حزب الله مُحرَج من العملية السورية ويدعو السلطة لتطويق الأحداث
مفهوم أن يكون “حزب الله” مُحرَجاً من العملية التي قام بها “رفاقه” في “فرع فلسطين” من المخابرات السورية. فليس سهلاً على “الحزب” أن يفسّر لجمهوره أن الأدوات الفلسطينية التي أرسلتها دمشق لـ”الدفاع عن أهل السنّة” هي نفس الأدوات (السورية) التي تهرق كل يوم دماء عشرات العراقيين “الشيعة”. ويتبيّن إحراج “الحزب” في بيانه المرتبك الذي يكاد يتبرّأ (لولا الظروف القاهرة..) من هذه العملية السورية المكشوفة. الإرتباك ظهر في بيان الحزب الذي دعا الى “تطويق الاحداث والاشتباكات الحاصلة والقيام بمعالجة سياسية جريئة لانهاء الأزمة القائمة وهي بالدرجة الاولى مسؤولية الفريق الحاكم في السلطة الذي عليه ان يبادر ويتحرك ولا يترك الساحة تحترق”! وكان سبقه بيان للوزير “التابع” للحزب، فوزي صلّوخ، جاء فيه: ” اننا نستنكر بشدة هذا الاعتداء الذي نعتبره اعتداء على لبنان ووحدته وسيادته”. وهذا الموقف “مفاجأة سارّة” ممن يحمل لقب وزير خارجية لبنان.
“دولة الرئيس” عمر كرامي “اختفى” وامتنع عن التصريح، رغم سقوط 23 قتيلاً من الجيش اللبناني. وأصدر مكتبه بياناً نفى فيه أن يكون هنالك “إنتشار مسلّح لأنصار الرئيس عمر كرامي في بعض أحياء طرابلس”. بيان حزب “دولة رئيس” حكومة لبنان السابق ترحّم على “الشهداء” من غير تحديد، ولم يذكر شهداء الجيش اللبناني بكلمة واحدة.
النائب أسامة سعد لم يفهم من العملية السورية سوى أنها تخدم مخطط “الفوضى البنّاءة”. أي أن العملية السورية تخدم مشروعاً أميركياً! برافو، المهم أن يصفّي أسامة سعد حساباته مع آل الحريري حتى على حساب الوطن. هل هذا يليق بمن يحمل تراث معروف سعد؟
كالعادة، “الجنرال” تفوّق على الجميع: إذا كان الجيش اللبناني تعرّض للإعتداء “على يد من استضافهم وأمن لهم المسكن والمأوى”، “فالمسؤولية تقع على السلطة (التي لا همّ لها) إلا التفتيش عن مماحكة معارضيها”! منطقي، أليس كذلك؟
وماذا أيضاً:
“وقد وضعت هذه السلطة القائمة الأولوية لمعالجة السلاح الذي حرر الأرض وهو عنصر استقرار في الجنوب وغيره”. يعني، سلاح حزب الله “عنصر إستقرار في الجنوب” بينما.. المعركة تدور في الشمال!
والحل:
“اليوم لا نرى حلا جديا لمعالجة كل الأزمات القائمة إلا برحيل هذه الحكومة، ولا نريد بعد اليوم أن نسمع اجتهادات وتبريرات”.
كلام “الجنرال” يطمئن الناس إلى أننا لسنا على أبواب تكرار أحداث 1975. هل يتصوّر أحد أن بطل حرب التحرير كان سيدلي بمثل هذا التصريح عشية الحرب الأهلية؟
*
في ما يلي مجموعة من التصريحات المعبّرة:
“حزب التحرر العربي” نفى اي انتشار مسلح لأنصار الرئيس كرامي
وطنية – 20/5/2007 (سياسة) أصدرت الدائرة الاعلامية في “حزب التحرر العربي” البيان الآتي: “انبرى بعض المندسين المأجورين والمعروفين، على اطلاق افتراءات عن انتشار مسلح لانصار الرئيس عمر كرامي في بعض أحياء طرابلس.
ان هذا الابتذال عار عن الصحة، فحزبنا بلسان رئيسه قد أعلن منذ زمن بعيد عن استعداده لبذل الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على السلم الاهلي, ليس في طرابلس فحسب، بل في كل الشمال وكل لبنان.
رحم الله الشهداء الذين سقطوا، وحفظ الجرحى, ووقى الوطن من كل شر”.
