تهل علينا هذه الأيام الذكرى الحادية والستين ليوم الجلاء العظيم، ” جلاء المحتل عن أرض الوطن وجلاء الذل عن نفوس الناس” في السابع عشر من نيسان 1946، يوم نهاية الانتداب الفرنسي على بلادنا وولادة الدولة الوطنية المستقلة.
الاستقلال هذا الانجاز العظيم الذي قدم السوريون في سبيله الكثير من التضحيات، حين عمت الثورات المناطق السورية كافة من الأيام الأولى التي وطئت بها قوات الاحتلال أرض الوطن. ثورات عديدة بقيادة وطنيين كبار من أمثال صالح العلي وإبراهيم هنانو وحسن الخراط وأحمد مريود وعبد الرحمن الشهبندر. وتوج السوريون نضالاتهم ضد الاحتلال بإطلاق الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش 1925- 1927. وكان مثالهم وقدوتهم في ذلك الشهيد يوسف العظمة في مواجهته البطولية للقوات الفرنسية الزاحفة على سوريا واستشهاده في معركة ميسلون عام 1920.
أنجز السوريون طموحهم بنيل الاستقلال الوطني، كي يبنوا بلدهم بأيديهم ولمصلحتهم وبالطريقة التي تناسبهم. فأسسوا دولة ديمقراطية تعددية، بنظام جمهوري برلماني قائم على الحياة الدستورية واحترام إرادة الشعب، يوفر صيانة الحريات العامة، وسيادة القانون الذي يتساوى جميع المواطنين أمامه في الحقوق والواجبات. ورغم حداثة التجربة الديمقراطية القصيرة التي بناها جيل الاستقلال، إلا أنها تشكل أحد المعالم الهامة في التاريخ السوري الحديث، لما قدمته من مثال يحتذى في البناء الوطني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، يحقق الوحدة الوطنية الفعلية، ويحصن البلاد في مواجهة قوى العدوان والتآمر الخارجي. واستطاعت سورية الانتصار في العديد من المعارك، وتجاوز الكثير من الصعوبات بفضل النظام الديمقراطي الذي أطلق طاقات الشعب ونظمها ووحدها، ووضعها في خدمة الوطن.
في ستينيات القرن الماضي، وفي ظروف المد القومي المترافق مع حالة الاستقطاب الدولي، انقطع المسار الديمقراطي المبني على الشرعية الدستورية، واستبدل بنظام الطوارئ والأحكام العرفية، ووقعت سورية تحت سطوة النظام الشمولي، حيث صودرت الحريات ولوحقت الأحزاب السياسية، وفتحت السجون أبوابها للوطنيين والمناضلين. وأصبحنا أمام نظام الحزب الواحد والرأي الواحد واللون الواحد، وصار الآخرون كل الآخرين مجرد رعايا في دولة أمنية تغولت على المجتمع، فهمشته وأخرجته من السياسة والعمل العام. ومع تقدم الزمن تراجع الإنتاج وغاب الإبداع وعمت الفردية والانتهازية وشاع الفساد، وصار الشعب مستباحاً في حريته وأحلامه ومقدراته. أربعة وأربعون عاماً لا وجود فيها للحقوق المتساوية والفكر الحر والرأي المختلف، فتراجعت فكرة الوطن والمواطن ولم تتقدم عملية البناء الوطني، بل دخلنا في دوامة لا تنتهي من الأزمات والأخطاء التي لم تستطع أساليب القمع السلطوية أن تجد سبيلاً لعلاجها أو الخروج منها، فوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم من أزمة بنيوية شاملة تمس جميع جوانب الحياة وتلامس حدود الخطر.
ذكرى الجلاء التي يحتفل بها شعبنا السوري هذه الأيام، تعيد علينا طرح سؤال الاستقلال من جديد، وأين نحن من الدولة الوطنية المأمولة التي ضحى أجدادنا من أجلها؟ وما الذي أنجز من مهامها في المجتمع والسياسة والاقتصاد والعلوم والفنون؟ وأين أصبحت دولة القانون والمؤسسات؟ وما هو وضع الحريات وحقوق الإنسان فيها، وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير والتنظيم والتنقل؟ يقيناً إن النتيجة مخيبة للآمال.
