من الحقائق الثابتة عند المؤمنين بالاديان الإبراهيمية أن آدم هو أول البشر خلقة الله على هيئته الحالية بکافة تفاصیله من الطین، ثم قام بنفخ الروح فیه باعتبار أن الإنسان حسب المنظور الدیني یتکوّن من الجسد والروح، ثم قام الله بخلق الأنثى (حواء) من الضلع الأعوج لآدم (وهذا مختلف عليه) . فوفقَ الدیانات الیهودیة والمسيحية، نجد التأکید على ذلك من خلال قصة الخلق في سفر التكوين. وهذا ما يبدو أيضاً من أول وهلة عند قراءة نصوص القرآن “إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين (71) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74)“ سورة ص04
فقعوا له ساجدين بمعنى أن الله أمر ملائكته بالسجود له سجود تحية وتقدير، فسجدوا جميعاً إلا إبليس لم يسجد وقال لربه أسجد لمن خلقت طيناً، انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، فغضب الله عليه وأقفل في وجهه باب التوبة والرحمة ولعنهُ.
والسؤال المطروح.. من أين أتت هذه القصة وما هو مصدرهذة الخلفية الموروثة عبر السنين..؟
الأسطورة السومرية وخلق الأنسان
عندما تمكن الإنسان البدائي من التفكير في هذا العالم الغامض لأول مرة وبدأ في التساؤل “من نحن؟” و”من أين جئنا؟”، و”إلى أين نذهب؟”.. وما يحدث في الكون من ظواهر وكوارث طبيعية من تعاقب الليل والنهار والرعد والبرق والمطر وتغير المناخ والزلازل، كان الحل الوحيد لديه هو اللجوء للغيبيات، والخيال الميتافيريقي. فلم يعرف بعد قوانين الطبيعة، ولم يدرس علم طبقات الأرض، أو بيولوجية جسم الإنسان. فبدأ الإنسان القديم بصنع الفرضيات التي تجيب على قائمة طويلة من الأسئلة المحيّرة لديه، وراح يفسّر هذه الظواهر بأن هنالك آلهة خارقة تقوم بهذة الأفعال، وهي التي خلقت الكون والإنسان ليخدمها، وأن الكوارث الطبيعية هي غضب الآلهة على تقصير الإنسان، وأن في داخل هذا الإنسان قوه خفية أو “روحٌ” ما تحركه. هذه الأعتقادات تتكرر في ثقافة كل الأديان الأبراهيمية، ولها أصل واحد وهو حضارة سومر، أقدم الحضارات في تاريخ البشرية: ظهرت بين نهري الدجلة والفرات في العراق قبل أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد، اي حوالي ألف سنة قبل الحضارة الفرعونية. والأسطورة السومرية المتعلقة بخلق الإنسان هي أول أسطورة خطّتها يد الانسان في هذا الموضوع. وعلى منوالها جرت اساطير المنطقة، والمناطق المجاورة التي أستمدّت منها عناصرها الاساسية، وخصوصاً فكرة “تكوين الانسان من الطين”، وفكرة “تصوير الانسان على صورة الآلهة”. والتشابه في نصوص الأديان الأبراهيمية، ومنها الإسلام، ناتج عن تداخل أسطورة الخلق السومرية في ثقافة الشعوب الأخرى. فأسطورة آدم وحواء هي أسطورة من ضمن حضارة بابل والتي قامت على أنقاض السومرية، التي تقول بأن الآلهة صنعت “الرجل” من طين وتركته بشكله الاول عارياً يتجول برفقة الحيوانات في الجنة..
ختم اسطواني لـ’آدم وحواء’ من وادي الرافدين . قياسات الاسطوانة:- الارتفاع: 2.710سم، القطر: 1.650سم. يعود زمن الختم الاسطواني إلى ما بعد الاكدية، حوالي 2200 – 2100 قبل الميلاد، الاسطوانة من حجر الجرينستون نُحِتَ عليه شكل لكل من شخصين وشجرة وثعبان . الختم الذي عثر عليه في آثار وادي الرافدين يعبر تعبيراً واضحاً عن قصة جنة آدم وحواء، وهو محفوظ حالياً في المتحف البريطاني وسمي بـ(ختم الإغراء).
