نصرالله الليلة تكلم بلغة عربية، ولكنه كان يحكي “إيراني”.
ليس عنده شيء إسمه لبنان: الجمهورية اللبنانية شبه منحلة ولا توجد قوى سياسية وازنة مجتمعة مع بعض لمواجهته
الخطاب كان هادفاً لأنه كان بين حدين: الحد الأول أقصى درجات التضامن اللفظي مع غزة، وأقل درجات التضامن الميداني مع غزة. بمعنى أن الحكي كتير بالتضامن مع غزة والفعل قليل بالتضامن مع غزة. وهذا نتيجة انه كان يتكلم على اساس “إيران أولاً”.
الليلة سمعنا “السيد حسن بيلاطس البنطي” الذي غسل يديه من أحداث غزة، من 7 تشرين. همه الأساسي كان أن يقول للولايات المتحدة والعالم أن إيران لم يكن لها علاقة بما حصل في 7 تشرين، وأن حزب الله أيضاً ليس له علاقة. وهذا نتيجة إنتشار القوات البحرية الأميركية والأساطيل الغربية الموجودة. وبالتالي، اعطى إشارة الليلة بأن إيران لا تريد أن تدخل إلى هذه المعركة إلا إذا استدرجتها الولايات المتحدة، وأعتقد أن ذلك لن يحصل.
النقطة الثانية أنه عندما توجه إلى الفلسطينيين فقد تحدث بمنطق إنساني بأنه يريد وقف إطلاق نار، ولكنه لم يتطرق إلى المطلب السياسي للفلسطينيين والذي يسعى له العرب وهو مطلب الدولتين. العرب يطالبون بالدولتين من القمة، وهو كل ما يريده اليوم لأهل غزة هو وقف إطلاق نار. يعني موقف نصرالله شبيه بالموقف الغربي.
ثالثاُ، ليس عنده شيء إسمه لبنان. هو “إيران أولا” و”إيران أولا” و”إيران أولا”. يعني ليس هنالك مصلحة لبنانية يتقدم بها أو أن يخاطب اللبنانيين بأي شيء. وكأنه متفلت من كل الضغوط الداخلية، الجمهورية اللبنانية شبه منحلة ولا توجد قوى سياسية وازنة مجتمعة مع بعض لمواجهته. وبالتالي هو مرتاح بالداخل اللبناني وألغى وجود الدولة اللبنانية.
تضامنه مع غزة وحماس هو “تضامن بالحد الأدنى”. هو يقول نحن لسنا مستعدين أن ندخل في حرب. إيران ليست لها علاقة بهذه الحرب ونحن لا علاقة لنا بها. ما نقوم به هو تضامن. بالكلام سوف نستمر بهذا التضامن، بالفعل في تضامن قليل.
وأهم شيء في خطابه كان تبرئة إيران مما يحصل. وبالتالي يتكلم الليلة ليس بإسم العرب، أو حتى اللبنانيين كما فعل في 2006. بل كفصيل إيراني يريد فقط أن يبرئ إيران من هذه المعركة.