إسرائيل تحتل فلسطين نزولا عند مشيئة هذا الإله الذي وعد شعبه المختار بأرض الميعاد.
“حماس” تخوض جهادا من اجل الله لتحرير فلسطين، وطوفان التحرير إنطلق من الأقصى، بيت الله.
رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” هاشم صفي الدين إعتبر ان “المواجهة مع العدو هي مواجهة الايمان، وما هو آت سيكون أعظم، وهذا ما أكده الأمام روح الله الخميني، بان هذا العدو يجب ان يمحى”.
وكان بايدن قد ردّ على مطالبة الرئيس الفلسطيني بالاعتراف بدولة فلسطين، ان “هذا الاعتراف يحتاج الى موافقة المسيح،” والمسيح عند بايدن هو الله.
اربعة اصوليات دينية تحاصر فلسطين وشعبها: اليهودية الصهيونية، والسنية الاخوانية والشيعية الايرانية والانجيلية الاميركية المسيحية.
اربعة اصوليات تحارب بعضها بعضا بإسم ديانات توحيدية وإله واحد.
ميدان حربها أرض فلسطين، ووقود حربها دماء شعب فلسطين.
هذا الإله الواحد الذي يحتل فلسطين ويقهر شعبها، قيل لنا انه خلق الانسان ليمجّد خالقه، وليس لغرض آخر. وعلى الإنسان ان يقوم بواجبه تجاه هذا الإله الذي يصوّرونه كأنه فاقد الثقة بنفسه، فيحتاج دوما الى تبجيل، الى ضحايا، والى تضحيات وعذابات، ليطمئن الى قدرته وجبروته.
اختارت الاصوليات الاربع الشعب الفلسطيني ليكون نموذجا لشعب يقدم نفسه كضحية، ويتعذب حتى الموت، والى الابد. ليس كل ذلك لتمجيد هذا الإله، كما يدّعون، بل من أجل تمجيدها هي بزعاماتها ومصالحها وعشقها للسلطة والاستبداد.
تحرير فلسطين بات يتطلب التحرر من هذا الإله الذي لم يعد يشبع من دماء شعبها، وقد عوّدنا التاريخ انه لا يشبع. تحرير فلسطين بات يستوجب تحرير الله من صورة هذا الإله الذي يحتقر البشر.
مهمة تحرير فلسطين تقع على عاتق الانسانية جمعاء، التي اصبحت تنتفض في كل أنحاء العالم، لهول ما يصيب الانسان الفلسطيني من موت وقهر وعذاب. حقوق الإنسان لم يعد لها معنى في العالم إن لم يُستعاد معناها في فلسطين.
الانسانية تشهد على دوس انسانيتها في فلسطين، وتحرر الإنسان الفلسطيني صار عنوانا لتحرر الانسانية جمعاء، من مصالح الدول الرأسمالية- الاستعمارية، الدولية والاقليمية، بنشأتها الذكورية العشائرية الاقطاعية، وإلهها الذي تتلطّى خلفه، بعد ان خلقته على صورتها البشعة.
(“النهار”)