بسم الله الرحمن الرحيم
إلى ولاة الأمر فينا.. المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن الموقعين أدناه… رجال سعوديّو الجنسية والمنشأ والمولد…
نود أن نحيطكم علماً، ونريد أن يشهد علينا البشر أجمعين، بأننا نرغب وبشدة في التخلص من الحِمل الثقيل الذي وضِعَ على كاهلنا. فقد أعيانا وسبب لنا ولبلدنا التخلف والتقهقر في اللحاق بشعوب العالم الأخرى. هذا الحِمل هو الذي جعل من مجتمعنا السعودي مجتمع قطعان، يلوك ويجتر نفس الهموم ونفس القضايا يوماً بعد يوم، منذ أن نشأت دولتنا. إننا لم نعد قادرين على العيش بين الأمم، بل أصبحنا عاجزين تماماً عن مواكبة عصر العولمة والتكنولوجيا، حيث أن نصف مجتمعنا منهك والنصف الآخر مشلول. إن الحِمل الذي أعيانا نحن السعوديين هو وصايتنا المطلقة من المهد إلى اللحد على نساء بلدنا. نحن نرغب وبشدة أن نفك هذا القيد عنا، وعن رقاب النساء من حولنا. نحن نريد ان تـُعامل المرأة كالرجل، فتكون مسؤولة عن نفسها حين تبلغ سن الرشد. نريد من حكومتنا الرشيدة أن تخلّصنا من هذا العبء الذي جعل منا أوصياء مدى الحياة على من هن لسن في حاجة لأن يكون عليهن أوصياء. النساء السعوديات اليوم حين يبلغن سن الرشد، أي سن الثامنة عشر، يصبحن قادرات على أن يقمن بجميع شؤونهن الخاصة والعامة على أتم وجه إذا ما أؤتمن على أنفسهن. فقد أثبتت جميع الشواهد والدراسات وفي كل المجتمعات، أن إحساس الفتيات اليافعات بالمسؤولية يفوق إحساس الذكور الذين من نفس العمر، لذلك فقد يكنَّ أكثر تفوقاً علمياً واكاديمياً وأخلاقياً. اليوم الفتيات السعوديات يشكلن أكثر من نصف المجتمع، ويبلغن حوالي سبعين بالمائة من خريجي الجامعات، ومائة في المائة من موظفات المدارس الحكومية بجميع مراحلها، ومنهن نسبة عالية يعملن في القطاع الصحي والتعليم الجامعي. ومعظم الودائع في المصارف تمتلكها النساء، ومعظم الموظفات السعوديات اليوم ينفقن على بيوتهن فهن يكسبن أكثر مما يكسبه رجالهن لأنهن جامعيات.
لذلك نحن الرجال السعوديين نطالب ولاة الأمر في بلدنا أن يعفونا من مهمة الوصاية على المرأة، لأنها ليست في حاجة لها، ولأن وطننا في حاجة إلى نساء ورجال يمتلكون نفس الحقوق كي يكونوا قادرين على تأدية واجباتهم الوطنية على أكمل وجه. إنه لأمر مهم لنا نحن الرجال أن نشعر بأننا لسنا سجانين، ولا حراس، ولا رادارات تنصت، ولا أجهزة مراقبة، ولا أوصياء على زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا وأمهاتنا أو علي أي من قريباتنا. إننا نعلم جيداً إن المرأة الصالحة كالرجل الصالح سيظلان يسيران تجاه عمل الخير حتى لو فـُتحت لهما جميع أبواب الفساد والرذيلة، والمرأة الطالحة والرجل الطالح ستقودهما نفساهما الأمارتان بالسوء إلى عمل الشر، حتى لو شُرعت لهما جميع منافذ الأعمال الصالحة والفضيلة، لذلك وصاية الرجال على النساء ما هي سوى هراء وعرف بات عديم الصلاحية، فقد سبب لنا ولنسائنا ولمجتمعنا أضراراً نكابدها كل يوم في جميع مناحي الحياة، لذا نطالب بإلغائه من أجل إعطائنا الحرية وإعطاء نسائنا حقهن في تقرير مصائرهن مثل سائر البشر في جميع بقاع الدنيا.
هذا ما لزم ذكرناه لكم، ونتمنى منكم أن تستجيبوا لطلبنا بأسرع وقت، ولكم منا جزيل الشكر والإمتنان.
الموقعين:
جميع الرجال السعوديين النبلاء.