إن القوى الوطنية الديمقراطية المؤتلفة في إعلان دمشق للتغير الوطني الديمقراطي، إذ تهنئ الشعب السوري بذكرى انتصار الجلاء، لا يغيب عنها استمرار وجود الجولان الحبيب تحت الاحتلال الإسرائيلي. فتحيي أهله الكرام وصمودهم البطولي في وجه قوات الغزو، وخاصة الأسرى منهم في السجون الإسرائيلية. وتعتبر أن الجلاء العظيم سيكتمل بتحريرهم وتحرير الأرض من رجس الاحتلال.
إن التغيير الوطني الديمقراطي الذي تنادي به مختلف قوى المعارضة السورية على اختلاف مواقعها وانتماءاتها هو مهمة جميع السوريين، يتم بأيديهم ولمصلحتهم ومصلحة بلدهم، فيعيد للشعب حقوقه وحرياته المفقودة، و دوره في تقرير شؤونه. ويرجع للبلاد دورها العربي والإقليمي والدولي بعد طول معاناة مع العزلة والاستبداد. وفي سبيل نظام ديمقراطي، ينقذ البلاد من التخريب والفساد، ويعيد الاعتبار لقيم العمل والإنتاج، للإنسان والمواطنة والحياة الدستورية، لدولة القانون والمؤسسات. ويفسح المجال في الحقل السياسي ليتسع لكل الرؤى والأفكار والتوجهات السياسية على امتداد الوطن، دون إبعاد أو استبعاد ودون أثرة أو تمييز من أي نوع.
تحية لأرواح شهداء الاستقلال وجميع المعارك الوطنية الأخرى.
تحية للمعتقلين السياسيين وسجناء الرأي في سجون السلطة.
تحية للمناضلين من أجل التغيير الوطني الديمقراطي.
دمشق في 17 / 4 / 2007 إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
مكتب الأمانة
*
بيان نائب ربيع دمشق مأمون الحمصي
في يوم الجلاء العظيم معا لعودة الحرية لوطننا المسلوب
يا شعب سوريا الحبيب
بداية أتقدم لكم بأصدق مشاعر الحب والتهنئة بيوم الجلاء العظيم الذي صنعه الآباء والأجداد بدمائهم الذكية وبأروع صور التضحية و التكاتف والمحبة فأصبحت سوريا أسرة واحد ة بمختلف انتماءاتها الدينية والسياسية واستطاعوا صناعة الجلاء العظيم بالتفاف الشعب حول زعماء وطنيين شرفاء سطرهم التاريخ رحمهم الله جميعا.
يا أبناء وطننا الحبيب من المؤسف والمحزن أن تأتي هذه الذكرى الغالية على قلوبنا وقد خطف الوطن من قبل نظام دكتاتوري عائلي حاقد ناشرا للفرقة والكراهية بين أبناء الوطن بعد أن سلبه كل شيء وأغلى شيء، حريته وكرامته وخيراته ضاربا أعلى أرقام الفساد والاختلاس والقتل على وجه الأرض. وقد بنى السجون وزج فيها خيرة أبناء الوطن وهرب الكثير خارج الوطن خوفا من بطشه ومجازره التي فاقت كل تصور دون رادع أو محاسب.
أيها الإخوة والأخوات إن واجبنا الوطني يدعونا لجمع صفوفنا وتوظيف إمكانياتنا وتطوير عملنا وبشكل سلمي لمواجهة حالة الهستريا التي يعيشها النظام الدكتاتوري وأن نقدم كل الدعم لهؤلاء الأبطال الذين يفتخر بهم الوطن وهم يتابعون رسالتهم من السجون من المنفردات بعيدين عن أطفالهم وأسرهم وأحبابهم وبأصعب الظروف الصحية التي تتبع لتصفيتهم على أيدي أبرع الجلادين. إن مواقفهم التي يرسلونها لنا هي أكسجين الحرية التي يستنشقها الشعب من خلال المواقع الإلكترونية التي تشكل عقدة لهذا النظام وكلنا يعلم كم يبذل من الجهود والإمكانيات لحجب هذه المواقع ولمنعها الوصول إلى الشعب السوري الحبيب
ومن المؤلم غياب الإعلام الدولي والعربي عن نقل معاناة وآلام الشعب السوري وما يجري له فأصبح الداخل السوري خطا أحمر ممنوع الاقتراب منه أو تسليط الضوء عليه خوفا من بطش النظام الفرعوني الذي يلجأ لإرسال الهدايا الكثيرة والمتنوعة بأوزان وأشكال وطرق مختلفة لكل من ينتقده أو يختلف معه أو إتباع أسلوب الرشوة في بعض الأحيان من خيرات الوطن ودم الشعب لتحسين صورته والتستر على أفعاله ومن أجل أن يبقى الأقوى لحماية جبهته مع إسرائيل من أي خرق. وهنا يجب أن يعلم الجميع أن هذا النظام لا يمثل الشعب السوري فهو يحكم بالحديد والنار بحجة التحرير وشعارات كاذبة على مدار سنوات طويلة وإن هذا النظام يستطيع عقد صفقة في الظلام كما جرت العادة ومعروف نتائجها علما أن الشعب يريد السلام عبر من يمثله بشكل صحيح عبر انتخابات صحيحة ومراقبة دولية بعد إسقاط هذا النظام المجرم.
