يحاول في تصريحاته أن يبعد أية شبهة عن سوريا في أي من الجرائم السياسية
وطنية – 30/4/2007 (سياسة) أدلى عميد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية كارلوس اده بالتصريح الآتي:”استوقفتنا بعض المواقف التي أطلقها (النائب) العماد ميشال عون في حديثه الى جريدة “الشرق الأوسط” بتاريخ 29/4/2007 إن من حيث المضمون أم لناحية الألفاظ والتعابير التي استخدمها الجنرال في معرض رده على بعض الأسئلة.
اللافت أولا حديث الجنرال عن أن العماد لحود “سيأخذ المبادرة” عند انتهاء ولايته و”أن البلاد ستنقسم” حيال تلك المبادرة وان “الأقوى سيأكل رأس الآخر”. فالملاحظ ان العماد عون يحن كثيرا الى مراحل قاتمة مؤلمة في تاريخ لبنان الحديث حيث تولى رئاسة حكومة انتقالية قاد من خلال البلاد الى مغامرات ومآس مؤلمة جدا للبنانيين. فمن الواضح أن العماد عون يدفع بالعماد لحود الى تشكيل مثل هذه الحكومة (برئاسة عون أيضا؟!) مبشرا الشعب اللبناني منذ الآن بإنقسام حول الخطوة التي يقترحها على الرئيس لحود وأن هذا الانقسام سيؤدي الى إدخال البلاد في وضع تسوده شريعة الغاب بدليل قوله “ان الأقوى سيأكل رأس الآخر”، فهل ان اللبنانيين يعون حقيقة الى أين يأخذهم مشروع الجنرال بعد أن بلغ به اليأس من تولي رئاسة الجمهورية، كما يبدو، الى اتباع سياسة “علي وعلى أعدائي يا رب”، ولو أدى ذلك الى انهيار الهيكل على رؤوس الجميع، ثم يقول الجنرال بأن الرئيس لحود قد أقسم على احترام الدستور ويدعوه العماد عون الى خرقه بتلميحه الى إمكانية تشكيل حكومة انتقالية، في حين يعلم الجميع ان الدستور الجديد لم يعد يسمح بإجراء كهذا كما في السابق، لأن تشكيل الحكومة يجب أن يأتي ثمرة مشاورات نيابية إلزامية، إلا إذا كان الجنرالان عون ولحود يفكران فعلا بانقلاب عسكري يمكنهما من وضع الدستور والقوانين جانبا، وهذا بدون أي ريب، حلم يبدو أنه يروادهما بشدة، إذا ما عدنا الى اسلوبهما في تعاطي العمل السياسي.
حقا كم هي بعيدة تلك المرحلة التي كان العماد عون يكيل فيها كل يوم باتهامات العمالة للسوريين والى العماد لحود وسائر مكونات قوى 8 آذار!.
أما قول الجنرال أنه لا يمكن تحميل المعارضة مسؤولية الأزمة الاقتصادية، ويبرىء كليا السوريين وحلفائه من حركة أمل الى النائب ميشال المر والوزير السابق سليمان فرنجية من أي دور في تلك الأزمة التي نتجت بشكل أساسي من 15 سنة من الوصاية السورية في كل الميادين ومن ضمنها الاقتصاد. كما يتجاهل كلام العماد عون كلفة إعادة تجهيز الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الخ… ولا بد هنا للحكومة من أن تقوم بتوضيح كيفية تشكل الدين العام لكي تمنع استمرار استغلال هذا الموضوع من قبل بعض الديماغوجيين.
وعلى أية حال، وخلافا لما يقوله الجنرال، ان حرب تموز وحدها كان لها أثر سلبي هائل على الاقتصاد إذ ارتفع الدين العام بنسبة 15 بالمائة خلال شهر واحد. وبالمناسبة نجدد سؤالنا للعماد عون، هل أعلمه السيد نصر الله بعملية الخطف أم لا؟ ولماذا لا يجيب على هذا السؤال المحرج أمام الرأي العام اللبناني؟
أما حديثه عن الخيم في وسط بيروت، فقد يكون على حق جزئيا أنها سبب الأزمة الاقتصادية لأن مفعولها السلبي على الاقتصاد لا يقارن بمفعول تصريحات العماد عون ووعوده بالفوضى والعنف وتهديداته للبنانيين بحمامات الدم وكسر الرقاب وإقفاله اللاقانوني للطرقات!
وفي هذا الاطار نذكر الجنرال ان الطرقات المقفلة في قريطم وفي بعض المناطق الأخرى إنما هي نتيجة للاغتيالات التي طاولت شخصيات 14 آذار والتي يبدو ان الجنرال يستخف بها الى حد كبير. كما ان إقفال الطرق والاجراءات الأمنية المتخذة إنما هي مماثلة لتلك القائمة في محيط منزل الرئيس بري مثلا أم في منطقة إقامة الجنرال عون نفسه فلم الاستغراب؟ أما حفرة السان جورج التي يتحدث عنها الجنرال أتراه كان يفضل أن يتم ردمها في اليوم نفسه كما أراد الضباط الأربعة الموقوفون والذي أصبح عون أشد المدافعين عنهم؟
ويتابع الجنرال حديثه قائلا أنه لنفترض أنه كان حقيقة قريبا من سوريا، إلا أن ما فات الجنرال أن أمر قربه من سوريا لم يعد في مجال الافتراض بل هو حقيقة دامغة وذلك منذ ما قبل اغتيال الرئيس الحريري، منذ أن بدأ يفاوض معهم من أجل إسقاط الدعاوى عنه واسترداد أمواله المحجوزة. فالجنرال عون يحاول في تصريحاته تلك أن يبعد أية شبهة عن سوريا في أي من الجرائم السياسية التي جرت على الأراضي اللبنانية في السنوات الماضية.
وأخيرا يشير الجنرال ان جريمة خطف وقتل الزيادين إنما هي من عمل جهاز مخابرات وليست ثأرية، وهنا لا بد من سؤال العماد عون، طالما انه لم يعد بإمكاننا اتهام المخابرات السورية بأي شيء بعد انسحاب سوريا من لبنان فهل يمكننا الاستنتاج من حديثه أنه يشك بالمخابرات الاميركية أم الفرنسية؟.