جزء من مقابلة الروائي البريطاني سلمان رشدي مؤلف رواية “آيات شيطانية” مع مجلة “لوبوان” الفرنسية:
“لوبوان”: ما هو أفضل شيء يمكن أن ترثه لأطفالك؟
رشدي: الإلحاد. إنهم على الأقل ملحدين مثلي.
“لوبوان”: لماذا الإلحاد هو أفضل شيء؟
رشدي: لأنه لا يوجد إله، وكلما أسرعت في فهم ذلك، كلما كان ذلك أفضل.
“لوبوان”: لكن الإيمان بالإله يمكن أن يساعد في أوقات الشدة؟
رشدي: هذا هو الفرق بين الخيال والواقع. في الواقع، لا يوجد إله. ومهما حدث في حياة أطفالي، عليهم أن يدركوا أنه لا يوجد إله”.
أنا حقيقة مهتم بمعرفة كيف اكتشف سلمان رشدي أنه “في الواقع، لا يوجد إله”!
فإن أشار إلى العلم فالعلم محايد في هذه المسألة، وإن أشار إلى الفلسفة فالفلسفة لا تؤكد أو تنفي ببرهان قاطع وحاسم وجود الإله أو نفي الإله، وإذا كان اقتباسه يعتمد على تجربته الشخصية، فإن العديد من الأشخاص، وخاصة المتصوفين، لديهم تجربة شخصية تؤكد وجود الإله.
إذن على أي أساس يقول رشدي إنه “لا وجود للإله”. يمكنه أن يقول، مثل برتراند راسل، إنه لم يجد أي دليل يثبت وجود الإله أو ينفي وجود الإله. أو، مثل العديد من الملحدين الآخرين، الذين يقولون العبارة التالية: “في رأيي لا يوجد إله”. لكن رشدي يصر على القول إنه “في الواقع” لا يوجد إله، ويجب على أولاده ألا ينسوا هذه النقطة (نقطة عدم وجود إله) بغض النظر عما يحدث في حياتهم.
ليس الهدف من كتابة هذا النص القول بأن سلمان رشدي ليس له الحق في إنكار وجود الإله بأي شكل وبأي طريقة كانت، بل القصد من كتابة هذا النص أن أسلوب رشدي في التعامل مع ما لا يعتقد به أو مع ما لا يحبه، لا علاقة له بالأعراف العلمية والفلسفية، ويجلب إلى الأذهان نوعاً من العناد. وأعتقد أنه ألف رواية “آيات شيطانية” من هذا المنطلق.
*أحمد زيد آبادي كاتب إيراني قريب من الإصلاحين، يمكن مراجعة مقالاته على “الشفاف”