أعلن المراقب العام لجماعة “الأخوان المسلمين” في سوريا علي صدر الدين البيانوني أن رئيس “جبهة العمل الإسلامي في لبنان” فتحي يكن لم يحمل أي وساطة بين الجماعة والنظام في سوريا حين التقاه في مدينة اسطنبول التركية الشهر الماضي، وأنه كان شديد التهجم على النظام السوري.
وقال البيانوني في مقابلة مع وكالة “يونايتدبرس إنترناشيونال” أمس إن “علاقتنا بفتحي يكن قديمة والرجل طلب لقاء منذ فترة واتصل ليبلغني أن لديه كلاماً يريد أن يوصله إلي فأبديت استعدادي ووجهت إليه رسالة أوضحت فيها موقف الجماعة من النظام، لمعرفتي بأنه على صلات معه وكان عائداً للتو من دمشق، وبيّنت له فيها أن أيدينا كانت ممدوة طوال خمس سنوات ولكن لم نجد أي موقف إيجابي من النظام ولذلك نحن الآن غير مقتنعين بأن هذا النظام جاد في أي حوار”.
وأوضح البيانوني أن “علامة الجدية هي أن يبدأ النظام بمعالجة الملفات الإنسانية كموضوع المعتقلين والمهجّرين والمفقودين والقانون 49 (الذي ينص على إعدام المنتسبين إلى الجماعة)، ونحن لا نرفض الحوار مع النظام عندما نتأكد من جديته من خلال معالجة هذه الملفات.. قلت له (يكن) إن وجدت بعد هذا الكلام فائدة من اللقاء معي فأنا حاضر، ولكن لم يأتني رد منه فاعتقدت أن الرجل لم يجد فائدة من اللقاء بعد أن أطّلع على رسالتي. وحين كنت في اسطنبول الشهر الماضي أبلغت الأخ الذي نزلت عنده ضيفاً أن الأستاذ فتحي على ما يبدو لم يعد مهتماً باللقاء بعدما إطّلع على رسالتي، لكنه رد بأن يكن اطلع على الرسالة وطلب منه (المضيف) ترتيب لقاء معي. حضر يكن إلى اسطنبول بعدما أبلغه مضيفي عبر الهاتف بأني موجود هناك، وحين التقينا لم يتحدث عن أي شيء يتعلق بالنظام السوري ولم تكن هناك وساطة، وتحدث في أمور المنطقة بشكل عام وضرورة أن يكون هناك تشاور وتنسيق بين القوى الوطنية والإسلامية وردد كلاماً عاماً ونحن بادلناه نفس الكلام العام”.
وكانت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، في عددها الصادر في 6 آذار الجاري، نسبت إلى يكن قوله إن اللقاء الذي جرى بينه وبين البيانوني في اسطنبول الشهر الماضي “يندرج ضمن المبادرة التي بدأتُ بها منذ فترة طويلة بهدف الوصول إلى تحقيق مصالحة بين الأخوان المسلمين والنظام السوري.. وليعودوا إلى بلدهم ليمارسوا دورهم ومواطنيتهم وبناء بلدهم جنباً إلى جنب مع المواطنين السوريين”.
وعن رده على تصريحات يكن، أجاب البيانوني “لا نريد أن نفصح عما جرى في اللقاء، فهو (يكن) كان في هذا اللقاء أشد تهجماً منا على النظام السوري، لذلك فإن ما أوردته الصحيفة حول مبادرة للوساطة غير دقيق، وأنا شخصياً سألت يكن عن الكلام الذي ينوي إيصاله لي بعد لقائه (الرئيس) بشار الأسد، فأجابني إنه التقى (الرئيس) بشار مرتين، واحدة قبل تحالفنا مع (نائب الرئيس السوري السابق) عبد الحليم خدام والثانية بعد هذا التحالف، ووجد أن الأبواب مغلقة بعد التحالف مع خدام”.
وقال “نحن في الجماعة نعتقد أن الأبواب مغلقة من قبل ومن بعد لأن موقف النظام لم يتغير بالنسبة لنا، لا حين كانت أيدينا ممدودة، ولا حين كان خدام في السلطة، ولا عندما إنشق، ولا قبل تحالفنا مع خدام، ولا بعد تحالفنا معه، ولا قبل إعلان دمشق، ولا بعد إعلان دمشق”. لكنه اضاف “إن وساطات جرت من قبل وانتهت بشكل سلبي من دون أن يجري أي حوار مباشر بيننا وبين النظام”.
المستقبل –