حكاية الملحن اللبناني الراحل فيلمون وهبي الذي ودع الدنيا في الخامس من أكتوبر سنة 1985 عن عمر ناهز 70 عاماً، جديرة بأن تروى لأسباب كثيرة.
فهو لم يكن مجرد ملحن كغيره من الملحنين العرب، وإنما يمكن اعتباره مبدعاً متميزاً وصاحب ألحان شرقية آسرة وغير مسبوقة من غير أن يدرس الموسيقى دراسة أكاديمية، ومن دون أن يجيد كتابة النوتة أو العزف على الآلات الموسيقية، سوى العود الذي تعلمه بمجهوده الذاتي.
إلى ذلك تميز الرجل بمواهب تمثيلية استثمرها من خلال المسرح اللبناني، ولا سيما مسرحيات الرحابنة وصباح، التي أضفى عليها رونقاً خاصاً بظرفه وقفشاته وأدائه الكوميدي.
“كلاشينكوف”أغنية بداية سقوط لبنان
وبعد ذلك فلا عجب لو لقب بألقاب كثيرة مثل «شيخ الملحنين» و«فاكهة المسرح اللبناني اللذيذة» و«سبع الأغنية اللبنانية»، و«ابن الشعب». ولا عجب لو فاز بالعديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لعطاءاته الفنية مثل وسام الأرز ووسام الاستحقاق اللبنانيين وجائزة سعيد عقل ووسام الجيش اللبناني.
تقول سيرته الذاتية المنشورة، إنه ولد في قرية كفر شيما الواقعة بجبل لبنان في سنة 1916، ابناً لمختار القرية سعيد وهبي والسيدة ماري أيوب، وتلقى تعليمه بمدرسة الشويفات الدولية.
وخلال فترة دراسته برزت موهبته الفنية التي عارضها والده، لكنه لم يعر تلك المعارضة اهتماماً، لدرجة أنه انقطع عن الدراسة وراح يعمل في بعض الأعمال الحرة التي منحته وقت فراغ كبيراً استثمره في الاهتمام بهوايته في العزف والغناء.
في عام 1946 بدأت انطلاقته من فلسطين كمغن للمقامات والمواويل والأدوار القديمة، لكنه وجد نفسه أكثر في العزف والتلحين فالتحق مع مجايليه من أمثال حليم الرومي وسامي الصيداوي وزكي ناصيف والأخوين الرحباني بإذاعة الشرق الأدنى في خمسينات القرن العشرين، ثم انتقل منها إلى إذاعة لبنان الرسمية بمجرد تأسيسها ليتألق سريعاً في مجال التلحين والتأليف والتمثيل الكوميدي.
في تلك الحقبة من حياته، وخلال رحلات الصيد التي كان يقوم بها مع ثلة من أصدقائه، ولدت أجمل ألحان وهبي وتوثقت علاقته مع الأخوين الرحباني اللذين أدركا مبكراً مواهبه الفطرية والاستثنائية، فكانت النتيجة مجموعة من أجمل الأغاني التي تغنت بها فيروز بعيداً عن ألحان الرحابنة مثل: «جايبلي سلام» و«يا مرسال المراسيل» و«يا دارة دوري فينا» و«يا كرم العلالي» و«ليلية بترجع يا ليل» و«فايق يا هوى» و«من عز النوم بتسرقني» و«صيف يا صيف» و«طيري يا طيارة» و«على جسر اللوزية».
إلى ذلك يحسب لفيلمون وهبي أنه أول من نشر الأغنية اللبنانية في مصر والعالم العربي من خلال ألحانه المتميزة التي قدمها منذ منتصف الخمسينات لصباح («دخل عيونك حاكينا» و«عالعصفورية» و«دق الباب فتحتله») ولنجاح سلام («برهوم حاكيني» و«الشب الأسمر جنني» و«على نار قلبي ناطر مكتوب») ولوديع الصافي («حلوة وكدابه» و«بتروح لك مشوار»).
من جانب آخر ساهم وهبي، بظرفه وحضوره، في مسرحيات الرحابنة، إلى درجة وصف معها بأنه العمود الفقري لتلك المسرحيات ومنها «يعيش يعيش» و«ناس من ورق» و«بياع الخواتم» و«لولو» و«ناطورة المفاتيح» و«المحطة».
كما شارك بالتمثيل والتلحين في مسرحية «ست الستات» لصباح ووسيم طبارة، وكتب بالاشتراك مع الشاعر جورج جرداق مسرحية «قضية وصراحة» لدريد لحام، ولحن نحو ألفي أغنية، وشارك في مهرجانات بعلبك الدولية ومهرجانات الأرز وجبيل ومعرض دمشق الدولي ومسارح الكابيتول وستاركو والبيكاديللي، وأصدر ألبوماً تضمن مونولوجاته واسكيتشاته الفكاهية، وترجمت أعماله وألحانه في أوروبا، بل اهتم بها موسيقيون أجانب كالإيطالي إدواردو بيانكو والبريطاني رون غودوين.
على الجانب الاجتماعي، تزوج وهبي في عام 1946 جورجيت خوري التي عرفت باسم المطربة «تغريد الصغيرة» لكنها اعتزلت الغناء بعد الزواج وتفرغت لتربية أولادها الأربعة منه وهم عماد وسعيد وألحان وربيع.
وأخيراً فإن فيلمون وهبي، هذا الفنان الذي اشتهر بالكرم والظرف والرقة والتواضع ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإصلاح ذات البين، قاسى كغيره من أهوال الحرب الأهلية اللبنانية التي هجرته من قريته الجبلية إلى بلدة بعبدات، حيث أمضى في الأخيرة زهاء عشرين عاماً.
فنان ملهم عبقري كبير وعظيم قدم الكثير واعطى الكثير للاءذاعة والتلفزيون والمسرح لبنانيا وعربيا وعالميا فيلمون وهبي ذلك المارد الاءشم ومن وجوه الهضامة والتلطيش السياسي من كعب الدست سلام واحترام له ولكل جيل عصره من الفنانيين اللبنانيين الذين شهروا لبنان عبر العالم اجمع بجهاته الاءربعة وكانوا جسر تواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب ورسالة محبة وصداقة وسلام وجمال وجلال من لبنان إلى العالم اجمع وسلام لكم وللجميع وداءما إلى المزيد وداءما إلى الاءمام امين ♂️⚘️⚘️♀️❣️☺️✨️✨️♥️☺️♂️
البحريني السعودي، ركن “الشفاف”، الدكتور عبدالله المدني هو بحق “حافظ الذاكرة اللبنانيةّ. اتّهمتُهُ دائماً بأنه “لبناني أكثر من اللبنانيين”ّ. عبدالله المدني ما زال تلميذ “الآي سي” وجامعة بيروت الأميركية. عُمر طويل لأحد شيوخ الليبرالية العربية.