اما “لماذا خُلِقَ الانسان؟” فان الاسطورة السومرية لا تتردد في الاجابة على هذا السؤال. فقد جاء في نصوصها أن الانسان خُلق عبداً للآلهة، يقدم لها طعامها وشرابها، ويزرع أرضَها ويرعى قطعانَها. خُلق الأنسان لحمل عبء العمل ورفعه عن كاهل الآلهة. فمنذ البدء، كان الآلهة يقومون بكل الاعمال التي تقيم أودهم وتحفظ حياتهم. ولكنهم تعبوا من ذلك فراحوا يشتكون الى الإلهة “نمو” التي بدورها أمرت أبنها الأله “أنكي” الحكيم ومضت اليه قائلة:
أي بني , انهض من مضجعك , انهض من
واصنع امراً حكيماً
اجعل للآلهة خدماً، يصنعون لهم معاشهم
فتأمل أنكي ملياً في الامر , ثم دعا الصناع الآلهيين المهرة وقال لأمه نمو:
ان الكائنات التي ارتأيت خلقها، ستظهر للوجود
امزجي حفنة طين، من فوق مياه الأعماق
وسيقوم الصناع الإلهيون المهرة بتكثيف الطين وعجنه
ثم كوّني انت له اعضاءه ولسوف تقدرين للمولود الجديد , يا أماه، مصيره
وتعلق ننماخ عليه صورة الآلهة في هيئة انسان
تسرّبت العناصر الرئيسية لهذه الاسطورة الى “الكتاب المقدس” ومنها الى “الإنجيل” و”القرآن”. ففي “سِفر التكوين” العبراني نجد اله اليهود “يهوه” يقوم بخلق الانسان من طين بعد انتهائه من خلق العالم، ويجعله على شاكلته.
فى حقيقة الامر كان البابليون يعايرون اليهود: “من انتم ،ومن هو الهكم ..؟”، فمن هنا بدأت كتابة الاسفار اليهودية (التوراة). فكان كاتب الانجيل لديه بعض التساؤلات وتم اضافتها فى رواية ادم وحواء على سبيل المثال. وفي الاساطير الفرعونية المصرية، نجد تكراراً لنفس الفكرة. وكذلك الامر في الاساطير الاغريقية، التي تعزو لـ”بروميثيوس” خلقَ الانسان. فقد قام هذا الاخير بخلق الانسان من ترابٍ وماء.
لوحان من الطين عُثر عليهما في سوريا عام 1929 يعودان إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهما منقوشان باللغة الأوغاريتية. وبعد تفكيك رموز الكتابة الأوغاريتية ودراسة اللوحين من قِبَل الدكتورة (مارغو كوربل) والأستاذ الفخري في جامعة اللاهوت البروتستانتية في أمستردام (يوهانس دي مور)، تبيَّن أن اللوحين يحملان نسخة قديمة لقصة الخلق التوراتية. أوجه التشابه بين هذه القصة وقصة الخلق في التوراة والقرآن قوية لدرجةٍ دفعت الباحثين للاعتقاد بأن هناك نسخاً مختلفة للقصة نفسها. والاختلاف الرئيسي، كما يقول البروفسور “دي مور”، هو أن “هناك العديد من الآلهة في هذه الأسطورة الأوغاريتية. آدم والثعبان هما من الآلهة، وهذا يتناقض مع الأديان التوحيدية”. أما الاختلاف الثاني، فهو أن سقوط آدم لا يعود إلى خطأ أرتكبه هو في القصة، وحسب ما استطعنا أن نفكِّك رموزها، ليست هناك خطيئة وعقاب. كذلك، توصف امرأة آدم على أنها (من طينة جيدة)، ما يعني أن حواء في هذه القصة لا ذنب لها فيما حدث لآدم، وهي بريئة من الغواية، على عكس قصة الخلق التي يعتمدها اليهود والمسيحيون والمسلمون.
هل كان آدم وحواء شخصين حقيقيين؟ أم أنها قصة رمزية
كثير من الناس اليوم لا يرون في رواية التكوين عن آدم وحواء اكثر من قصة شيِّقة. فبحسب رسالة وردت الى رئيس تحرير مجلة تايم، «لطالما اعتبر أتباع الطوائف المسيحية الرئيسية ان قصص سفر التكوين، كقصة آدم وحواء، هي حكايات رمزية». ويوافق كثير من علماء الكاثوليك والبروتستانت واليهود على هذا الرأي. وهم يعتقدون بأن معظم “سِفر التكوين” يتعارض مع التاريخ والعلم.
