رويترز – تدخلت بعض الحكومات الأجنبية على مدى الأسابيع القليلة المنصرمة للضغط على الرياض من أجل ضمان سداد بعض شركات الإنشاءات في المملكة المستحقات المتأخرة لعشرات الآلاف من العاملين، لا سيما في مجموعتي «بن لادن» و«سعودي أوجيه»، اللتين ظلتا لعقود من أكبر شركات المقاولات في المملكة والشرق الأوسط.
وقالت وزيرة العمل الفيليبينية روزاليندا بالدوز لـ «رويترز» أمس، إن السفارة الفيليبينية في الرياض تتواصل مع سلطات سعودية لحل المشكلة.
وأضافت «سأرسل بعثة لتقصي الحقائق يرأسها وكيل الوزارة سيرياكو لاجونزاد لمقابلة العمال والموظفين والجهات المعنية».
بدوره، قال ديبلوماسي إن السفير الفرنسي في الرياض أرسل خلال الأسابيع المنصرمة خطابا للرئيس التنفيذي لشركة «سعودي اوجيه»، وهي من أكبر شركات الإنشاءات في المملكة، طالبا منه التدخل لحل مشاكل فرنسيين لم يتسلموا رواتبهم لأربعة أشهر.
وقال ديبلوماسيون من بنغلادش إنهم تواصلوا مع شركات إنشاءات كبرى لمناقشة تأخر سداد أجور عمال من بلادهم لفترة تجاوزت شهرين. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من وزارة الخارجية.
وقال مسؤول لدى «سعودي أوجيه»، إن شركته مثلها مثل شركات أخرى تأثرت لعدة أشهر «بالظروف الراهنة التي أدت لتأخر الوفاء بالتزاماتنا للموظفين». وأضاف أن الشركة تبنت خطة ستمكنها من استئناف سداد مستحقات العاملين اعتبارا من مارس، لكنه لم يخض في تفاصيل وطالب بعدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الأمر.
وباتت المشاكل التي يتعرض لها قطاع الإنشاءات والمقاولات أحد أبرز القضايا داخل مجتمع الأعمال في المملكة. وخلال الشهر الماضي ناشد رجل الأعمال البارز عبد الرحمن الزامل رئيس مجلس الغرف السعودية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز التدخل لحل مشاكل قطاع المقاولات في البلاد في ظل تأخر سداد مستحقات الشركات لفترة تجاوزت الستة أشهر.
وأفاد مسؤولون بالقطاع أنه في بعض الحالات، بما في ذلك شركة «سعودي أوجيه»، توقف مئات العمال الذين لم يتلقوا رواتبهم عن العمل ونظموا تظاهرات للمطالبة بأجورهم المتأخرة وهو أمر نادر.
العمالة
يوجد في المملكة نحو عشرة ملايين عامل أجنبي من جنوب وجنوب شرق آسيا وأنحاء أخرى من العالم، ويعمل معظمهم في وظائف متدنية الأجور ينفر منها السعوديون مثل بعض وظائف قطاعي الإنشاءات والتجزئة والعمل في المنازل.
وتدفق هؤلاء العمال إلى المملكة خلال سنوات طفرة النفط وازدهار الاقتصاد، لكن الآفاق أصبحت قاتمة بعض الشيء منذ أواخر العام الماضي بفعل هبوط أسعار النفط ولجوء بعض الشركات لاسيما في قطاع الإنشاءات إلى خفض أعداد العمالة.
وقالت مصادر مطلعة لـ «رويترز» في نوفمبر، إن مجموعة «بن لادن» السعودية، وهي شركة أخرى من أكبر شركات البناء والمقاولات في المملكة تعتزم خفض 15 ألف وظيفة دفعة واحدة.
ولا يعني تراجع إيرادات النفط أن المملكة تواجه أزمة مالية، إذ تبلغ قيمة الأصول الأجنبية للحكومة نحو 600 مليار دولار لكن يبدو أن توجه السلطات لخفض الإنفاق أدى لتباطؤ عمليات الموافقة على المستحقات وصرفها.
وقال ديبلوماسي تدخل في محاولة لسداد الأجور المتأخرة لعمال بلاده إنه التقى بمسؤولين في شركتي «أوجيه» و«بن لادن».
وأضاف: «قالت سعودي أوجيه إنها دفعت رواتب العمال في فبراير، لكن اتضح أن ذلك كان عن شهر اكتوبر 2015 وقالوا إنهم سيدفعون للموظفين مرة أخرى في مارس».
وبحسب وثيقة اطلعت عليها «رويترز»، توصل ممثلون عن العمال الذين لم يتقاضوا رواتبهم ومسؤولون من وزارة العمل وآخرون من شركة بن لادن لاتفاق يقضي بحل مشكلة تأخر الرواتب وذلك بعدما احتشد العمال في تظاهرة في مشروع للشركة بمكة في وقت سابق من هذا العام.
وبموجب الاتفاق جرى تخيير العاملين في مشروع قطار الحرمين في مكة، والذي تنفذه بن لادن بين البقاء في مساكنهم لحين صرف مستحقاتهم مع التزام المجموعة باحتساب فترة بقائهم في السكن واعتبارهم على رأس العمل وبين الخروج النهائي وتصفيه مستحقاتهم أو نقل خدماتهم إلى شركة أخرى والحصول على جميع مستحقاتهم.
إجراءات «لمحاسبة سعودي أوجيه»
الرياض- أ ف ب – اتخذت السعودية اجراءات «لمحاسبة» شركة «سعودي اوجيه» المملوكة من رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، لتأخرها منذ اشهر في دفع رواتب الآلاف من موظفيها، بحسب ما افادت صحيفة سعودية الاثنين.
وتأتي الاجراءات ومن ضمنها تشكيل لجنة من وزارة العمل للنظر في القضية، بعد شكاوى من موظفين عن تأخر الشركة العملاقة في دفع الرواتب منذ اربعة اشهر على الاقل.
واوردت صحيفة «عكاظ» نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة العمل انها شكلت «لجنة لحل مشكلة تأخر رواتب الموظفين في (سعودي اوجيه)».
وسبق لوسائل اعلام فرنسية، بينها «راديو فرانس انترناسيونال» وصحيفة «لوموند»، ان نشرت تقارير عن تأخر دفع الرواتب في الشركة منذ خمسة اشهر. واضافت ان السفير الفرنسي في الرياض «تدخل» وبعث برسالة الى الحريري.
وتعاني مؤسسات اخرى تابعة للحريري من مشاكل مماثلة لجهة التأخر في دفع الرواتب اشهر، لا سيما قناة وصحيفة «المستقبل» في بيروت.