أما أنتم يا مشاعل الحرية داخل السجن الصغير أو السجن الكبير يا سجناء الرأي والضمير نقسم بالله لكم أننا معكم ووراءكم إلى الوصول للحرية وعودة الوطن المسلوب لأبنائه الذين قدموا أروع أنواع التضحيات والبطولات لبلوغهم هذا الهدف السامي.
عاشت سوريا عاش شعبها العظيم نائب دمشق السابق
محمد مأمون الحمصي
*
بيـــــان
بمناسبة جلاء الفرنسيين عن سوريا
أبناء وبنات الشعب السوري العظيم
تمر في سوريا هذه الأيام الذكرى الواحد والستون لجلاء أخر جندي فرنسي عن أراضي الجمهورية السورية التي سميت لاحقاً (بالجمهورية العربية السورية) في 17 نيسان 1946 في وقت تشهد الساحة الإقليمية والدولية تعقيدات وتداخلات لا يمكن حلها إلا من خلال رزمة متكاملة من الحلول المجتمعة لازمات ومشاكل المنطقة المزمنة التي بقيت دون حلول جدية منذ أمد طويل .
فإنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي من قبل مجلس الأمن لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري أصبح في حكم المؤكد للاقتصاص من الجناة لينالوا الجزاء العادل بالرغم من كل الممانعات والجهود لإفشالها أو عرقلتها , على حين أن الضغوطات قد ازدادت على النظام الإيراني لإيقاف برنامجه النووي وما العقوبات التي فرضت مؤخراً إلا دليل أخر على جدية المجتمع الدولي في معالجة الملف المذكور , أما الدم العراقي فما زال يسيل في الشوارع من قبل قوى الظلام والإرهاب التي تعيث في الأرض فساداً وتقتيلاً وتلقى الدعم المادي والمعنوي من أنظمة المنطقة وخاصة دول الجوار العراقي , أضف إلى ذك التوتر الذي حصل مؤخراً بعد تصريحات اردوغان الأخيرة حول ما ورد في مقابلة السيد مسعود البارزاني رئيس الإقليم مع قناة العربية , ويبدو أن الطورانية التركية جادة بالتدخل لتنفيذ تهديدها إذا لم تلقى رادعاً قوياً يمنعها من فعل ذلك , ويمكننا التأكيد في هذا السياق أن على قادة الإقليم الاستفادة من العمق الكوردستاني في الأجزاء الثلاثة الأخرى من كوردستان وهي أوراق مهمة إن أحسن استعمالها.
على حين يشهد الوضع السوري بشقيه الوطني والكوردي تراجعاً ملحوظاً في مجال الحريات وحقوق الإنسان التي باتت تستباح في وضح النهار دون سبب يذكر , بالإضافة إلى تدني مستوى المعيشة واستشراء الفساد في الدولة والمجتمع , علماً أن من أهم المنجزات المخزية للجلاء بعد استيلاء البعث على السلطة هي المادة الثامنة من الدستور المرسخة لقيادة البعث وامتلاكه للدولة والمجتمع وسريان قانون الطوارئ والأحكام العرفية وتكميم الأفواه واعتقال المعارضين السياسيين وتصفية الخصوم وتغيير اسم الدولة من الجمهورية السورية إلى الجمهورية العربية السورية وتجريد الكورد المجنسين واعتبارهم أجانب محرمون من كافة الحقوق حتى وصل العدد مؤخراً أكثر من 300 ألف كوردي بالإضافة إلى تعريب أسماء المناطق والمحال الكوردية والاستيلاء على الأراضي الخصبة وتوزيعها على العرب المغمورين وحرمان الفلاح الكوردي من أخصب الأراضي الزراعية في منطقة الأجداد .
