يخشى الغرب التصعيد النووي بسبب الصراع الأوكراني…
وذكرت وسائل إعلام أجنبية أنّ الحكومة البريطانية نظرت في هذه القضية في وثيقة بعنوان “حول عواقب استخدام الاتحاد الروسي الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا على الأمن في أوروبا”، بناءً على طلب أحد أعضاء مجلس اللوردات.
وأخيراً، أثار الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو هذا الموضوع أيضًا، متحدثًا عن الخطر “الضخم” لاستخدام الأسلحة النووية، ومعتبراً أنّ “الوضع يمكن أن يتغير نحو الأسوأ في أي لحظة، نحو التصعيد”.
ولفت المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إلى تصعيد محتمل للصراع في أوكرانيا. وربط سيناريو مشابهاً باحتمال توريد صواريخ ATACAMS البعيدة المدى إلى كييف، مشيراً إلى أنّ هذا قد يهدد الأمن القومي الأميركي. ولم يوضح كيربي كيف يمكن أن يؤثر نقل ATACAMS في ذلك، ومن المحتمل أنه كان يشير إلى الإجراءات الانتقامية الروسية.
وفي الغرب، يعرب العديد من السياسيين ووسائل الإعلام والخبراء عن قلقهم من أنّ موسكو، التي تراقب زيادة المساعدة العسكرية لكييف من الغرب، ستستخدم الأسلحة النووية لتعزيز قوتها القتالية وحل مشكلات المنطقة العسكرية الشمالية.
بالطبع الوضع الدولي حرج والحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا هي أيضاً حرب بين الغرب وروسيا التي باتت تفقد قدرتها على الانتصار، ما يعني أنّها قد تفعل اي شيء في سبيل إبقاء هيبتها الدولية قائمة.
فقبل عام واحد، في 21 أيلول (سبتمبر) 2022، وفي خطاب وجهه إلى الشعب، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الغرب من أنّ “سلامة أراضي وطننا الأم واستقلالنا وحريتنا سوف يتم ضمانها بكل الوسائل المتاحة لنا. وعلى أولئك الذين يحاولون ابتزازنا بالأسلحة النووية أن يعلموا أن الرياح يمكن أن تتحرك في اتجاههم”.
يقول العضو السابق في لجنة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة والمستشار السابق للأمين العام للأمم المتحدة إيغور نيكولين، وفقاً للعقيدة النووية الروسية: “إذا كانت سلامة أراضي روسيا مهددة من أي جانب، فمن حقنا استخدام الأسلحة النووية”.
معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لم تنتهك. هناك بند فيها ينص على أنّه في حال وقوع هجوم نووي على دولة غير نووية، يجب على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي الذين يمتلكون أسلحة ذرية صدّ العدوان. ووفقاً لهذا الحكم، يمكن للغرب، بالطبع، من الناحية النظرية، اتخاذ إجراءات انتقامية، ولكن من غير المرجح أن يحدث هذا في الممارسة العملية.
إذاً، يجب أن نفهم بوضوح أنّه لا أحد في الغرب يريد القتال مع روسيا، وبخاصة مع استخدام الأسلحة النووية. ولن تقوم واشنطن وبروكسل بمثل هذه المخاطرة. لكنهم يعدون بتقديم الدعم لأوكرانيا.
الوضع خطير للغاية “الأميركيون يرسلون بالفعل تلميحات إلى روسيا بأنّ الولايات المتحدة تبقي قواتها النووية على أهبة الاستعداد. لكن هذا لا يعني على الإطلاق أنّهم يدافعون عن أوكرانيا. وليس من قبيل الصدفة أن كيربي تحدث عن خطر تصعيد الصراع في أوكرانيا والتهديدات في هذا الصدد بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
انّ رسالة القيادة الاستراتيجية للقوات الجوية الأميركية أنّ “ثلثي الثالوث النووي الأميركي الآمن والموثوق والفعال والمصداقي مستعد دائماً للفوز في أي صراع.
فالحديث عن جاهزية هذا السلاح النووي للاستخدام أو النصر هو أمر غير متوقع، لأنّ القرار باستخدامها شيء آخر”.
تشير الأوساط المقربة من روسيا إلى أنّ لدى الأخيرة احتياطيات وموارد أكبر لحل مشكلات المنطقة العسكرية الشمالية في إطار استخدام الأسلحة التقليدية، لإجبار كييف على وقف الأعمال العدائية في أقرب وقت ممكن، ويمكن لروسيا أيضاً استخدام الأسلحة النووية التكتيكية.
بمعنى أنه سيتم القيام به على الفور لضمان تدمير نقاط المراقبة المهمة للقوات المسلحة الأوكرانية والجسور الاستراتيجية والقواعد اللوجستية والمنشآت الصناعية العسكرية وما إلى ذلك. والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من غير المرجح أن ينظما ضربة نووية انتقامية، لأنّ هذا يعني بداية حرب عالمية جديدة، ولا أحد يريد مثل هذه النتيجة.