هل هناك “أزمة جديدة” في الطريق بين الرياض وطهران؟
تشير تقارير إلى أن “علي أكبر رائفي بور”، وهو أحد أكبر المنظرين الأصوليين المتشددين والشخصية القريبة من مرشد الثورة، مُنع من مغادرة السعودية بعد أدائه مناسك الحج ولا يزال محتجزا هناك.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني هذا الخبر، وقال: “في نهاية مناسك الحج وعند عودته إلى إيران، واجه رائفي بور مشكلة في الخروج من مطار جدة لسبب غير معروف”.
واعتبر بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، أن سبب منع خروج رائفي بور هو إهانته المتكررة للسيدة عائشة إحدى زوجات نبي الإسلام في محاضراته، وقال آخرون إن سبب اعتقال هذا السياسي هو دخوله السعودية بجواز سفر مزوّر.
فيما تداولت أنباء أن رائفي بور كان من مؤيدي الهجوم على السفارة السعودية والذي أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين قبل 7 سنوات، وأنه أحد الداعمين لهذا الهجوم. كما أنه كان يدلي بتصريحات تطعن في الأسرة السعودية المالكة وتعتبر أنهم من عبدة الشياطين وأن أصلهم صهيوني.
وتتداول أنباء في مواقع إيرانية تفيد بأن السلطات الايرانية قد تكون ورطت هذه الشخصية المتشددة و”باعتها” للسعودية بصورة سياسية غير واضحة المعالم حتى الآن.
ونفى كنعاني في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) “أن يكون رائفي بور قد واجه مشكلة لسبب لم يتضح لنا بعد”، نافيا الأنباء التي تحدثت عن اعقتاله من قبل السلطات السعودية.
وأضاف كنعاني أن “القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في جدة والسفارة الإيرانية في الرياض تواصلتا على الفور وناقشتا مع السلطات والإدارات ذات الصلة في الحكومة السعودية، وتابعتا الأمر واتخذتا الإجراءات الداعمة لحل المشكلة”، مؤكدا أن “وزارة الخارجية والسفارة الإيرانية في السعودية تعمل بجدية على حل المشكلة وإعادته إلى البلاد”.
يذكر أن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قام بزيارة طهران مؤخرا، بهدف إجراء مباحثات مع كبار المسؤولين في إيران.
وفتحت السفارة الإيرانية في السعودية أبوابها بعد 7 سنوات من الإغلاق، وذلك بعد توقيع اتفاق بين الرياض وطهران لاستئناف العلاقات برعاية صينية.
و”رائفي بور” شخصية مثيرة للجدل في إيران، معروف بمحاضراته حول نهاية العالم، والشيطانية، والماسونية، ونظريات المؤامرة.
وكانت السعودية قد قطعت علاقاتها مع إيران في 3 يناير/كانون الثاني 2016 بعد إقدام مجموعات على اقتحام مقر سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، إثر قيام الرياض بإعدام رجل الدين السعودي المعارض نمر النمر. واتهمت الرياض طهران بخرق الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وقال وزير الخارجية السعودي آنذاك عادل الجبير إن سجل إيران طويل في انتهاك البعثات الدبلوماسية الأجنبية، مشيرا إلى الاعتداء على السفارة الأميركية عام 1979، والسفارة البريطانية عام 2011، موضحا أن تلك الاعتداءات تعد انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ومتهما إيران بتهريب الأسلحة والمتفجرات والخلايا “الإرهابية” إلى دول المنطقة بما فيها المملكة العربية السعودية.