قبل إنزال هذه المادة، أي بعد أكثر من 15 ساعة على بدء القتال في مدينة طرابلس حيث يقيم، أصدر عمر كرامي البيان التالي الذي يحيّي فيه الجنود اللبنانيين الذين يتصدّون.. “لهذه الأعمال الخطيرة”!! البيان لا يتضمّن إشارة واحدة إلى “فتح الإسلام”، ربما حرصاً على “عدم التسييس”..
الرئيس كرامي حيا بسالة الجيش ودعا الى عدم التسييس
وطنية – 20/5/2007 (سياسة) شجب الرئيس عمر كرامي، في بيان مساء اليو “بشدة، الاعمال الخطيرة التي استهدفت المواطنين الابرياء، كما استهدفت الامن والاستقرار في طرابلس والشمال”.
وتوجه بالتحية الى قيادة وضباط وافراد الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية “الذين يتصدون ببسالة ومسؤولية لهذه الاعمال الخطيرة”، متقدما بتعازيه الحارة الى اهالي وقيادة الشهداء الابطال “الذين سقطوا وهم يدافعون عن أمن ابنائهم وبلادهم”.
واعتبر ان “محاولة البعض تسييس واستغلال هذه الاحداث الدامية سياسية وشعبيا، ينم عن عدم تقدير للمسؤوليات الوطنية الخطيرة في هذه الاوقات الحساسة والدقيقة”.
“حزب الله”: هناك من يريد زج الجيش في صراع دام خدمة لمشاريع وأغراض معروفة
وطنية – 20/5/2007 (سياسة) أصدر “حزب الله” البيان الآتي:
“ان حزب الله يدين اي اعتداء من أي جهة صدر يطال الجيش اللبناني والقوى الأمنية ويهدد الأمن والاستقرار والسلم الاهلي في لبنان ويؤكد على أهمية دور الجيش في الحفاظ على السلم الداخلي ووجوب حماية موقعه ودوره في هذا المجال.
ويدعو “حزب الله” الى ضرورة تحييد المدنيين لبنانيين وفلسطينيين والحفاظ على أرواحهم ودمائهم مهما كانت الظروف الميدانية صعبة وقاسية.
اننا نشعر ان هناك من يريد جر الجيش اللبناني الى هذا الصدام وان هناك من يريد زج الجيش اللبناني في صراع دام قد لا ينتهي بسهولة خدمة لمشاريع واغراض معروفة، ونسمع دعوات الى مزيد من التصعيد والقتال الذي سيؤدي حكما الى المزيد من نشر الفوضى وتعميم الصدامات في لبنان.
أمام هذا الواقع يجب المسارعة الى تطويق الاحداث والاشتباكات الحاصلة والقيام بمعالجة سياسية جريئة لانهاء الأزمة القائمة وهي بالدرجة الاولى مسؤولية الفريق الحاكم في السلطة الذي عليه ان يبادر ويتحرك ولا يترك الساحة تحترق كما هي الآن”.
الوزير صلوخ: الاعتداء على الجيش اعتداء على لبنان ويجب الاقتصاص من المجموعة المتسترة بالدين الاسلامي
وطنية – 20/5/2007 (سياسة) دان وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ، الاعتداء الاثم على الجيش اللبناني في الشمال. وقال “اننا نستنكر بشدة هذا الاعتداء الذي نعتبره اعتداء على لبنان ووحدته وسيادته”.
وطالب الوزير صلوخ ب”الاقتصاص من هذه المجموعة المتسترة بالدين الاسلامي، ووضع حد لعبثها بامن واستقرار لبنان”. وقال: “ان اعتداء اليوم يستدعي من الجميع التعاون والتكاتف لحفظ لبنان مما يحاك له من مؤامرات. كما نطالب بأن يتمسك الجميع باستمرار الجيش في اداء مهامه الوطنية في حماية المواطنين وحفظ الامن والاستقرار”.
وختم: “اننا نحيي الجيش والقوى الامنية، ونعزيهم بالشهداء الذين سقطوا. ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل”.
النائب اسامة سعد استنكر الاعتداء على الجيش:
يخدم مخطط نشر ما يسمى ب”الفوضى البناءة”
وطنية – 20/5/2007 (سياسة) استنكر رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور اسامة سعد، في تصريح اليوم، تعليقا على الاحداث في منطقة طرابلس “أشد الاستنكار الاعتداء الذي تعرض له الجيش اللبناني من قبل الجماعة المعروفة باسم “فتح الاسلام”. وووجه التحية الى أرواح شهداء الجيش والضحايا من المدنيين الابرياء.