وقد ازدادت الإجراءات والتدابير العنصرية بحق الشعب الكوردي خاصة بعد انتفاضة 12 آذار 2004 التي شهدتها سائر المناطق والقصبات الكوردية وأماكن التواجد الكوردي في المدن السورية الأخرى , وتمثلت هذه الإجراءات في إقصاء الكورد عن المناصب القيادية وسد منافذ العمل في وجههم وإتباع سياسة أفقارية وإهمال متعمد للمناطق الكوردية بالإضافة إلى انتشار التشيع والقبيسيات حيث تجري برعاية أطراف السلطة وهنا يجب ألا ننسى إنشاء الثكنات العسكرية ولأول مرة في تاريخ المنطقة الكوردية من اجل عسكرة المنطقة لقمع أي تحرك كوردي قد يحدث في المستقبل وهذا إن دل فإنما يدل على نوايا سيئة مبيتة لدى السلطة لزعزعة الاستقرار والسلم الأهلي بين الفئات القومية والاثنية كما حصل مؤخراً في ديريك 2/4/2007 حيث قتل شاب كوردي وجرح اثنان آخران جراء الاحتقان الطائفي المدعوم من قبل السلطة .
لقد ناضل أبطال سوريا الأشاوس دون كلل أو ملل أو تفريق بين القومية أو الدين في سبيل تحرير سوريا فعمت الثورات أرجاء البلاد من الغوطة وجبل العرب وجبل الزاوية وجبال اللاذقية إلى ثورات الجزيرة السورية التي أظهرت الروح الوطنية في المناطق الكوردية ودافع رجال الكورد الصناديد بكبرياء وشرف عن تراب بلادهم وكان الثمن قافلة من الشهداء سقطوا في مواجهة الفرنسيين ..
في ذكرى الجلاء يتوجب العمل على توحيد الصف الوطني وتشديد العمل الديمقراطي لإحداث التغيير الديمقراطي الذي تطمح إليه المعارضة , وهذا لن يتم إلا بطرح المواضيع والقضايا العالقة داخل المعارضة بشفافية ورحابة صدر وخاصة الموقف من النظام حيث وصلت بنيته الاستبدادية إلى درجة من العقم السياسي بحيث لم يعد الالتقاء معه ممكناً تحت أية مبررات أو حجج , ونعلن من هنا إننا حالة معارضة للاستبداد البعثي تهدف إلى كسر احتكار حزب البعث للسلطة والدولة والمجتمع من خلال توزيع عادل للسلطة والثروة وبناء حالة جديدة تجسد جدلية المواطن والوطن , وان يدنا ممدودة لكل من يتقاطع مع موقفنا هذا للعمل على تشكيل جبهة ديمقراطية واسعة في مواجهة الاستبداد.
أن قيم الجلاء ومعانيه النبيلة تفترض الاعتراف بالحالة السورية المجسدة للتعدد والتنوع القومي والثقافي والديني المميزة للمجتمع السوري , البعيدة عن مقولة الحزب القائد للدولة والمجتمع التي أصبحت خارج مفاهيم العصر والإنسانية , وبما يكرّس مفهوم المواطنة القائمة على الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات، والعمل على صياغة دستور جديد يعكس الطيف السوري , ويكون عقدا اجتماعي جديد يؤمن التشارك في الوطن الواحد ويجسد وجود الشعب الكوردي كمكون فاعل وشريك كامل الشراكة , وتنفيذ سياسات اقتصادية تهدف إلى تحرير السوق ضمن سياق خطة تنموية شاملة، تجعل من الفرد ذاته هدفاً وغاية لان حرية المواطن وكرامته جزء من حرية وكرامة الوطن فالمواطن المقهور لا يمكن أن يحمي وطناً وان يحرر أرضا ويسترجع حقوقاً مغتصبة .
16/4/2007
مكتب العلاقات العامة
تيار المستقبل الكوردي في سوريا