البشرية الحديثة لا تنحدر من زوجين إثنين عاشا معا في وقتٍ ما في الماضي.
في دراسة وراثية حديثة عام 2011، اعتمد فيها الباحثون على التسلسل الجيني الكامل ومعدّل الطفرات لستة أشخاص وهم (2 أوروبيين، 2 أفارقة، 1 كوري، 1 صيني) حيث قاموا بمقارنة جميع الجينات ببعضها البعض لمعرفة إخر سلف مشترك بينها، لتحديد (عدد السكان الفعّال) Effective population size، وهو عدد الأفراد القادرين على الزواج والإنجاب بحيث أن نسبة الذكور مساوية لنسبة الإناث، والذي هوأقل بكثير من التعداد السكاني المتعارف عليه.. لإحصاء تعداد البشر الذين عاشوا منذ 1.2 مليون سنة وحتى يومنا هذا.
الدراسة خلصت الى أن البشرية مرت بمرحلتين من الضُمور في التعداد السكاني . المرة الأولى كانت قبل حوالي مليون سنة حيث إنخفض عدد البشر الى حوالي 10,000 شخص، ثم تعافت البشرية بشكل ضئيل حتى وصلت الى 29,600 شخص (13,500 في الصينيين والأوربيين – 16,100 في سكان أفريقيا). المرة الثانية كانت قبل حوالي 50,000 سنة حيث انخفض عدد السكان الفعاّل في الأسيويين والاوروبيين الى 1200 شخص، وفي الافارقة الى 5700 شخص فقط.
هذه الدراسة تثبت أن عدد السكان لم ينخفض الى مستوى شخصين خلال فترة 1.2 مليون سنة، أي حتى قبل مجيء الإنسان الحديث Homosapien منذ قرابة 200,000. وهي تثبت ايضا أن التنوع الجيني الموجود في الإنسان الحديث أكبر من أن يزوّده شخصان فقط . وجدير بالملاحظة أيضا أن الدراسات الأخرى اثبتت أن الحمض النووي للميتاكوندريا في جميع البشر اليوم ينحدر من إمرأة عاشت شرق أفريقيا قبل حوالي 150,000 سنة وهي تسمى (“حواء الميتاكوندريا”) وأن كروموزوم (Y) في الرجال اليوم (الكروموزوم المحدد للجنس الذكري) ينحدر من شخص عاش قبل حوالي 250,000سنة أيضا في شرق أفريقياوهو يطلق عليه (“آدم كروموزوم”). طبعاً، هذا يخبرنا أن حواء الميتاكوندريا وادم كروموزوم (Y) بينهم فاصل زمني بمقدار 50,000 سنة على الأقل، ولم يلتقيا أبداً، وهذا يعني أن البشرية الحديثة لا تنحدر من شخصين فقط كآدم وحواء.!
بعض من آراء كتاب مسـلمين
- يقول عبد الصبور شاهين في كتابه (ابي ادم، قضية الخلق بين الاسطورة والحقيقة) ان آدم ليس مخلوقاً خلقا مستقلاً كما يشير اليه القرآن والروايات الاسلامية بصورة خاصة، او روايات الأديان الأخرى بصورة عامة.. بل انه وُلد من أبوين، مثله مثل سائر البشر المتسلسلين بعضهم من بعض. واختار هذا الراي ايضا الدكتور (حسن حامد عطية) في كتابه (قضية الخلق، من الوحي الى دارون). وايضا ممن ذهب الى هذا الراي نهرو عبد الصبور طنطاوي، وهو كاتب وباحث في الفكر الاسلامي ومدرّس في الازهر.
- وافرد لها الشيخ (عباس الربيعي) كتاباً مستقلا سمّاه (كتاب ادم، مقدمة لنظرية التسلسل البشري) حيث يقول بان أمر وجود أجيال إنسانية عديدة بينها وصلة أو اتصال أصبح غير قابل للنقاش بعد ان ثبت بالعيان والأدلة الحسية٬ وإنما نعني به النظرية التي نتبناها في هذه الدراسة والتي تؤكد ان ادم متولد من والدين لا نعرف عن هويتهما شيئاً بل يكاد يكون ذلك مستحيلا إمكاناً٬ وانه قد امتدت أسلافه إلى ما شاء الله. ورغم غرابة تلك النظرية ومخالفتها للإجماع على الإطلاق سنجد أنها مدعمة بالأدلة الواضحة.