وقال: “ان ما أقدمت عليه هذه الجماعة من اعتداء على الجيش ومن افتعال اشتباكات لم تسلم منها مدينة طرابلس ومناطق اخرى في الشمال، انما يصب في مصلحة اعداء لبنان واستقراره ويخدم مخطط نشر ما يسمى ب”الفوضى البناءة” في ربوعه. ولا يخفى ان هؤلاء الاعداء قد أبدوا في أكثر من مناسبة انزعاجهم من العقيدة الوطنية التي يحملها الجيش اللبناني، ومن رفضه الانحياز الى جانب المشاريع التي يعدونها للبنان والمنطقة العربية”.
ورأى أنه “من الضروري التنبيه الى ان ظاهرة “فتح الاسلام” وغيرها من الظواهر المشابهة قد نمت في ظل مناخ التعبئة المذهبية التي كان لاطراف فريق السلطة الدور الابرز في تغذيته، كما نمت في ظل المحاولات الحثيثة لاستدراج الفلسطينيين في لبنان الى الصراع الداخلي وزجهم فيه”.
وختم مؤكدا “ان المطلوب من هذا الفريق ليس مجرد استنكار ما حدث، ولا الاكتفاء بالمعالجات الامنية، بل المطلوب هو الاقلاع عن ممارسة اسلوب التعبئة الطائفية والمذهبية. فقد ثبت بالملموس ان هذه الممارسة لها نتائج بالغة الخطورة وان هذه النتائج لا تستثني احدا بل تنعكس على الجميع. كما ان المطلوب من هذا الفريق التخلي نهائيا عن محاولة استخدام الورقة الفلسطينية لزيادة وزنه وتحقيق مكاسب داخلية”.
الجنرال عون: اليوم لا نرى حلا جديا لمعالجة كل الأزمات القائمة إلا برحيل هذه الحكومة
وطنية – 20/5/2007 (سياسة) علق رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، على الإعتداء الذي استهدف الجيش اللبناني فجر اليوم في الشمال، بالتصريح الآتي:
“حقًا إنه ليوم أسود أن يستهدف جيش على أرضه وهو يسعى إلى تثبيت الأمن والإستقرار، على يد من استضافهم وأمن لهم المسكن والمأوى.
ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الجيش اللبناني لهذا الغدر، وقد تتكرر المأساة لأن ليس في لبنان سلطة تأخذ العبرة وتتصرف على هذا الأساس.
ففضلا عن الرسالة التي وجهناها إلى الأمين العام للأمم المتحدة وأشرنا فيها إلى خطر تنامي التنظيمات الإرهابية على أرضنا، حذرنا كثيرا السلطة القائمة عندنا من مغبة التراخي في معالجة نمو هذا الخطر، ولكن لا حياة لمن تنادي، في وقت لا هم لهذه السلطة إلا التفتيش عن مماحكة معارضيها، والتغافل عما يجرى من تحضير لضرب المؤسسات الأمنية، وهي على علم مسبق به، من خلال التحقيقات التي أجرتها مع موقوفين، ومن خلال المعلومات المدونة لديها في سجلات التحقيق والإفادات.
وقد وضعت هذه السلطة القائمة الأولوية لمعالجة السلاح الذي حرر الأرض وهو عنصر استقرار في الجنوب وغيره، على معالجة الخطر الحقيقي الذي يتربص بالمجتمع اللبناني.
اليوم لا نرى حلا جديا لمعالجة كل الأزمات القائمة إلا برحيل هذه الحكومة، ولا نريد بعد اليوم أن نسمع اجتهادات وتبريرات، هي أعذار أقبح من ذنب، لأن التقصير أصبح أكثر من واضح وعلى قياس الجمهورية اللبنانية بكاملها.
نتوجه من قائد الجيش اللبناني ومن أهالي الشهداء العسكريين بأحر التعازي، ونتمنى لشهدائنا الأبرار الرحمة والخلود، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل، ولأهلنا في الشمال الصبر والعزاء. ونطلب من القوى المسلحة أن تنهي عملها بما يتوجب عليها بعد الإعتداء السافر الذي تعرضت له”.