إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
عٌرِفَ بمسميات إنسانية وتسامحية ودينية مثل “أمير التواضع”، و”أمير الزهد”، و”أمير العفو”، بعدما ساهم في العفو عن السجناء والمهجَّرين السياسيين، ما أدى إلى تعزيز عوامل الإستقرار السياسي إلى حد كبير في الكويت. إلا أن عهد أمير الكويت سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي رحل عن دنيانا اليوم السبت، لم يشهد، كما يقول المراقبون، تثبيت دعائم استقرار البيت الداخلي أو ترتيب “بيت الحكم”، وهي إشارة إلى خلو منصب ولاية العهد من اسم محدد.
فلا يزال هذا المنصب محل أخذ ورد وجدل وتجاذبات وتحليلات المراقبين السياسيين الذين يعتقدون أن ذلك يعكس تنافسا داخل بيت الحكم ليس فقط على المنصب نفسه، بل ويعبّر عن تنافس على المستقبل السياسي للكويت.
ومن الأسماء البارزة لتولي هذا المنصب يبرز اسم الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس الوزراء الأسبق، والشيخ محمد صباح السالم وزير الخارجية الأسبق، والشيخ أحمد النواف رئيس الوزراء الحالي ونجل الأمير الراحل، والشيخ أحمد الفهد الصباح وزير الدفاع الحالي، والشيخ أحمد عبدالله الأحمد وزير المواصلات السابق، والشيخ صباح الخالد رئيس الوزراء السابق.
وكانت تصريحات نيابية أشارت إلى أن الشعب الكويتي ومن خلال مجلس الأمة لن يقبل بولي عهد قادم له ارتباط بشبهات وملفات فساد، مؤكدة أن مسألة ولاية العهد لا تتعلق بأسرة الحكم فقط بل تتعلق بمصير الدولة. وأشارت كذلك إلى أن مجلس الأمة هو صاحب القرار الأخير في هذا الأمر حيث أن المجلس هو الذي يجب أن يبايِع، اعتمادا على نص المادة الرابعة من الدستور الذي يقول إنه إذا لم يحصل ولي العهد الذي ستتم تزكيته على الأغلبية النيابية فعلى الأمير أن يزكي ثلاثة مرشحين والمجلس هو من يختار.
وتتمتع الكويت بحياة سياسية نشطة وبرلمان قوي يملك صلاحيات تشريعية واسعة، رغم أن مفاتيح السلطة وولاية العهد تبقى بشكل أساسي في أيدي أسرة الحكم.
وكان أمير الكويت الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد دخل المستشفى قبل أكثر من عشرة أيام بعد تعرضه لوعكة صحية. وكان ذلك الحدث بمثابة إعلان لإعادة إحياء النقاش بشأن ترتيب بيت الحكم. ومنذ ذلك الوقت اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بنقاشات جادة بشأن مستقبل الحكم وترتيب البيت الداخلي، ما جعل النيابة العامة الكويتية تتدخل في الموضوع وتمنع النقاش فيه وتهدد بملاحقة من يخالف ذلك قضائيا.
وينص الدستور الكويتي على ترشيح أمير البلاد لاسم ولي العهد خلال عام واحد من توليه الحكم، على أن يقبله البرلمان أو يرفضه في جلسة سرية.
ولم يحدث في السابق أن رفض مجلس الأمة أي اسم مرشح لولاية العهد خلال الحياة السياسية في الكويت.
وتولى الأمير الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد الحكم في سبتمبر 2020، خلفا لأخيه الراحل الشيخ صباح الأحمد. وفي نوفمبر 2021، أعلنت السلطات في الكويت عن صدور أمر بالاستعانة بولي العهد، الشيخ مشعل الأحمد لممارسة بعض اختصاصات الأمير.
الدور للشيخ محمد صباح السالم
وغير هيك الكويت ستشهد أزمة حكم عميقة قد تؤدي إلى تغير النظام.