دعا “التجمع النسائي” لحركة المعارضة الخضراء في إيران إلى جعل “يوم المرأة العالمي” في 8 آذار مناسبة للمطالبة بإطلاق سراح السيدتين “فاطمة كروبي” و”زهرا رهنورد”، زوجتي الزعيمين الإصلاحيين مهدي كروبي ومير حسين موسوي. وناشد “التجمع” في بيان أصدره أمس جميع الأحرار ورافضي الظلم والإستبداد في إيران المشاركة في المسيرات السلمية التي ستنظمها يوم الثلاثاء المقبل في سائر المدن الإيرانية.
في غضون ذلك، ما زال مصير الثنائي الأخضر كروبي وموسوي وزوجتيهما مجهولا بعد أن نفت الأجهزة الأمنية في إيران خبر اقتيادهما إلى أحد سجون العاصمة طهران. في الوقت الذي ما زالت عناصر من الحرس الثوري تفرض طوقا أمنيا مشددا على منزليهما. وكان أبناء الزعيمين الإصلاحيين قد عقدوا في وقت سابق مؤتمرا صحافيا حملوا فيه رؤوس السلطة في البلاد مسؤولية اختفاء ذويهم وإمكانية تعرضهم للأذى.
إلى ذلك تشهد المدن الإيرانية التي شاركت في التظاهرات الثلاث التي نظمتها المعارضة في الأسبوعين الماضيين موجة اعتقالات واسعة في صفوف الصحافيين والنشطاء الحقوقيين وطلاب الجامعات. وقامت أجهزة الأمن التابعة للحرس الثوري يوم الجمعة المنصرم باعتقال ثلاثة رجال دين من الطائفة السنية في مدينة “تايباد” في إقليم خراسان.
كما ذكرت مواقع إصلاحية أن عدد المعتقلين من أنصار المعارضة الخضراء قد ارتفع إلى 85 ألف معتقل، من بينهم 55 ألفا اعتقلوا في مدة لا تتجاوز 20 شهرا.
محاولات لاستبعاد رفسنجاني
من ناحية أخرى، تشتد حملة التيار المحافظ,على رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني. و يسعى المحافظون بجناحيهم(المتشددين والجدد) إلى “تأديبه” عبر إقصائه من دائرة العملية السياسية، باعتباره آخر الشخصيات المحسوبة على المعارضة والتي ما زالت تتمتع بالنفوذ داخل النظام. ويميلون إلى حل المجلس نهائيا كي لا يحتفظوا برئيسه حتى موعد دورته الإنتخابية الجديدة. في هذه الأثناء، يتحضر “آيات الله” لخوض إنتخابات “مجلس الخبراء” الذي يرأسه رفسنجاني أيضا. و في حين لا يخفي آيات الله المتشددون نواياهم في اقتناص رئاسة المجلس ليتيسر لهم بذلك الإطباق على مقاليد السلطة الدينية والسياسية في إيران، يعتزم كل من آية الله صانعي وآية الله مهدوي كني الداعمين للإصلاحيين إلى جانب إصلاحيين آخرين خوض هذه الإنتخابات أيضا.
من جهته، بشر رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي في خطبة صلاة الجمعة في طهران منذ يومين أن السنة الإيرانية الجديدة (والتي تبدأ في 21 آذار حسب التقويم الفارسي) سوف تكون مختلفة وأن النظام الإسلامي سوف يغير من طريقة تصديه لرؤوس الفتنة الذين يريدون إسقاط النظام الإسلامي.
كلام خاتمي جاء بعد أقل من 24 ساعة على تصريح أدلى به القنصل الإيراني في ميلانو “أحمد مالكي”، الذي أعلن بعد لجوئه إلى باريس، عن انضمامه إلى المعارضة وقال: أن قادة النظام الإيراني مستعدون لذبح الشعب وإراقة دمائه من أجل الإحتفاظ بالسلطة”.
وبناءً عليه، لم يعد مستبعدا أن تكون أعمال العنف التي شهدتها طهران والمدن الكبرى في إيران، منذ 14 شباط الماضي، إلا فصلا قصيرا من فصول دموية سوف يواجهها الشعب الإيراني في القادم من الأيام في حال استمرت الحركة الخضراء بالإعتراض في الشارع.
وكان موقع “راه سبز”المعارض قد أجرى استطلاعا للرأي(ليوم واحد) حول أسباب عدم تمكن المعارضة الإيرانية، رغم مرور أكثر من سنة ونصف على تشكلها، من الإطاحة بنظام الملالي. وحصلت الإجابة الرابعة التي تقول: إن” مواجهة نظام الإستبداد الديني أصعب من مواجهة غيره من أنظمة الإستبداد المعروفة”، على نسبة 80,92 من مجموع الأصوات المشاركة في الإستطلاع، أي (18,219 من أصل 22,516 ).
وكانت حركة المعارضة الخضراء قد نظمت 3 تظاهرات متتالية في مدن مختلفة من إيران: الأولى في 14 شباط إنطلقت على نية دعم شعبي مصر وتونس، ووصفها النظام بأنها ذريعة لإثارة الفتنة في البلاد. تلتها تظاهرة أخرى بمناسبة مرور أسبوع على مقتل طالبين جامعيين في التظاهرة السابقة. وكانت السلطات في هذه الاثناء قد تمكنت من وضع الثنائي كروبي وموسوي وزوجتيهما قيد الإقامة الجبرية، أعقبتهما تظاهرة ثالثة أسفرت عن مقتل متظاهر وسقوط عدد كبير من الجرحى,وحملات اعتقال واسعة.
إلى ذلك أظهر عدد من أقاليم الأقليات مثل آذربيجان الغربية وخوزستان وهرمزكان وكردستان، تفاعلا مع مطالب حركة المعارضة. وشهدت هذه الأقاليم لأول مرة منذ نشوء الحركة الخضراء تظاهرات شعبية حاشدة.