- كما يحتج الكاتب أحمد كاظم الأكوش على التصور الساذج لعملية خلق آدم من تراب وطين والذي يتكون في معظمه من مادة واحدة هي سيليكات الألمنيوم الذي يشكل 60% من قشرة الأرض والتي لا تتواجد في جسم الإنسان أصلاً، ويقول أن خلق ادم لم تكن عملية نحت مجسم من مادة الطين ثم بعد ذلك بث الروح فيها بالنفخة الإلهية.
-
يقول الشيخ الدكتورأحمد الوائلي، أحد خطباء المذهب الجعفري (توفي 2003م) أن الأدلة الترابية (الحفريات) أقوى من الأدلة الكتابية. وانا شخصياً سالته في أحد المجالس “وأن كانت الأدلة الكتابية القرآن؟” فلم يجِب على تساؤلي!
التفسير العلمي لأصل الإنسان ونشأته
في مقالة سابقة (نظرية داروِن والمسلمون) شرحنا بأن التفسیر العلمي لظهور الإنسان يعتمد على دراسة الأدلة المحسوسة والمرئية لعلم الحفريات وطبقات الأرض والتجارب المقارنة، وحديثاً الدراسات الجينية للحمض النووي DNA، الذي يحتوي على السجلّ التاريخي البيولوجي للإنسان، إضافةً الى دراسة المجموعات البشرية البدائية ومعرفة تركيبتها الاجتماعية وسبب انقراضها، واستكشاف ودراسة الأماكن التي عاش ومات فيها وما تركه من أدوات كان يستعملها في حياته اليومية ومصنوعاته اليدوية مثل الرماح والفؤوس، والحلي والملابس وخلافه.
السجلات الأحفورية تشير إلى التحول التدريجي بين كل جنس، وهو حقيقة أكدتها التحليلات الجينية للجينوم البشري Human Genome وهو مجموعة كاملة من المعلومات الوراثية للإنسان الحديث Homo sapiens. فالإصطفاء الطبيعي الذي مارسته وتمارسه الطبيعة علي فترات زمنية طويلة تفضل الطفرات الايجابية التي تساعد على التأقلم والنجاة والانتاج الطبيعي. ومع تكرار هذه العملية على مدى ملايين السنين يتم التحول التدريجى (او التطوّر) من جنس الى جنس. وهذه الطفرات المختارة تحدث ضمن مجموعة صغيرة فقط من الفصيلة بينما تبقى باقي مجموعات الفصيلة على حالها. والسجلات الأُحفورية تجعل العلماء يقرّون ويؤكدون، وبكل ثقة، على أن الإنسان الحديث والقردة العليا تطوروا من سَلَف مشترك عبر تراكم الطفرات الوراثية لمجموعة صغيرة من القردة العليا (great apes) نتيجةً لظروفها البيئية والمعيشية وأحدثت تغييرات وتحولات على امتداد ثمانية مليون سنة لتصل بها الي بدايات الأنسان (Hominins) التي خرجت بالأساس من أفريقيا ومن ثم انتشرت على باقي القارات.
هذا، وتشير تحليلات الدنا DNA إلى أن الإنسان والشمبانزي، الذي يمثل القردة العليا، يختلفان في 1،23 ٪ فقط في الأزواج القاعدية.
وعلى مدى الثلاثين سنة الماضية سعى علماء أنثروبولوجيا الحفريات بعزم الى كشف اللثام عن تاريخ اجداد الانسان، وتحديد أعمار الجماجم البشرية وأشباه البشرية بدقة بالغة باستخدام النظائر المشعة. وبفضل جهودهم اصبحت شجرة نَسَب الانسان كاملة تقريباً حتى الجذر، وهي شجرة لها من العمر ما بين خمسة الى ثمانية ملايين سنة.
هنا، سوف نقوم بتبسيط مراحل التطور البشري حسب الترتيب الزمني من بداية تفرّعها من القردة العليا Great apes في أفريقيا وصعوداً الى ظهور الأنسان الحديث بناءً على السجل الاحفوري وأعمارها.
ويتفق العلماء على ان تاريخ الانسانية انطلق من افريقيا.
أولدوفاي جغورغ (olduvai Gorge) في شمال تنزانيا، وهي منطقة كثيرا ما يشار إليها باسم “مهد البشرية”. فيها عُثرعلى حفريات عظام بارانثروبوس Paranthropus، ترجع لأكثر من 2,7 مليون سنة، و آثار أقدام بشرية معروفة تشير التقديرات إلى أنها منذ نحو 3.6 مليون سنة.
