***
تلا ذلك انتخاب الرئيس الكتائبي الشاب بشير الجميل الذي غيَّر جلده، وقرر أن يصبح رئيساً لكل اللبنانيين وعلى كامل تراب وطنه، وأن يفرض السلام ونزع السلاح على الجميع، مما أدى لزرع متفجرة في مقر حزبه أدت لمقتله في 14/9/82، فساد الجنون على أتباعه فقاموا بقيادة إيلي حبيقة بالانتقام من سكان مخيم صبرا وشاتيلا بدءاً من 16/9/82 ولمدة ثلاثة أيام عبر مذابح بالسلاح الأبيض طالت الرجال والنساء والأطفال، وصدمت صور الضحايا العالم أجمع، وكانت تل أبيب هي «العاصمة الوحيدة» في الشرق الأوسط التي تظاهر بها 400 ألف متظاهر من حركة «السلام الآن» احتجاجاً على تلك المذبحة وعلى حكم اليمين المتشدد بقيادة مناحيم بيغن وارئيل شارون…
***
آخر محطة:
(1) شكلت إسرائيل بعد تلك المذبحة لجنة برئاسة القاضي إسحق كاهان للتحقيق في المذبحة، وقد خرجت بتقرير أدان رئيس الوزراء بيغن ووزير الدفاع شارون الذي قدم استقالته بسبب عدم توقعهم لما حدث ولما كان قائما في المخيم من مذابح، كما أدانت رئيس الأركان وبعض قادة الجيش لعدم منعهم للمذبحة.
(2) بالمقابل لم يشكل الجانب العربي المتواجد في لبنان «اللبناني، الفلسطيني، السوري» لجنة مماثلة لمعرفة أوجه القصور التي أدت لعدم حماية الأبرياء الفلسطينيين بعد خروج قوات المنظمة من بيروت لعدم تكرارها مستقبلاً وهو ما حدث لاحقاً حيث تكررت تلك المذبحة في أكثر من مخيم دون مساءلة وذهبت تلك الدماء البريئة هدراً…
وكم في التاريخ من عظات وعبر لا نستفيد منها قط!