يوم الثلاثاء الماضي هو اليوم الذي امتلات فيه قرية ال الصيفي ومزارعها وقرى بني معاذ ومستشفيات صعدة والعاصمة وغيرهما بالمصابين والجثث من ضحايا حرب همجية تخاض في صعدة منذ اربعة اشهر بعيدا عن اعين وافئدة اليمنيين , وهو نفس اليوم الاسود(الثلاثاء) الذي التقى فيه رئيس الجمهورية بمن اسماهم علماء اليمن وفوضهم فيه قرار الحرب والسلم في صعدة .
اللقاء عقد على عجل في كلية الشرطة,… وعبر الشاشة البيضاء شاهدنا العبمائم اليضاء تملاء المكان العسكري بدلا من القبعات الزرقاء , ولم يكن خافيا على قليلي الذكاء بان الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر قد أحضر هو الاخر على عجل ودون مراعاة لحالته الصحية وبعد يومين فقط من داعي القبيلة الذي اطلقه الرجل معلنا فشل الدولة والسلطة والجيش واي شيىء أخر وجد هنا بعد ثورتي سبتمر واكتوبر .
ترى ما الذي اراده الرئيس من اجتماعه المستعجل برجال الدين وبعد اربعة اشهر من حرب صعدة !؟هل يريد منهم والبيان الذي سيصدر عنهم ايجاد مخرج من مازق الحرب في صعدة يحفظ به ماء الوجه للجيش ولكل شيء اهرق ماء وجهه هناك!؟ ام انه يريد منهم وهو الاخطر اعلان الحرب الدينية والمذهبية ضد انصار الحوثي بعد ان فشلت الحرب القبلية وداعيها في حاشد وخولان ابن عامر ابن قضاعة كما جاء في رسالة الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر وبطلب من الرئيس شخصيا !؟
نعلم كما تعلمون جميعا بان قرار الحرب والسلم في صعدة بيد الرئيس وليس بيد علي محسن او بيد هولاء المعممين المساكين كما تحاول ان تقوله لنا الاجتماعات والتسريبات والاشاعات , ولو اراد الرئيس ان تتوقف الحرب الان وفي هذه اللحظة لتوقفت، ولما اعترض على ذلك احد بل ولصفقنا له جميعا بمن فيهم علي محسن والعلماء والقبائل ونقابة المهن التعليمية التي ستسير مسيرة ملونية تاييدا للقرار التاريخي الذي سيتخذه فخامته .
مائة معمم، والف معمم ،ومئة الف معمم من أولئك الذين اجتمع بهم الرئيس في كلية الشرطة لن يعملوا شيئا في حرب صعدة أو في سلمها، وكلهم – حسب علمي – ليس فيهم رجل رشيد يقول لا ,..وجميعهم على استعداد لان يعملوا اي شيء – اي شيء – يريده الرئيس وبعضهم اكثر مما يريده الرئيس , ومن بينهم من هو جاهز ليفتي بذبح كل انصار الحوثي وعلى غير قبلة الاسلام،.. والمهم هو ان يكون ذلك برضاء الرئيس وتحت مشيئته… تعالى الله علوا كبيرا.
في اللقاء المذكورتحدث الرئيس مطولا وبحزن شديد على دماء وارواح الشهداء والقتلى بمن فيهم قتلى الحوثي كما تحدث طويلا عن ضرب الاقتصاد وايقاف عجلة التنمية وتدمير الحوثيين للجسور والانفاق في صعدة ترى كم عدد الجسور المعلقة في صعدة وكم تبقى منها مشيدا بعد استخدام الحوثيين لدبات الغاز وتفجير (وادي السلكون) بنشور وباقم ومنبه والملاحيط!!؟
ما اخافني من كل كلام الرئيس الطويل هو حديثه عن رفع الحوثيين للعلم الملكي ،ومع انني لا اعرف حتى الان شكل ولون العلم الملكي، الا انني تيقنت من حكاية “رفع العلم” بان ذلك الاجتماع الذي ضم عشرات العمائم البيضاء لم يكن الا اجتماعا للحرب وليس اجتماعا للسلم رغم كل الحزن الذي ابداه الرئيس على(شلال الدم في صعدة) ….فاذا كانت الحرب الاولى قد نشبت ببسبب رفع الحوثي لعلم حزب الله في احدى المدارس النائية ، فكيف بنا وقد رفع علم الملكيين في احدى القرى النائية وكشف بذلك مخططه التامري في إعادة عجلة التاريخ الى الوراء حسب الرئيس، واعلان “دولة المكبرين” حسب الزميل العزيزعادل الاحمدي .
دولة المكبرين
من اجل ان تستمر الحرب وباي ثمن كتب مؤخرا الزميل عادل الاحمدي حكاية غريبة مفادها وجود مخطط حوثي لفصل صعدة عن الجمهورية اليمنية واعلان “دولة الكمبرين “هناك ،مشددا على ان الحرب هي الحل الوحيد لمنع قرار الانفصال ، حتى انه قال -حفظه الله- وبما مضمونه “مجرد ايقاف الحرب والبدء بحوار مع الحوثيين ستعلن دولة المكبرين وعلى الفور ستعترف بها كل من ايران وليبيا وغيرها من الدول” …شفيق ياراجل وقل بغيرها ياعادل
الطريف في كل هذا ان الزميل كشف في مقالته عن اتفاق بين الحوثي والرئيس خلال الانتخابات الرئاسية يقضي بان يصوت الحوثيين للرئيس مقابل اعلان فدرالية للحوثيين في صعدة لكن الحوثيين نكثوا بالاتفاق حين طردوا سالم اليهودي من ال سالم وفجروا بعض معالم الحدود اليمنية السعودية (وجر يا ناجي الهردي جر لك جر انت وحدك وحولك منطقة عسكرية )
…انها الايدلوجيا التي تجعل الانسان يقول اي شيء ويعمل اي شيء من اجلها بما في ذلك استباحة الدماء وتحديدا حين تكون دماء الطرف الايدلوجي الاخر.
(الإشتراكي نت)