ويمكن تقسيم هذا التاريخ الى مراحل رئيسية صاحب تغيرات مصيرية في خصائص الجسم وهي:
- مرحلة السير منتصباً وتوسع مجال الرؤية وأستخدام أشمل لليدين.
- مرحلة تطور الدماغ والقدرات العقلية كنتيجةً لحركته منتصباً وبالتالي زيادة المساحة البصرية والتأملات الفكرية، ومهارة استخدام اليدين لصنع الأدوات والصيد.
ظهر ساهيلأنتروبس Sahelanthropus , قبل 7 مليون سنة. ربما كانت حقبة التشعب والتفرع من القردة العليا الشمبانزي (ونعني بظهورمجموعة منعزلة، تعرضت لظروف بيئية مختلفة، أدت لبروز طفرات جينية أيجابية، طوّرت من صفاتها الجسمية والعقلية، فيما أستمرت باقي جموع الشمبانزي دون تطور الى يومنا هذا) . عُثر على جمجمته في جمهورية تشاد، كان متوسط طول الذكر 120 سم والأنثى 105 ووزنه 70 كغم، ودماغ صغير بحجم 350 سم مكعب (الانسان 1350سم مكعب). كان يسير قائماً ولكن ليس بشكل دائم لانه كان يتسلق الأشجار أيضاً
قبل 4,4 مليون سنة ظهرآردي Ardipithecus كان يسير منتصباً بشكل دائم عثر على هيكله في أثيوبيا
قبل 3,6 مليون سنة ظهر لوسي Australopithecus afarensis. كان دائم المشي منتصباً، حجم الدماغ 400سم3، عُثر على هيكله في 1973 في أثيوبيا.
ظهور الإنسان الحاذق أو الإنسان الماهر هومو هابيلس Homo habilis قبل 2,8 مليون سنة، هو من أنواع الإنسانيَّات. منقرض عاش في مناطق شرق القارة الإفريقية، اكْتُشِفَت أول أحافيره في شمال تنزانيا عام 1962م.بلغ حجم دماغه 640سم3 وطوله 130سم. تميز أيضاً بقدرة بدائية على استخدام الأدوات، يطلق عليه أسم “صانع الأدوات”.
الإنسان المنتصب (هومو إريكتوس Homo erectus) قبل حوالي 1,8 مليون سنة. كان يحمل صفات جسدية شبية للإنسان الحديث. بلغ متوسط حجم الدماغ عنده 900 سم مكعب. أول من أشعل النار وهاجر خارج أفريقيا الى الصين واندونيسيا والهند وجنوب اوروبا، والأحافير التي تم العثور عليها في جزيرة جاوة الأندونيسية وإثيوبيا أثبتت بأن هذا الإنسان عاش إلى ما يقارب السبعين ألف سنة مضت، مما يعني أنه عاصر الإنسان الحالي أو ما يعرف باسم “الإنسان العاقل”. استخدم الفأس لكنه لم يتمكن من تحويل الفأس الحجري إلى رمح. (في الصورة أستخدام محاكاة الكمبيوتر وتضاريس الجمجمة التي عُثر عليها في اندونيسيا لصناعة مجسم طبق الأصل لـ”هومو إريكتوس”)
إنسان المغارات أو الإنسان البدائي نياندرتال Homo neanderthalensi. ظهر في أوروبا قبل 300,000 سنة. انقرض قبل حوالي 30,000 سنة. ويُعتبر اليوم نوعاً قائماً بذاته، بناء على الكثير من المعطيات الجينية. قام بتطوير ادوات خاصة للصيد، وكان يصنع الحلى للزينة وآلة الناي الموسيقية، كما ترك رسوماً ،مما جعله يستحق لقب حضارة رجل المغارات. وترك آثاراً تشير الى امتلاكه الوعي الاجتماعي، فقد كان يدفن موتاه مع رموز مصنوعة، وقد عُثر على قبورهم في سوريا وفلسطين وليبيا وكثير من مناطق اوروبا وغرب اسيا. ويعتقد العلماء بأن اجسامهم القصيرة والممتلئة والقوية هي من أهم أسباب بقائهم في العصر الجليدي. وبمراجعة أدواتهم المكتشفة معهم عُرفوا بأنهم صيادون ماهرون. کان معدل حجم مخ النیاندرتال البالغ أكبر من معدل حجم المخ للإنسان الحالي بنسبة 10% تقریبا. يسجل لهذا الإنسان مقدرته على الكلام، ولكن يلاحظ عليه افتقاره لتركيب الكلمات و المفاهيم المعقدة. الحمض النووي للنياندرتال مشابه للحمض النووي لإنسان اليوم بنسبة 99.7% (الحمض النووي للإنسان مشابه للشمبانزي بنسبة 99,8% !).
