المشايخ الوهّابيون الذين أصدروا هذا البيان، والمؤسّسة الدينية المتخلّفة التي يمثّلونها، تكلّف، وفي أدنى التقديرات، 10 مليار دولار سنوياً (حسب تقدير غير رسمي استقنياه من أحد المسؤولين السعوديين). والأرجح أن الرقم الحقيقي يمكن أن يزيد عن هذا التقدير بنسبة 50 بالمئة. ويكفي أن يحسب المرء أكلاف رواتب المشايخ ومخصّصاتهم، وهيئات القضاء الديني، والشرطة الدينية (المطوّعة)، ومئات الجمعيات الدينية في السعودية وخارجها، وعشرات القنوات الفضائية… أي أن كلفة هذه المؤسسة المتخلّفة التي تنشر الجهل والتخلّف والتعصّب، والتي وصل بها الأمر إلى حدّ بيع الفتاوى على الإنترنيت وبالهاتف، كانت تكفي لامتصاص قسم كبير من البطالة المنتشرة في السعودية.
ومع ذلك، تبلغ الوقاحة بزمرة المشايخ المتخلّفين والمتعصّبين والطائفيين لأن تتحدّث في بيانها عن “دور نشر لا تفرّق بين حق وباطل وغايتها المال من أي طريق..”. ولأن تدعو (مثل أي رجل شرطة تافه) إلى “منع الكتب” التي “تضرّ بالعقائد والأخلاق”! هل هنالك شيخ واحد “فقير حال” وزاهد بالمال بين زمرة المشايخ الموقّعين أدناه؟ وهل يعرف هؤلاء المشايخ الذين يرمون الناس بتهم “الرذيلة” و”الإنحراف”، ما يتكبّده المؤلّف العربي، والناشر، والقارئ المحاصر بكل أنواع الرقابات البوليسية والدينية، لإنتاج الكتاب وتوزيعه وقراءته. هذا، في حين أن التفاهات التي يحرّرها مشايخ التخلّف والجهل تُطبَع وتُوّزّع، مجّاناً، وبملايين النسخ.
ثم، هل يعتقد زمرة مشايخ التخلّف والجهل والتعصّب والإرهاب أنهم يمتلكون الإسلام حتى يقرّروا، في هذا البيان التافه، أن الشيعة والإباضية والزيدية” هم من “المبتدعين” (لماذا نسوا “الصوفية؟)، وحتى يقرّروا أن المسيحية واليهودية “ديانات منسوخة” وأن “الصائبة والهندوس” وثنيون؟ ماذا تمثّل الوهاّبية المتخلّفة بين ما يزيد على مليار مسلم على وجه الأرض حتى تقوم حفنة من مشايخ التخلّف بإخراج أغلبية المسلمين من دينهم وبتوزيع الإهانات على أتباع الديانات الأخرى؟
أما الحديث عن “الإنحراف الفكري والأخلاقي ككتب الحداثة والجنس” الذي تروّج له “دور النشر العربية والعالمية”، فيكفي أن يُسأل المواطن السعودي عن رأيه في الإنحرافات الأخلاقية لقضاء وهّابي يفرّق بين رجل وزوجته وفقاً لاعتبارات “الحسب والنسب”، ويحكم على مراهق بالسجن المؤبّد لأنه “تلفّظ” بمزحة، ويحرّض علناً على الإقتتال الطائفي في العراق وفي السعودية نفسها!
المشايخ الموقّعون أدناه هم أعداء “الكتاب” في أمّة كانت تفخر بأنها “أمة الكتاب”. وقد يكون النظام السعودي بحاجة، بعد، إلى خدماتهم. ولكن المواطن العربي ليس مضطراً لإبداء المراعاة لطبقة من رجال الدين لا تخجل بأن نصف الأمة في عهدها الزاهر غير قادرة على القراءة والكتابة.
