عقدت اللجنة التنفيذية لحركة التجدد الديموقراطي جلستها الاسبوعية برئاسة نسيب لحود، الذي ادلى اثرها بالتصريح الآتي:
فؤجىء اللبنانيون بمواقف بعض القوى السياسية من الاعتداء المشين الذي تعرض له الجيش من قبل المجموعة الارهابية المدعوة “فتح الاسلام”، سواء من حيث البرودة او التردد او التأخر في الادانة او من حيث محاولة الاستغلال السياسي للنيل من الحكومة، وصولا الى التأييد اللفظي للجيش مشفوعا بوضع القيود والشروط امامه ومحاولة تقليص خياراته.
من هنا التساؤل حول المغزى من رسم الخطوط الحمراء امام الجيش. اليس ذلك اضعافا للجيش وحرمانا له من اوراق الضغط الفاعلة التي هو في امس الحاجة اليها في هذه المواجهة الحاسمة التي يخوضها نيابة عن جميع اللبنانيين؟ اليس في ذلك اراحة للارهابيين الذين يتحصنون في المخيم ويتخذون قسما من سكانه رهائن ودروعا بشرية؟
مع تشديدنا على سلامة المدنيين، اللبنانيين منهم والفلسطينيين، ومع ثقتنا التامة بمناقبية الجيش اللبناني وسلوكه الانساني الراقي، ومع شجبنا للحملة المضللة التي تحاول تصوير المسألة كأنها اعتداء على الاشقاء الفلسطينيين او حرب مخيمات جديدة، فإن هذه المواجهة لا يمكن ان تنتهي الا بانهاء ظاهرة “فتح الاسلام” واعتقال قادتها وافرادها المسؤولين عن جرائم الاعتداء على الدولة اللبنانية والجيش وقوى الامن والمواطنين وتقديمهم الى المحاكمة.
وهذا يستدعي بوضوح موقفا مترفعا من قبل قوى المعارضة، التي يتوقع منها في مثل هذا الظرف عودة وزرائها المستقيلين الى الحكومة وفك الاعتصام في قلب بيروت الذي استنزف اغراضه وبات عبء” ثقيلا على المواطنين وعلى الجيش وعلى المعارضة نفسها. وهذا يستدعي ايضا تعاونا صادقا وتحملا كاملا للمسؤولية من قبل منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية، لأن التخلف عن حل هذه المسألة حلا جذريا سيلحق افدح الأضرار ليس بالشعب اللبناني والدولة اللبنانية فحسب بل ايضا بالشعب الفلسطيني وبالعلاقات اللبنانية الفلسطينية.