(ورد إلى “الشفاف” الرد التالي على مقال نشرته “بادية فحص” بعنوان: ليست “حماس” من غيّر (.”اسم مستشفى المعمداني يا دكتور فارس باب الردود مفتوح طبعا=ً.
عند كل استحقاق وطني عربي لبناني او سوري يبرز من يطلقون على انفسهم “شيعة المعارضة”، اي الذين يعارضون سياسات ايران في الدول العربية عموما، و”حزب الله”، في لبنان خصوصا.
هؤلاء حقيقة الامر لا يعرفون ماذا يريدون، ومن بينهم (ليس كلهم، طبعاً) من يريد ثمن معارضته، تارة من قوى 14 آذار اللبنانية، وطورا، من المملكة العربية السعودية، او من اي جهة متضررة من هيمنة إيران على الدول العربية.
مع اندلاع حرب غزة، انتشى هؤلاء بالانتصار المزعوم لـ”حركة حماس”، على الجيش الاسرائيلي واستخباراته، وراحوا يكيلون المديح للحركة الاصولية الاسلامية، التي برزت اصلا بمجزرة ارتكبتها في حق السلطة الوطنية الفلسطينية، راح ضحيتها قرابة 600 من أنصار السلطة الوطنية الفلسطينية! فهل كان هؤلاء “أعداء صهاينة”؟ ولم يسمع أحد يومها من يعترض على الحركة الاصولية او يندد بالمجازر التي ارتكبتها، او أخذته الحمية العاطفية لفلسطينيين يقتلون على يد أصوليين فلسطينيين!!!
وكي لا نعود بالذاكرة الى ما يعرف بـ”حرب المخيمات” في لبنان، والتي امتدت لاكثر من اربع سنوات، حصارا وقتلا في الدم الفلسطيني، ربما معظم من يتمظهرون اليوم في الدفاع عن الفلسطينيين لم يكونوا قد ولدوا بعد.
ولكن الذاكرة القريبة تختزن صور ومشاهد مخيمات الفلسطينيين في سوريا والتي ازالها نظام بشار الأسد من الوجود بساكنيها من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، ومنهم من انتمى الى حركة “حماس” نفسها، التي انخرطت في “الثورة السورية”، بدافع تحويلها سوريا الى دولة إسلامية، وليس مدنية.
ومع ذلك لم تأخذ الحمية “شيعة المعارضة” للتنديد بمجازر الأسد في حق الفلسطينيين، ولم يتوسلوا “البروباغندا”، لحشد التأييد للمظلومين الفلسطينيين الذين دفعوا ثمن تورط حركة “حماس”، في شأن السوريين الداخلي!!
تغير اسم المستشفى المعمداني في غزة أم لم يتغير، فهذا ليس بيت القصيد. غيّرته حركة “حماس”، أم لم تغيره، “البروباغندا” في الحرب مشروعة، لاستقطاب ضعاف النفوس، وليس أصحاب الرأي الحر.
البروباغندا “البروباغندا” واستعمالها غير المدروس في الحروب، ينتج عنه غوغائية وفوضى على غرار إحراق محال تجارية في محيط السفارة الاميركية في لبنان، وحجة احد المتظاهرين، متوجها لصاحب أحد المحال المحروقة، بالقول “ابعد عن الشر وغنّيله”.
هل هذه هي البروباغندا التي يجب توسلها لكسب المعركة في غزة؟
ألم يستفد هؤلاء من تجربة “الثورة الخمينية” التي ساهم أنصار “حزب توده”، وكل المدنيين الايرانيين، في دعمها، وهللوا لاستقبال الخميني على أرض طهران، ولم تكد تمضي ساعات على وصوله، حتى بدأت المجازر في حق من ساهموا معه في “ثورته” على نظام الشاه ولم يرحم لا مدني ولا عسكري، حتى بلغ عدد الذين أعدمهم أنصاره قرابة 200 من الرتب العسكرية العالية في الجيش الذي كانت مرتبته الخامس عالميا، فحولوه الى ميليشيات تعيث في إيران وجوارها فسادا.
هل يريدون تكرار تجربة الخميني مع “حماس” بنشوة عملية عسكرية ما زالت تثير الكثير من علامات الاستفهام؟
عملية “حماس”، ناجحة بجميع المعايير العسكرية والاستخباراتية، إلا أنها فاشلة سياسيا وانسانيا:. ويدفع ثمن فشلها أطفال غزة ومدنييها، في حين يتمتع قادة “حماس” بحسن الضيافة في إمارة “قطر” المثيرة للجدل، او في تركيا، التي لم تتجرأ حتى على طرد السفير الإسرائيلي من أنقره او سحب سفيرها من تل ابيب؟
الاجرام ليس وجهة نظر
ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة على قطاع غزة مدان بكل الأعراف والمواثيق الانسانية، ومجرم هو كل من يفكر حتى في إيجاد مبررات لهذا الإجرام.
ولكن أيضا، مجرم من يسوق لحركة “حماس” استعمالها أطفال غزة ونسائها وشيوخها لـ”البروباغندا” لإدانة الجرائم الاسرائيلية.
إجرام “حماس” بدأ بالعرب قبل ان يصل الى الإسرائيليين.
فالإجرام يا سيدات ويا سادة ليس وجهة نظر!