أخي الفاضل المحبوب في المسيح سامح سامي، أشكرك على طرحك الموضوعي، وأود بداية أن أقرر إنني لست فوق النقد أو بعيداً عن العتاب، طالما كانا ـ النقد والعتاب ـ في إطار موضوعي بعيداً عن التجريح والتهكم وبعيداً عن زعم البطولة أو توظيفاً لمغنم بالقرب من السلطة، واسمح لي بأن أوجز تعليقي في نقاط محددة:
1 ـ فيما يتعلق بلقاء العلمانيين لعلك توافقني أننا لم نسع للإعلام أو نحشده و إلا لما عقدناه في مكان متواضع ـ إمكانيات ومساحة ـ كجمعية التنوير، لكنه سعى إلينا لما يمثله من أهمية على الصعيد الكنسي وربما السياسي أيضا. وتذكر معي أن موقعاً قبطياً على شبكة الانترنت حرص على التواجد رغم موقفه منا. لكن اللقاء يبقى محل تحليل وتقييم كأي تجربة لا تملك الخبرة باعتبارها باكورة تحرك مدني طال انتظارها، وبلا شك حفلت بالعديد من السلبيات التي بتجنبها سنثرى الدورات اللاحقة بالضرورة فتأتى أقل سلبية وأكثر تفاعلاً.
2 ـ فيما يتعلق باللقاء التلفزيوني فأنا معك أنه اغضب الكثيرين، وربما تجاوزت في الحوار مع رمز كهنوتي، لكنني كنت متسقاً مع قناعاتي فلم أكذب ولم أتجمل. فالكارثة المحدقة بنا ـ كنيسة وأفراداً ـ مرعبة، والمقدمات تنبئ بنتائج مفزعة تتماس مع أجواء عصور أوروبا الوسطى، والتي دفعت فيها الكنيسة هناك ثمناً فادحاً خصماً من رسالتها وإعلانها لمجد المسيح والكرازة به، مع فارق جوهري يجعل الثمن هنا أكثر فداحة وربما لا نقدر على دفعه وهو أننا في مجتمع عام متراجع ثقافيا، وخاص متراجع لاهوتياً ومعرفيا واختبارياً، ومستغرق في الغيبيات ولا هادى له، وعلى المستوى الشخصي أقر بأنني كنت في حالة استنفار جراء الحملات العاتية الموجهة ضدي من جبهات عديدة تستهدف قطعي من الكنيسة ـ التي هي بالحقيقة حياتي وحبي بل ومحبوبتي ـ لذلك لم احتمل كلمات الأب الكاهن الذي حول الحديث إلى اتهام بالهرطقة يستوجب المحاكمة. الهرطقة عندي هي حرماني من عضويتي في جسد المسيح، ياه ما هذا الجبروت وعدم الإحساس بقيمة تلك العلاقة العضوية الحياتية التي لنا في المسيح؟! انه قتل بدم بارد وضمير فقد علاقته بالحياة، ثم يسألونني عن اللياقة!!.
وفى كل الأحوال مازلت مقتنعاً بأن الحوار المباشر داخل الكنيسة هو مخرجنا الوحيد من هذا المستنقع من أجل بسطاء شعبنا وشبابه، بعيداً عن التسفيه والإنكار الذي يغشى مفردات لغة وتصريحات قادة كبار في الكنيسة نكن لهم كل التقدير في المسيح الذي نأمل أن يعود يوماً إلى كرمته التي غرستها يمينه ينظر إليها ويتطلع من السماء يصلحها ويثبتها بحسب ما نردده يومياً في صلاة الليتورجيا والتي تأتى على قمة صلواتنا.
مرة ثانية أشكرك على كلماتك الصادقة والمحبة للكنيسة وليّ، وتقبل محبتي في المسيح.