الجبيل – سعيد رجاء الحياة
فيما تنظر ثلاث محاكم سعودية، قضايا تفريق بين زوجين «لعدم تكافؤ النسب»، شهدت إحدى قاعات الأعراس في المنطقة الشرقية مساء أول من أمس، فصلاً مأسوياً من فصول هذه القضية التي طفت على السطح أخيراً، إذ فارقت زوجة الحياة أمام 150 مدعوة، لحفلة زفاف زوجها من أخرى، بعد ان قامت الزوجة الأولى بنفسها بترتيب إجراءات الزواج، بدءاً من اختيار ضرتها، وحتى مراسم الزفاف، في محاولة منها لإنهاء خلافات ومشكلات نتجت من زواجهما، بين زوجها من جهة، وأقاربه من جهة أخرى، الذين قاطعوه لأكثر من ثلاث سنوات، هي مدة زواجهما، احتجاجاً منهم على زواجه بفتاة اقل منهم لناحية المستوى الاجتماعي. وكان الشاب (في العقد الثالث) اقترن بزوجته الأولى عن اقتناع وحب عميق، قاده إلى أن يتمرد على أسرته، ويعلن زواجه بها، قبل ثلاث سنوات، لتكون حصيلة زواجهما طفلة في عامها الثاني، ولكن ما حدث كان سببه ردود فعل أبيه وإخوته وعدد من أفراد أسرته، بهجرانه ومقاطعته، بل والتشهير به في المجالس العائلية.
أما زوجته، التي بادلته هي الأخرى الحب، عندما شعرت بخطر الفراق بينهما، طلبت منه ان يوافق على الاقتران بأخرى تكون من المستوى الاجتماعي ذاته للزوج، على رغم صعوبة هذا الأمر على كل زوجة، لكن دفعها إلى ذلك سعيها إلى إصلاح الأمور بين زوجها وذويه، كي يتخلص مما أصابه من مشكلات وهموم نتيجة النفور والقطيعة التي لحقت به من أقاربه، وتضمن في الوقت ذاته دوام زواجهما.
ووصل بوفاء الزوجة الأولى إلى ان تشارك في خطوبة ضرتها، وتحضر حفلة الزواج، وتشارك أقارب زوجها أفراحهم التي كانت أشبه ما تكون بـ «المأتم» بالنسبة إليها، إلا أنها وقعت على الأرض مغشياً عليها، في لحظة وصل بها القهر مداه والحزن إلى أشده، وهي ترى زوجها وعروسه التي اختارتها له بنفسها شابكي الأذرع، مغادرين الكوشة نحو السيارة التي ستقلهم إلى الفندق، وتوفيت في فجر اليوم التالي في المستشفى الذي نقلت إليه، بسبب ما وصفه الأطباء بـ «الصدمة النفسية» لتنهي بذلك فصلاً آخر من فصول قضية «تكافؤ النسب