وصل الأنسان الحديث العاقل homosapiens قبل 45000 سنة حوض البحر المتوسط وعاش مع رجل النياندرثال حوالي عشرة الآف سنة، وهناك نظريات عدة لانقراضهم.
الإنسان الحديث العاقل Homo sapiens هو الكائن الحي الوحيد المتبقي من جنس “الهومو” (الإنسانيات)، والذي تَشَعّب من أشباه البشر المُتَشّعب أساساً من القردة العليا كما وضّحنا. وهو العاقل الوحيد الذي يمتلك، خلافاً لبقية الحيوانات على الأرض، دماغاً عالي التطور، قادراً على التفكير المجرد واستخدام اللغة والنطق والتفكير الداخلي الذاتي وإعطاء حلول للمشاكل التي يواجهها، ويمتلك جسماً منتصباً ذا أطراف مفصلية علوية وسفلية يسهل تحريكها وتعمل بالتناسق التام مع الدماغ وهي خاصية تجعل من الإنسان الكائن الحي الوحيد على البسيطة الذي يستطيع توظيف قدراته العقلية والجسمية لصناعة الأدوات الدقيقة وغير الدقيقة التي يحتاجها. بارع في استخدام نُظم التواصل للتعبير عن الذات وتبادل الأفكار والتنظيم، وبتقديره وتذوقه للجمال، وهو ما يبعث في الإنسان الحاجة للتعبير عن الذات والإبداع الثقافي في الفن والأدب والموسيقى. كما يتميز بالنظر للأمور بنوع من الفضول والتبصر لمعرفة قوانين الطبيعة أدى به إلى اختراع الأدوات الدقيقة وتطوير مهاراته، ونقلها للآخرين عن طريق التبادل الثقافي. إضافة إلى ذلك يعتبر الإنسان الكائن الحي الوحيد الذي يقوم بإشعال النيران وطهي طعامه، والكائن الحي الوحيد الذي يقوم بارتداء الملابس.
أظهرت دراسة الأحفوريات وتحليل الحمض النووي أدلة تشير إلى أن الإنسان الحديث كان في شرق أفريقيا قبل حوالي 200 ألف عام. هاجر من أفريقيا قبل 60 ألف عام وانتشر في جميع القارات، ويستوطنها الآن بعدد إجمالي يصل إلى 7,3 مليار نسمة.
النحّاتة الفرنسية اليزابيت داينه Élisabeth Daynès قامت بتشكيل أسلاف ألانسان الحديث، ابتداءً من ساهيلأنتروبس وآردي ولوسي في المقدمة،وخلفهم الهومو هابيليس واريكتوس ورجل النيواندرثال، وفي المؤخرةعائلة الأنسان الحديث. تم النحت بناء على محاكاة الكمبيوتر للهياكل العظمية.
وتستطيع عزيزي القارئ اقتفاء خط مسيرة أسلافك منذ فترة الهجرة خارج أفريقيا قبل 60 ألف عام الى يومنا هذا في موطنك الحالي بفحص الحمض النووي DNA ومقارنته مع 15000 عينة DNA (تُسمى الدلائل) تم جمعها منذ عام 2005 لمجموعات اثنية مختلفة قامت بالهجرة من أفريقيا والتنقل في ارجاء شتي من المعمورة، وبالتالي يمكنك معرفة من أنت ومن أين أتيت.
يمكنك شراء علبة الأدوات عبر الانترنت من NationalGeographic.com بتكلفة 250 دولار أمريكي، وعند استلامك العدة تأخذ عينة اللعاب وتحفظه في الأنبوبة المرفقة وترسلها الى العنوان الأقرب لموقعك. وبعد اسابيع سوف تحصل على مسيرة رحلة أجدادك منذ خروجهم من أفريقيا قبل 60 الف سنة وكيف استقر بك الوضع في موطنك الحالي. تتم هذه الفحوصات تحت إشراف منظمة عالمية للسلالات الجينية يقوم عليها جمع من علماء السلالات الجينية وهي تشرف على الشجرة الجينية العالمية مع تحديثها سنويا وأيضا مع نشر ما يتعلق بهذه السلالات من أبحاث ونتائج.
