامويين في كربلاء ادت الى مقتله على طريقة السيد المسيح الذي جاء الى الارض ليصلب ويفدي خطايا البشر بصلبه وان الامام اشتهر بقوله المعروف: اذا كان دين جدي محمد لا يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني. ولكن الامام نفسه خرج الى الكوفه بعدما تعهد مناصروه القتال الى جانبه ثم ما لبثوا ان تخلوا عنه. وهذه القصة لا تشير الى ان الامام الحسين كان قد يخرج الى القتال لو عرف مسبقاً ان معركته خاسرة عملاً بالنص الالهي ان لاترموا انفسكم للتهلكة.
على كل حال، فان قصص الائمة الاثني عشر لا تشير الى انهم كانوا من اصحاب المواجهات الغير محسوبة. فحسب التقليد الشيعي، فان تسعة من الائمة الاثني عشر ماتوا بالسم بتآمر الخلفاء الامويين ثم العباسيين من بعدهم. اما الائمة الثلاثة الباقون هم الحسين الذي قتل في كربلاء، وعلي الذي اغتاله الخوارج والمهدي الذي ذهب في غيبتين خوفاً من اضطهاده ومقتله على يد الخليفة العباسي المعتمد.
وباستثناء الحسين، لا يبدو ان ائمة الشيعة كانوا من دعاة المواجهة في زمانهم بل هم اعتمدوا التقية في بعض الامور.
حتى ان الامام علي، والذي بحسب التقليد الشيعي اغتصب حقه في خلافة الرسول، لم يعتمد المواجهة بل عاهد الخليفة ابوبكر وذلك عملاً بنصيحة الرسول قبل مماته والذي قال له ان لم يجتمع معك اربعون رجلا فلا تذهب لقتالهم.
ويروى ان عثمان بن سعيد العمري الاسدي، ويعرف بالسمان، كان ثقة الامام محمد الجواد وابنه الامام علي الهادي وابنه الحسن العسكري وكان اول النواب الاربعة للامام المهدي، وكانت الشيعة في اقطار العالم ترسل اليه الذهب والفضة بجرار السمن خوفاً من اضطهاد الخلفاء العباسيين. ولم ينتفض احد من هؤلاء النواب الأربعة ضد استكبار العباسيين اواضطهادهم خوفاً من الفتنة في ديار الاسلام ولم يدعوا الى الشهادة لرفع الظلم او لضرورة المشاركة في الحكم.
اذن، لا يظهر تاريخ اهل البيت والائمة ان حب الموت او عشق الشهادة قد لعبا دوراًً في عقيدة الشيعة باستثناء في واقعة كربلاء. حتى في ادبيات كربلاء، قام عدد كبير من علماء الشيعة على رأسهم السيد الجليل محسن الأمين بمحاولة تنقية القصص التي تروى عن الواقعة والتي يعتقد انه دخلها الكثير من الشوائب والاضافات خاصة ابان حركة التشيع الصفوية في بلاد فارس في القرن السادس عشر.
وكأي حركة دينية اخرى، دخل المتشيعون الفرس في المذهب الشيعي الاثني عشري وادخلوا معهم الكثير من خرافات وقصص ادبهم الشعبي. ولا تزال بعض المناطق الشيعية في ايران وباكستان والهند تحتفل اليوم بعاشوراء بتمثيلية احد عناصرها التنين الذي يصرع وهو ما لا يمت لذكرى الامام الحسين او لواقعة كربلاء بصلة. حتى لطم الصدور باليدين وبالسلاسل وشق الرأس هي مواضيع اثارت جدلا واسعاً وحاول السيد الامين تحريمها على اساس فتوى تقول انه لا يجوز طاعة الله (في هذه المراسم) من حيث معصيته (بايذاء النفس).
الا ان ثورة الخميني في ايران وتداخل السياسة والمال في بناء العقيدة الدينية، اسسا لمدرسة جديدة غريبة عن مذهب الامامية الاثني عشرية بمفهومها العربي الاصلي وادخلا مبدأ الشهادة وتحرير القدس الى صميم العقيدة التي كانت حتى الامس القريب تملي على اتباعها حب الحياة والتقية والصبر على الظلم والظالم.
