إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
على الرغم من الالتزامات التي تم التعهد بها في أيار/مايو الماضي في القمة العربية في جدة، فقد كثف نظام الأسد إنتاجه من الأمفيتامينات التي تُصدّر للخليج. (ومن جهته، بات الأردن يخوض ما يشبه حرباً عسكرية ضد المهربين المدعومين من إيران وحزب الله).
خاص بـ”الشفاف”
“كفتاغون” هو اسم مطعم افتتح مؤخراً في وسط دمشق، على بعد مئات الأمتار من رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية. على الرغم من أن المطعم متخصص في الكفتة وأسياخ لحم الضأن، إلا أن الإشارة إلى الكبتاجون، وهو أمفيتامين يسبب الإدمان، تبدو أكثر وضوحًا نظرًا لأن شعار المطعم هو “أدمن عليها”.
في بلاد حولها #الأسد إلى "دولة مخدرات"…
كفتاغون.. مطعم في #دمشق يتبنى اسم حبة المخدر الشهير
كيف علق سوريون؟#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/7APQubRlUs— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 22, 2023
وفي عاصمة لا يفلت فيها شيء من يقظة أجهزة النظام، يبدو مثل هذا الشعار بمثابة استفزاز إضافي من الديكتاتورية السورية تجاه جميع الدول التي صدقت وعودها بالاعتدال في إنتاج الكبتاغون. لكن مليارات الدولارات الناتجة عن تصنيع هذا الدواء والاتجار به تزن أكثر بكثير من الالتزامات التي تعهد بها بشار الأسد لحكّام شبه الجزيرة العربية.
التحدي المهين للممالك النفطية
أكد محمد بن سلمان، ولي العهد والزعيم الفعلي للمملكة العربية السعودية، تفوق بلاده في العالم العربي خلال قمة رؤساء الدول العربية التي عقدت في جدة في مايو الماضي. كانت عودة بشار الأسد إلى الحفل العربي، الذي كان قد استُبعد منه قبل اثني عشر عاماً، الحدث الأبرز في هذه القمة، حتى لو طغت عليها جزئياً دعوة الرئيس زيلينسكي للتحدث بشكل استثنائي عن الحرب الأوكرانية.
وقد حملت دعوة الرئيس زيلنسكي، مثلها مثل إعادة تأهيل بشار الأسد، السمة الشخصية للزعيم السعودي الشاب، العازم على المضي قدماً في تحقيق المصالح الوطنية لبلاده باعتبارها بوصلته الوحيدة. وفي الواقع، أصبح الكبتاغون، وهو عامل منشط يعتمد في الأصل على مادة الفينيتيلين، شائعًا جدًا في المملكة العربية السعودية لدرجة أنه يشكل الآن مشكلة خطيرة على الصحة العامة.
إن الجدل الدائر حول أولوية التي مكافحة الطلب على المخدرات معروف جيداً في المجتمعات الغربية. ولكن السلطات السعودية، في بلد لا يزال إدمان المخدرات فيه من المحرمات، اختارت الاعتماد على التزامات دمشق بالحد من إنتاج الكبتاغون (تتهم الولايات المتحدة الدكتاتورية السورية بأنها مسؤولة، بمفردها، عن ما لا يقل عن 80٪ من الإنتاج العالمي لصناعة الكبتاغون). وكان هذا فهماً خاطئاً لقدرة بشار الأسد على لعب دور المتسبّب بالحريق ثم الإطفائي، وبالتالي خلق مشاكل يفرض نفسه كحل وحيد لها.
وكانت مثل هذه الاستراتيجية مربحة للغاية بالنسبة لوالده، حافظ الأسد، في موضوع الإرهاب، الذي شجعه النظام السوري بهدف الظهور كملاذ وحيد في مواجهته. وقد انغلق للتو فخ مماثل على دول الخليج التي آمنت بفضائل التطبيع مع دمشق المعتدلة، في حين أن العكس تماما هو ما يحدث حاليا.
الأردن في خط المواجهة
كانت الإمارات العربية المتحدة في طليعة الدول العربية التي دعت إلى التطبيع مع سوريا، حيث أعادت العلاقات الدبلوماسية في عام 2018، مع افتتاح “مركز إنساني” مثير للإعجاب في دمشق في يوليو/تموز الماضي (اسم “الإنساني” يجعل من الممكن بالفعل التحايل على العقوبات الدولية). ولذلك كانت الصدمة أكثر عندما تم ضبط أكبر كمية من الكبتاغون تم ضبطها، في شهر سبتمبر، في دبي: 86 مليون حبة تزن أكثر من 13 طنا بقيمة تقدر بأكثر من مليار دولار (أو 2 مليار دولار في السوق السعودي القريب).).
وبعد أسبوع، تم اعتراض ما يقرب من ثمانية ملايين حبة كبتاجون في ميناء البطحاء السعودي، الواقع على بعد حوالي مائة كيلومتر غرب دبي. وتفاخرت وزارة الداخلية الإماراتية بنجاح عملية الضبط القياسية في دبي، دون أن تذكر مصدر هذه الكمية الهائلة من المخدرات.
وبشكل عام، نادراً ما يتم استجواب نظام الأسد علناً في الخليج، وكأن كل هذه المخدرات تتساقط من السماء.
ولا يتمتع الأردن بمثل هذا القدر من الخجل، فهو يواجه ضغوطا مستمرة على حدوده الشمالية من جانب المهربين السوريين، وجميعهم مرتبطون بنظام الأسد، الراغبين بتمرير شحنات الكبتاغون المتجهة إلى المملكة العربية السعودية. وعشية قمة جدة، نفّذ الأمن الأردني مداهمة جريئة في جنوب سوريا، وقضى بضربة جوية على مهرب كبير من منطقة السويداء، كان لقبه “بابلو إسكوبار الكبتاغون”.
ومن الواضح أن المملكة الأردنية أقل خداعاً بأكاذيب الأسد من ممالك الخليج. د
وكان أهالي السويداء قد كشفوا، في تموز/يوليو 2022، عن وجود ورشة لتصنيع الكبتاغون داخل مقر “المخابرات العسكرية”. وقد دخلت محافظة السويداء في انشقاق علني ضد نظام الأسد منذ شهر ونصف الشهر، ما يشهد على شجاعة لا تصدق تتغذى أيضاً من السخط على تجار المخدرات.
ومرة أخرى، أظهر من يسمون “بالواقعيين” أنهم غافلون تماماً عن الطبيعة الحقيقية لنظام الأسد، والتي يشجعها أي تغاضي عن جرائمه.
وينطبق هذا الدرس المحزن على ما هو أبعد من مجرد قضية المخدرات.
ترجمة “الشفاف” عن “لوموند”
تحرير فلسطين يمر بكينيا (كمرحلة أولى): ضبط 9 مليون حبّة كبتاغون داخل شحنة حبوب معدة للتهريب الى كينيااعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي عبر منصة اكس عن “عملية جديدة لشعبة مكافحة المخدرات في الجمارك ضبطت خلالها حوالي ٩ مليون حبة كبتاغون معدة للتهريب داخل شحنة أكياس من الحبوب من مرفأ بيروت الى كينيا كوجهة أولى. التحقيقات مستمرة لتوقيف الفاعلين”.
وختم مولوي بهاشتاغ “تجار_المخدرات #لكم_بالمرصاد”.