ختاماً، التفسير العلمي لوجود الانسان الحديث العاقل يرتكز علي تاريخ طويل من البحث العلمي تجاوز الأربعمائة عام، ودراسة مستفيضة للأدلة الحفرية والشواهد الاثرية وتاريخ الانسان والاحياء القديمة، مدعمة بالأبحاث المخبرية البيولوجية والجينية الدقيقة… يقابل هذا الإنجاز العلمي الكبير روايات إيمانية عقائدية.. تحمل كثيراً من المعاني الرمزية.. ولا تستند الى أى دليل ملموس اوشواهد اثرية اوبحوث مخبرية.
انا شخصياً أؤمن ان ما جاء في الديانات الإبراهيمية لم يكن القصد منها إعطاء تفسير علمى لظهور الانسان وتطوره… بل أعطاء تصور أسطوري يطفئ لهيب التساؤل عن بدء الخلق عند الانسان القديم البدائي.
والحقائق العلمية لا تفندها ولا تضعفها الروايات النقلية أوالنصوص الدينية.. بل العكس هو الصحيح.. المُسَلّمات الايمانية تدحضها وتُبطلها الأدلة العلمية.
*
- * لوحة المقال رسمها “لوكاس كراناش” في 1531، وطلب متحف اللوفر تبرّعات من الجمهور لشرائها في سنة 2011
نُشِرت هذه الدراسة على « الشفاف » لأول مرة في
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ
كيف لدين الله ان ينزل بروايه اسطوريه ياهذا او خياليه ، هل الله يلعب معنا ليضع قصه وهميه او خرافيه عن خلق ادم ، كيف نصدق ابحاث ونظريات ليست ثابته يأتى بعد كم عام علماء جدد ليبطلوا نظريه السابقه ويثبتوا نظريه جديده ، كم نظريه كانوا يؤمنوا بها وتغيرت الان بعدملايين السنين ، النصوص الدينيه لاتحتاج لمن يثبتها يكفى انها من الله اليس هذا بكافى ، وبعدين هذه النظريه تطور دارون واصل الانسان قرد نظريه قديمه وابطلت لاادرى لما الكثير ماذا يعتقد بهذا الهراء قال الله لقد خلقنا الانسان فى احسن تقويم وليس قرد
مقال جميل لكن احببت التنويه على ظهور كروموسوم Y كان قبل ٢٥٠ مليون سنة قبل تطور وظهور الفصائل البشرية . ربما انك وضعت الف بدل مليون سهوًا.
تحياتي للكاتب الهاشمي استناداً إلى تخصصنا أنا وزميل دراسة في علم البايولوجي فقد شككنا علمياً بصحة نسب الإنسان إلى المملكة الحيوانية كما ورفضنا تماماً زواج المحارم وخروج حواء من ضلع آدم , وبذلك فقد انتهجنا البحث العلمي مع دراسة القرآن في قضية خلق البشرية ومصدر الوعي واللغة لدى الإنسان فكانت النتيجة الخروج بنظرية تقوم على الآتي : البشرية خلقت مرتين مستقلة عن بعضها وعن كل المملكة الحيوية وفي مستنبتات مختلفة وبفارق زمني كبير بينهما مع تميز كل منهما بطراز جيني , فكان الإنسان الحديث هو النتاج النهائي للتهجين بين البشرتين . نظريتنا هذه قد نشرناها في جمهورية مصر العربية بكتاب… قراءة المزيد ..
الوصول الى ١٢٠٠ شخص لا يعني بالضرورة انهم لم ينقرضوا بدورهم مما يضع سيدنا آدم أمنا حواء في زمن ما بعد هؤلاء. هناك آية قرآنية تخاطب من لا يؤمن ويقول عندما تتلى عليه الإيات: “أساطير الأولين” كما تقول انت؛ تخاطبهم بالقول: فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ كانوا يفسرون الآية الكريمة بقول قريش لرسول الله صل اللهم عليه وعلى آله: أحيّ لنا آباءنا نسألهم عن دينك. التفسير الحديث هو مقالتك بكاملها: كانك تقول اخرجوا لنا مستحاثات وDNA آبائنا من فترة الشخصين حتى اليوم إن كانت روايتكم عن قصة سيدنا آدم صحيحة. النقطة الثانية: ورود القصة في دين بعد آخر لا يشترط… قراءة المزيد ..