ولأن القائم بالزمان الامام الثاني عشر سيظهر ليملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد ان ملأت جوراً وظلماً، فقد اعتبر الكثير من علماء الشيعة ان انتظار ظهور الامام المهدي هو المعين على الظلم والظالم الى ان جاء الامام الخميني وفكرته في الحكومه الاسلامية فنسف هذا المبدأ بتأسيسه الجمهورية الاسلامية في ايران منصباً نفسه وخلفاءه من بعده نواب الامام المهدي على الارض حتى ظهوره وهذه مخالفة صريحة لمبدأ الغيبة الصغرى ومن بعدها الغيبة الكبرى اذ لو كان للامام المهدي نواباً على الارض، لما وصفت غيبته الحالية بالكبرى فالنواب هم من كانوا على اتصال بشخص الامام والتقيد بتعليماته وهم اربعة توالوا على النيابة وبعد موت آخرهم ابو الحسن بن محمد السمري، لا يأت نواب من بعدهم حتى ظهور المهدي.
ولما يظهر المهدي اذا كان الشيعة في ايران قد اسسوا دولتهم بينما شيعة العراق فازوا بالحكم وشيعة لبنان فرضوا سطوتهم واي ظلم سيرفع عن اتباعه لدى ظهوره؟ ولكن هذا موضوع لبحث آخر.
ختاماً، لم يسجل التاريخ للشيعة قبل الثورة الاسلامية في ايران عقيدة حب الشهادة بل حب الحياة ووأد الفتنة حتى لو جاءت على حساب التنازل عن الحكم كما فعل الامام علي وسليلوه واتباعهم والتحلي بالصبر والحكمة وكثرة الدعاء والصلاة والتعمق في الفقه والدين وهي كلها صفات وسمت التاريخ الشيعي وتاريخ علماء الشيعة واتباعهم الى ان جاء الفقيه الخميني وثورته واموال النفط الايراني وحولوا الدموع التي تذرف على سيرة الحسين لتقي اصحابها عذاب نار الآخرة الى مشاريع شهادة وقوة وصواريخ ومطالب في الحكم ودور في النفوذ الاقليمي ومشاريع نووية ومواجهة القوى الامبريالية وهي كلها لا تشبه ائمة الشيعة ولاتقاليدهم العربية الاصيلة في شيء.
الشيعة وثقافة الموت
أخي كرم العيداني
نخوض في التخلف شيعة وسنة، ونلغي العقل بأسم الدين، ونمجّد القتله ونصنع منهم قدّيسين ..
الأئمة جميعا والخلفاء أيضاً لا يرقون بعلمهم الى علم أي شيخ من شيوخ النفط حاليا ..
وعلمهم لا يرقى الى علم من أكمل المدرسة الثانوية حتّى..
وثورة الحسين ثورة فاشلة، خرج يطلب الخلافة والملك بأسم أبيه وجده، وكأن الملك وراثة.. ففشل.. والمتمرد حكمهُ القتل.. ولو أن الحسين تمكن من القبض على يزيد لقطع رأسه وسبى أهله ..وهما من نفس الأصل والشجرة والنسب القريشي..
ولو أن الحسين لم يكن حفيد محمد لما سمعنا به ..
ما هكذا تورد يا سعد الابللا أعرف يا أخي حسين من أين سأبتدا ولكني سأعلق من حيث أنتهيت عندما جعلت من بات على فراش النبي (ص) من محبي الحياة هو ومحبيه ومتبعيه أنت مشتبه تماما ثم أنه ليس الحسين وحده الذي واجه فساد السلطة فقد واجه أمير المؤمنين الناكثين والقاسطين في النهروان والجمل فيما جعلت الامام الحسين وكأنه بدا متورطا مثل أي شخص عادي ولا عجب في ذلك بعدما سيطرت عليك الاهواء وأنقلبت لديك الموازين والمفاهيم فبدا لك الحق باطلا والصبر جبنا والحقيقة خرافة هذا وأنت تعرف تماما من هو الثائر في كربلاء وما الذي قدمه للأسلام ولو أن هناك… قراءة المزيد ..
الشيعة وثقافة الموت
نحن هنا في الدنيا ممر و ليس مقر ويبدو ان الاخوه السنه اعجبتهم دنيا امريكا ومتاعها
حتى نسو يوم الاخره يوم لاتنفع امريكا ولا متاعها
فالعمر غفلة واعتبرو يا ايها الناس
الشيعة وثقافة الموت
المهدي المنتظر موجود واحاديثه موجوده باحاديث اهل السنة
الشيعة وثقافة الموت
الى نورا .. على ما يبدو ان ثقافتك الاسلامية ضحلة .. فأنتي لا تعرفي ان الايمان بالمهدي المنتظر من عقيدة السنة أيضاً .. لا أدري لماذا الجهلة يدسون انوفهم في كل شي
الشيعة وثقافة الموت
ليس في الدين الاسلامي شيئ عن عودة المهدي المنتظر هذا اختراع بعض من رجال الدين الشيعه ليسيطروا على عقول الناس