تمنّى عدم عقد لقاءات سياسية في مكّة واتهم بندر بن سلطان بدعم جماعات أصولية ضد حزب الله
أثارت قضية مصادرة السلطات الأردنية شرائط المقابلة التي أجراها مدير مكتب «الجزيرة» في بيروت الزميل غسان بن جدو مع ولي العهد الأردني السابق الأمير الحسن بن طلال، الكثير من علامات الاستفهام السياسية أكثر من الإعلامية. ومع أن خطوة المصادرة تشكل، بالدرجة الأولى، تضييقاً على العمل الإعلامي، إلا أن الأسئلة تمحورت حول مكانة الأمير في الأردن وحول مضمون المقابلة التي اعتبرت السلطات الأردنية أن «الجزيرة أدارتها بشكل يسمح بتوظيفها سياسياً في خلافات قطر مع المملكة العربية السعودية».
الزميل غسان بن جدو الذي اجرى المقابلة ، والمتواجد حالياً في قطر أوضح لـ«السفير» أن نقاطاً عديدة يظنها تقف خلف قرار المصادرة. أولها أن الأمير الحسن بن طلال أشار في المقابلة بشكل علني ومباشر، إلى تقارير أميركية تتحدث عن دعم الأمير السعودي بندر بن سلطان لجماعات أصولية لمواجهة حزب الله في لبنان. نافياً ان يكون الأمير حسن قد كشف عن معلومات أو تفاصيل أخرى غير منشورة في هذا الإطار. كذلك شرح بن جدو لـ«السفير» ان الأمير بن طلال تطرق مطولاً إلى مكانة مكة المكرمة، متمنياً عدم عقد اللقاءات السياسية في المدينة ذات القدسية الدينية، وذلك كي لا تتحمل المدينة وزر هذه اللقاءات، «إذ يجلس السنة والشيعة ليعقدوا اجتماعات، ثم يذهبون بعدها ويعود التقاتل وسفك الدماء»، مقترحاً ان تجرى لقاءات كهذه في أماكن أخرى كالرياض مثلاً.
أما النقطة الشائكة الأخرى التي وردت في المقابلة، بحسب بن جدو، فكانت حديث ولي العهد الأردني السابق عن تعاون أطراف عربية مع الولايات المتحدة الأميركية بهدف ضرب إيران وإحداث فتنة شيعية سنية، موضحاً ان الأمير أطلق على الحرب ـ الفتنة هذه اسم «حرب المئة عام».
ويبدو أن ولي العهد الأردني السابق لم يتردد في ذكر اسماء في المقابلة، إذ وجه سهام الانتقاد إلى أمين عام هيئة العلماء المسلمين حارث الضاري، على اعتبار انه واحد من الذين يتسببون بالفتنة السنية الشيعية، كما ذكر بن جدو، الذي أشار ايضاً الى ان الأمير الحسن «لم يتجنّ على السعودية، ولا جرّح فيها، ولا أشار إليها بسلبية».
وبسؤال «السفير» كيف علمت السلطات الأردنية بموضوع المقابلة أجاب بن جدو: «لقد دخلت الأردن من الباب وليس من الشباك، وكنت قد أخبرت الناطق باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة عن اللقاء الذي تم في الديوان الملكي»، معتبراً ان السؤال الحقيقي يتمحور حول كيفية معرفة السلطات بمضمون اللقاء «وهذا ما لا أعرفه، لأنه بعد ساعتين من الوقت، توجه المخرج إلى المطار وكان رجال الأمن في انتظاره وأخذوا الشريط والصور الفوتوغرافية».
وشدد بن جدو على أنه أبدى كل استعداد للتعاون، وصل إلى حد إعادة إجراء اللقاء مع الأمير الحسن بن طلال، لكن السلطات الأردنية رفضت بشكل قاطع.