ادم ابو البشر
والباقي مجرد فرضيات كذبها العلم
أولا بالنسبة إلى قصة آدم وحواء فهناك شيء اسمه منطق يضحض هذه الخرافة!!، فمن منا لديه غريزة جنسية تجاه أمه أو أخته إلا إذا كان غير طبيعيا!! ..
ثانيا: أتعجب من الدينيين كيف يحتجون على الأدلة وهم اساسا ليس لديهم دليل حسي واحد يؤكد صدقية قصة آدم وحواء غير كلمات من حبر على ورق مكتوبة في كتب ضرط عليها الزمن منذ 1500 عام وما قبل!! .. هاهاهاها
تدليس نظرية تطور هي متبثة علميا
ادِمٌ ابّوَالُبّشِرَيَةِ كِلُُها ..
زُمٌنَوَجْوَدُِه قًبّلُ 500الُفَ ْعامٌ اوَاكِثُرَ ..
الُإشِكِالُيَةِ لُيَسِتْ فَيَ الُأدِيَانَ الُابّرَاُهيَمٌيَةِ بّلُ فَيَ طِرَيَقًةِ فَُهمٌنَا لُلُنَصّوَصّ وَالُتْأوَيَلُ الُحُرَفَيَ لُُها مٌمٌا يٌَخلُقً تْصّادِمٌ فَكِرَيَ بّيَنَُها وَبّيَنَ الُْعلُمٌ ..
نظريّة كذّبها العلم وأسقطتها الفلسفة … الإنسان يختلف في جيناته عن القرد .. كذلك إذا كان الإنسان اصله قرد تطوّر فلماذا نجد القرود اليوم أم أن هؤلاء القرود رفضوا التطور الطبيعي … ثم إذا كان القرد اليوم موجود والإنسان كذلك فلماذا لا نجد الحلقة التي بينهم (أي نجد قرد متطوّر أو إنسان لم يصل بعد المرحلة النهائيّة يعيش معنا اليوم .. مثل شرنقة .. يرقة ..فراشة ) ثم أن العلم نفى ايضا تطور السمك إلى طير او غير ذلك … على كل أنا جدّي آدم سيد البشريّة فإن كان جدّك قرد فذاك يخصّك أنت
اغلب الكلام مبني على تصورات ونظريات لاوجود لها
واسئلة من دون اجابات
ترك نهايات الاسئلة سائبة من اجل ايهام القاريء واقناعه بالفكرة التي يعتقد بها الكاتب وربما لايعتقد بها لكن يريد ايصالها للاخرين
مقتطفات من كلامك: (تسرّبت العناصر الرئيسية لهذه الاسطورة الى “الكتاب المقدس” ومنها الى “الإنجيل” و”القرآن”) هل تتهم القرآن بأنه يقتبس من هرطقات اليونان حيث تعدد الآلهة؟ هنا أنت لا تؤمن بأن القرآن كلام الله، ولماذا لا تتهم الاساطير بالاقتباس من الأنبياء السابقين؟ اه، ربما لا علاقة لك بالانبياء (أن هذا الإنسان عاش إلى ما يقارب السبعين ألف سنة مضت، مما يعني أنه عاصر الإنسان الحالي أو ما يعرف باسم “الإنسان العاقل”) قالها عديد العلماء، ومنهم عالم روسي عن وجود فيضان كبير في حدود 60 ألف سنة جاب الأرض، مثبت من خلال البحوث، ونحن في ديننا نربطها نوح عليه السلام، وهي… قراءة المزيد ..
القرآن فصل في خلق الانسان فلا مجال لتطويل الطريق عبر الحفريات قد تكون مصنوعة من طرف اشخاص يريدون تضليل الناس
السلام عليكم..
نتمنى من الاخ الهاشمي ان يدلنا على المصادر وخصوصا ما نقله عن الكاتب احمد كاظم الاكوش.. لتتم مراحعتها..
ولكم الشكر
The author of the article seems to have some valid points, but some of his “scientific
facts” might not be as solid as he make them sound
(or might have different interpretation)
Two recent studies in a prestigious journal showing that Adam and Eve might have lived around the same time after all.
http://www.nature.com/news/genetic-adam-and-eve-did-not-live-too-far-apart-in-time-1.13478