أنتم “الخط الثاني” لوزارات الداخلية العربية التي تقمع الكتاب العربي، وتمنع نشره وطباعته وتوزيعه! من المحيط إلى الخليج! قبلكم كان الحزب الشيوعي السوفياتي يمارس دور “الشرطة الفكرية” ويعيش عالةً على شعوب روسيا وجوارها، لأنه كان “حارس العقيدة”. أنتم أيضاً تعيشون عالةً على شعوب المنطقة، وتمارسون نفس الدور البوليسي الذي كان يمارسه الشيوعيون السوفيات. من كان يتصوّر أن الحزب الشيوعي السوفياتي “العظيم” سيسقط.. وبمجرّد مرسوم إداري؟ ولكنه سقط..
بيار عقل
18 شيخاً وهّابياً يطالبون بفرض الرقابة على معرض الكتاب الدولي بالرياض
دور النشر تروّج للرذيلة وغايتها المال وتنشر ما يحارب الإسلام
الشيعة والإباضية والزيدية مبتدعة، والمسيحية واليهودية ديانات منسوخة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فإن مما استفاض أمره في هذه الأيام معرض الكتاب الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والإعلام، حيث اشتمل على كثير من المخالفات الشرعية، وجاء مصادماً للسياسة الإعلامية . ويمكن إجمال المخالفات على المعرض فيما يلي:
1- فتح الباب لجميع دور النشر العربية والعالمية ، وفيها دور تروج للرذيلة، ودور لا تفرق بين حق وباطل وغايتها المال من أي طريق فتنشر الغث والسمين وما يحارب دين الإسلام ودور أخرى لطوائف من المبتدعين كالرافضية، والإباضية والزيدية التي تروج لمذاهبهم.
2- رفع الرقابة عن الكتب فتجد في بعض مكتبات المعرض كتب الديانات المنسوخة كالتوراة والإنجيل وكتب الوثنين كالصابئة والهندوسية.
وكتب الانحراف الفكري والأخلاقي ككتب الحداثة والجنس.
3- عدم اعتبار المشرفين على المعرض لجهود المحتسبين وعدم الالتفات للشكاوى من المخالفات.
4- حصول الاختلاط في كل يوم في المعرض بين الرجال والنساء لا سيما مع الزحام وضيق الممرات.
لذلك نذكر القائمين على الثقافة والإعلام أن يتقوا الله فإنهم مسؤلون عن كل ما يجري في ولايتهم وعليهم أن يعيدوا النظر في سياسة المعرض فلا يفتحوا الباب على مصراعيه في الكتب والمكتبات وأن ينتقوا من دور النشر ويمنعوا من الكتب ما يضر بالعقائد والأخلاق.
كما نذكر أصحاب دور النشر والمرتادين للمعرض أن يتقوا الله ويراقبوه فيما يبيعون ويشترون، ومن المعلوم أن ما يضر بالدين والأخلاق أخطر مما يضر بالأبدان. والمكاسب الحاصلة من التجارة المحرمة مكاسب خبيثة لا تقبل الصدقة منها ولا يبارك فيها وما يبذل من المال في كتب الضلال هو من التبذير والإسراف الذي نهى الله عنه.
نسال الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى وأن يجنبنا أسباب سخطه إنه سميع الدعاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الموقعون _____________________________________________
الشيخ العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
الشيخ العلامة/ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
أ.د. ناصر بن سليمان العمر
الشيخ محمد بن أحمد الفراج
د. سعد بن عبد الله الحميد
الشيخ. عبد العزيز بن سالم العمر
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
د. خالد بن عبد الرحمن العجيمي
الشيخ ناصر بن عبد الله الجربوع
د. عبد الله بن محمد الريس
الشيخ سعد بن ناصر الغنام
د. يوسف بن عبد الله الأحمد
الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز أبانمي
د. عبد الرحمن بن رشيد الوهيبي
الشيخ فهد بن سليمان القاضي
د.عبد العزيز بن عبد المحسن التركي
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الوطبان
د. محمد بن عبد الله الهبدان