فائزة هاشمي رفسنجاني، المعتقلة السياسية، وابنة الرئيس الإيراني السابق، قالت في بيان كتبته من داخل سجن ايفين في طهران، إنها تدين إهانة القرآن وإضرام النار فيه، لكنها تساءلت: “هل يجوز لنا نحن المسلمين أن نُعامل المنتمين إلى الديانات الأخرى كيفما نريد، لكننا لا نرضى لغير المسلمين أن يتدخلوا في إسلامنا أو أن يتدخلوا في شؤون المسلمين؟”
وقالت رفسنجاني في جانب آخر من بيانها: “أليس صحيحاً أن سياسات الجمهورية الإسلامية (في إيران) وسلوكها تجاه المسيحيين والسنّة والبهائيين وغيرهم، بما في ذلك الإهانات الموجهة إليهم والقيود المفروضة عليهم، والأحكام القضائية ضد أفراد هذه الديانات، تزيد من فرص الاحتجاج على الإسلام والمسلمين وتقوي عدم احترام القرآن؟”.
وطرحت رفسنجاني أسئلة أخرى في بيانها، منها:
“1. هل إهانة جميع الأديان أمر سيء، أم أن إهانة الإسلام وحده هو الأمر السيء؟
2. هل إهانة الأديان المعتمدة من قِبلنا وحدها أمر سيء، أم إهانة أي دين أو عقيدة؟
3. ألسنا نحن من أسس هذا التقليد الظالم في العالم، بتعاملنا السيء مع الأديان الأخرى وحتى مع المسلمين السنّة؟
4. هل نحن على استعداد لدفع الثمن وقبول عقوبة تصرفاتنا الخاطئة، مثلما نتوقع معاقبة حارقي القرآن؟
5. إذا كنا نعتقد أن “مرتكبي هذه المؤامرة أضعف من أن يكونوا قادرين على منع الإنتشار المتزايد والمستمر للإسلام”، فنحن لا ندرك أن المعاملة القاسية ضد الأديان الأخرى تسببت في انتشارها بصورة أكبر، وفي زيادة عدد أتباعها (في إيران)، وساهمت في خروج الكثير من المسلمين الشيعة من الدين في بلادنا ؟
6. أليس سلوكنا، خاصة تجاه البهائيين، يخالف وصايا الإمام علي بن أبي طالب لمالك الأشتر؟
7. بعيدا عن الجوانب الدعائية والمظاهر الشعبوية، هل سجن شخص بهائي لسنوات وحتى لعقود من قبل حكومة إسلامية هو أكثر شراسة وخطورة ويجب معاقبة من قام بذلك، أم تدنيس صفحات من القرآن من قبل شخص جاهل وفاقد للأخلاق وربما غير مسلم؟
8. هل إخفاء الرأس تحت الثلج وتعمّد عدم رؤية الحقائق، ساهم في انتشار الإسلام؟
الجواب هو أننا نحصد ما نزرع.
ففي ظل إدانة حرق القرآن، من الضروري أن نعود إلى رشدنا وأن نفكّر بأنه قد اقترب عصر الجاهلية.
يجب ألّا نكون سببا في القضاء على الدين من أجل استمرار السلطة أكثر من هذا، وأن نتدارك طريقنا الخاطئ. يجب أن ننشر المحبة بين الناس وأن نمنحهم العدالة، ونعترف بحرية الأديان بشكل حقيقي، ونظهر نفس الاحترام للأديان الأخرى كما نتوقع ذلك للإسلام.